اعتبر باحثون بريطانيون أن وباء "زيكا" المتفشي في أميركا اللاتينية سيخمد وينطفئ تلقائيا في غضون ثلاث سنوات، ولن تحدث طفرات جديدة للوباء قبل عشر سنوات.
وأوضح الباحثون في كلية أمبريال في لندن أن انتشار زيكا في القارة الأميركية الجنوبية، خاصة في البرازيل، سيتراجع وينخفض بشكل ملحوظ مع نهاية عام 2017. كما أشاروا في الدورية الطبية الأميركية science، في يوليو/تموز الجاري إلى أن السبل المتبعة حالياً للقضاء على زيكا لن تتمكن من احتواء الفيروس.
ورأى الباحثون البريطانيون أن مناطق رمادية كثيرة لا تزال تحيط بالفيروس المسؤول عن التشوهات الخلقية عند المواليد، وكذلك الحال بالنسبة لحمى الضنك. ولفتوا إلى أنه حتى المرحلة الحالية لا يوجد لقاح ناجع ضد زيكا الذي ينتقل للإنسان عبر البعوضة الزاعجة أو عن طريق الاتصال الجنسي. ويشار إلى أن نحو مليون ونصف المليون شخص مصابون بالفيروس في البرازيل وحدها.
واعتبر الباحثون أنه وفقاً للمعادلات الرياضية المعتمدة في التحليل، فإن التفشي المقبل لفيروس زيكا لن يحدث قبل عشر سنوات على الأقل، مع احتمالات حصول بعض الإصابات على نطاق ضيق.
وبيّن البروفسور في كلية الصحة العامة في أمبريال نيل فيرغسون، المؤلف الرئيسي للبحث، أن "تحليلاتنا تشير إلى أن انتشار عدوى زيكا لا يمكن احتواؤه، وإن الوباء سيغلق على نفسه في غضون سنتين أو ثلاث سنوات".
وأوضح أن الفيروس لا يمكن أن يصيب الشخص نفسه مرتين، لأن أنظمة المناعة تنتج مضادات للفيروس، ويصل الوباء إلى مرحلة يصبح فيها عدد الأشخاص غير المصابين قليلا جداً، وبالتالي لا يعود هناك مجال لتفشّيه. كما اعتبروا أن التفشي يمكن أن يحصل مع وجود جيل جديد من الأشخاص غير المصابين، أي بعد 10 سنوات على الأقل.
ووجد الباحثون أن انتهاء فيروس زيكا الإيجابي طبعاً، يؤدي للأسف إلى تراجع العمل على تطوير اللقاحات المناسبة، لعدم توفر الحالات المرضية التي يمكن إخضاعها لتجريب اللقاح.
وتابع فيرغسون "إذا كانت توقعاتنا صحيحة، وانخفض عدد إصابات زيكا بشكل ملحوظ مع نهاية 2017 أو قبل، فهذا يعني أنه سيكون لدينا لقاحات جاهزة للاختبار، ولكن في المقابل لن تتوفر الحالات الكافية المصابة بالفيروس لإجراء الاختبارات السريرية اللازمة عليها".
ويذكر أن التعرف على فيروس زيكا حصل عام 1947 في أوغندا لدى قرود مصابة، وانتقلت العدوى إلى الإنسان بعد ست سنوات في نيجيريا.