غادر المصور بين تيرزا وخطيبته مكان إقامتهما في ويلز، في المملكة المتحدة، عام 2014 للإقامة مؤقتًا في مصر بعد تلقّيهما عرض عمل هناك. وبعد مضي أربعة أشهر على إقامتهما في القنا المصرية، قررا زيارة القاهرة وتفقد المواقع السياحية. لم يسعد تيرزا بما رآه، فالمواقع لم تبدُ سياحية على الإطلاق، وقد وثّق مواقع مصر الشهيرة التي بدت وحيدة في صور نشرها تيرزا على موقعه الخاص واصفًا إياها بـ "الشبحيّة" (مدينة الأشباح الخالية من الناس). وبحسب تقرير حديث لرويترز، بلغ عدد السياح القادمين إلى مصر عام 2014 حوالى 9,9 مليون سائح، بينما كان قد وصل إلى 14,7 مليون عام 2010. ويتوقع وزير السياحة المصري أن يكون الرقم 10 ملايين هذه السنة، لأنه، وبحسب ما قال لرويترز، "قد بلغت الزيادة بين شهري كانون الثاني/ يناير وآب/أغسطس نحو 5 في المئة فقط، واذا استمرّ الحال كذلك سيصل عدد السياح إلى 10 ملايين"، وقد أشار إلى التحضير لحملة مشجّعة للسياحة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.
لكن ما لم يخطر في بال وزير السياحة، هو ما حصل بعد كارثة الطائرة الروسية التي تحطمت فوق سيناء المصرية، وقتل على متنها أكثر من مئتي شخص، ما أدى إلى إجلاء السيّاح الأجانب من سيناء. فبدأت بريطانيا بإجلاء آلاف السياح من شرم الشيخ، لتعلن بعدها روسيا وقف الرحلات إلى مصر، وهو ما اعتبر الضربة القاضية للسياحة المصرية. وقد انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي حملة بدأ بها المناصرون للنظام المصري الحالي لتشجيع السياحة الداخلية في البلاد في رد على وقف الرحلات الجوية. هكذا بدأ حملات لتشجيع زيارة شرم الشيخ من قبل سكان المحافظات والمدن المصرية الأخرى. لكن كل ذلك لن يعوّض عن واقع واحد وهو أن المدن السياحية المصرية باتت مدنا "شبحيّة" وتزداد وحدتها وفراغها مع مغادرة السياح الأجانب لأكثر المناطق جذباً للأجانب في الشرق الأوسط، أي منطقة شرم الشيخ في سيناء.
(الصور كلها من موقع بن تيرزا)
(الصور كلها من موقع بن تيرزا)