"قوة، صلابة، وذكاء"، هي صفات تميّز بها المدافع العملاق ريو فرديناند، ربما لن تستطيع السطور تلخيص قصة الجندي المثابر في الخطوط الخلفية للفرق التي لعب لها ريو، فبعد 19 عاماً من الاحتراف، أنهى المدافع الإنجليزي مسيرته الزاخرة بالإنجازات والألقاب، ليسدل الستار على اسم كبير آخر يودع لعبة الجلد المدور.
اسم لطالما كان عقدة للمهاجمين، وسدّاً منيعاً لحراس المرمى الذين لعب أمامهم، بدأت رحلته الأولى كطفل يافع لم يتجاوز عمره الـ14 عاماً مع فريق ويستهام يونايتد للصغار، وبقي في تلك الفئة 4 سنوات (1992-1996)، لينتقل بعدها إلى الفريق الأول في 1996، ويكتشف موهبته المخضرم "هاري ريدناب"، ليضعه في مركز المدافع الرئيسي، ويحصد جائزة "مطرقة السنة" عن عمر 19 سنة.
أعجب ليدز يونايتد الإنجليزي بمهارة ريو، وكان النادي حينها يعتبر من صفوة الأندية الإنجليزية القوية، على الساحة المحلية، والأوروبية، فدفع ثمنه رقماً خيالياً. وبالنسبة لمدافع في بداية مسيرته الاحترافية، كانت الـ18 مليون جنيه استرليني، رقماً استثنائياً. وقضى في صفوف ناديه الجديد موسمين فقط (2002-2000).
واستدعي فرديناند إلى منتخب الأسود الثلاثة، للمشاركة في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، لكنه ودع المسابقة، أمام البرازيل، وبعد انتهاء العرس العالمي، خطفه السير، أليكس فرغيسون، ودفع 30 مليون يورو لليدز، لتبدأ قصة الإنجازات العظيمة.
هناك بين أسوار "الأولد ترافولد"، كانت الحياة مختلفة، والضغوط كانت أكبر، كيف لا وقد أصبح حينها ريو، أغلى إنجليزي ومدافع في التاريخ، ولكنه قدم مستوى رائعاً، وحصد لقب الدوري الإنجليزي رفقة ديفيد بيكهام. ولكن في الموسم التالي أوقف مدة 8 أشهر، بعد أن طلب منه الخضوع لفحص منشطات عشوائي، لكن رغم ذلك خضع له، وشارك صحبة المنتخب الإنجليزي في يورو 2004.
وبعد الخروج من البطولة الأوروبية، عاد ريو ليصنع مع الشياطين الحمر، مسلسل ألقاب وإنجازات، فهيمن مع ناديه على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز ثلاثة مواسم متتالية (2007-2008-2009)، وحقق لقب دوري الأبطال في نهائي 2008 على حساب تشلسي رفقة راين جيجز، وفاز موسم 2010-2011 و2012-2013 أيضاً بلقب البرمييرليج. بالإضافة إلى ألقاب عدة أخرى.
ومرت الأيام ورحل بعدها إلى كوينز بارك رينجيرز نهاية موسم (2014-2013) ليلعب معهم الموسم الحالي، وعلى الرغم من ذلك لم تنفع خبرته الكبيرة، في منع سقوط النادي إلى دوري الدرجة الأولى، ولعب خلال مسيرته مع الأندية 710 مباريات في جميع المسابقات، سجل خلالها 13 هدفاً. ويعتبر حدث وفاة زوجته بمرض السرطان أصعب اللحظات التي مرّ بها في حياته، ليعلن اليوم 30 أبريل/نيسان نهاية مسيرته الكروية.
اقرأ أيضاً: برشلونة وأتلتيك بلباو.. نهائي الكأس الأكثر تكراراً في التاريخ