واجتمع زعيم المعارضة في البرلمان الفدرالي، خورشيد شاه، بزعيم الجماعة الإسلامية، الملا سراج الحق، في مدينة كراتشي، لمناقشة الوضع السياسي الراهن. وأعلن الزعيمان، إتفاقهما على عقد اجتماع طارئ لقيادات الأحزاب السياسية، غداً الإثنين، بهدف إخراج البلاد من الأزمة، التي قد تقضي على النظام الديمقراطي الحالي. وشدد شاه على أن "حزب الشعب الباكستاني لن يرضى بأي خطوة غير دستورية في البلاد".
في هذه الأثناء، طلب القيادي في حزب الرابطة الإسلامي الحاكم، ووزير السكة الحديدية، خواجه سعيد رفيق، من زعيم الحركة القومية المتحدة، إلطاف حسين، وزعيم الجماعة الإسلامية، الملا سراج الحق، خلال اتصالين هاتفيين، المساهمة في إخراج البلاد من المأزق السياسي، ودفع المعارضة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.
وشدد على أن "الحكومة مستعدة للحوار والتباحث بشأن مطالب المعارضة"، لكنها لن "تقبل بأي خطوة غير شرعية، كما لن تفاوض بشأن استقالة رئيس الوزراء".
وفي السياق ذاته، ألمح وزير الإعلام، برويز رشيد، إلى أن "الحكومة على اتصال دائم بالأحزاب السياسية والحركات الدينية، بما فيها قيادات المعارضة، التي تقود الاحتجاجات". كما أكد قبول الحكومة "إجراء عملية تدقيق في الانتخابات العامة التي أجريت العام الماضي، والاستعداد لإجراء تعديلات على قانون الإنتخابات".
من جهته، وصف زعيم جمعية علماء الإسلام المولوي، فضل الرحمن، الحراك الإحتجاجي للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء، بأنّه "محاولة إنقلاب على حكومة نواز شريف". وحذّر زعيم الحزب القومي السندي، مصلح بليجو، أن "الأمر خطير للغاية، وهناك خوف من أن تضع الاحتجاجات الحالية البلاد على شفير الحرب الأهلية".
وتفاقمت الأوضاع بعد أن منح رجل الدين، وزعيم حركة منهاج القرآن والحركة الشعبية، طاهر القادري، رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، وشقيقه شهباز، رئيس وزراء حكومة إقليم البنجاب، مهلة 48 ساعة للاستقالة، تنتهي مساء غد الإثنين. ودعا القادري، في خطاب أمام الآلاف من أنصاره المعتصمين بالقرب من المنطقة الخضراء، إلى حل البرلمان الفدرالي والبرلمانات الإقليمية.
وتزامنت مهلة القادري، مع تعهّد خان، بمواصلة الاحتجاجات والاعتصام، حتى الإطاحة بحكومة نواز شريف. وهدّد بتحريكها نحو المنطقة الخضراء ومقر رئيس الوزراء، إذا لم تستجب الحكومة لمطالب المحتجين.
ودفع هذا التهديد السلطات الأمنية، إلى نشر الآلاف من عناصر الشرطة والقوات شبه العسكرية، داخل المنطقة الخضراء، وقرب الحي الدبلوماسي.
يُذكر أن الجيش الباكستاني، لم يعلّق حتى الآن، على الوضع الراهن في البلاد، في وقت، يرى الكثيرون أن المعارضة تحظى بدعم الجيش. وكان وزير الدفاع، خواجه محمد آصف، اعتبر في وقت سابق، أن "المظاهرات الحالية محاولة لإنقلاب عسكري في باكستان، على غرار ما حصل في مصر".