بايدن لوفد من إقليم كردستان: حكومة عراقية جامعة ضرورة

04 يوليو 2014
واشنطن تعارض دعوة برزاني إلى الانفصال (جون أوردونيز/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
كثّفت الولايات المتحدة من مشاوراتها مع مختلف الأطراف السياسية العراقية في مسعى لتقريب وجهات النظر والعمل على تشكيل حكومة جديدة. وفي السياق، التقى نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونائب مستشار الأمن القومي، توني يلينكن، وفداً من إقليم كردستان، ضم رئيس ديوان رئاسة حكومة الإقليم، فؤاد حسين، ومسؤول العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم، فلاح مصطفى.
 

وأكد بايدن خلال اللقاء، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض اليوم الجمعة، على ضرورة تشكيل حكومة عراقية تجمع كل أطياف الشعب العراقي، للوقوف في وجه تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، "داعش".

وجدد بايدن التأكيد على "دعم بلاده القوي للعراق، استناداً إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين"، مشدداً على "أهمية العلاقة التي تربط بلاده مع حكومة إقليم كردستان".

وكان الوفد قد التقى يوم الأربعاء الماضي، وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وعدداً آخر من المسؤولين الأميركيين، لبحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأكد مصطفى في تصريح سابق، أن المباحثات في واشنطن تركزت على ما يمثله تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) من خطورة على المنطقة والمساعي لتشكيل حكومة جديدة وموقف الأكراد منها.

وتأتي المحادثات الأميركية مع الوفد الكردي والقيادات السياسية العراقية متزامنة مع مشاورات، تجريها واشنطن مع الدول المجاورة للعراق للبحث في إمكانية إيجاد مخرج للأزمة التي تعصف بالبلاد.

وفي وقت سابق، أكد بايدن خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، أهمية تشكيل حكومة عراقية "تقضي على شق الصف الذي أصاب الدولة العراقية، وتحتضن كافة أطياف المجتمع العراقي"، في حين شدد إردوغان على ضرورة تحقيق بداية سياسية سريعة في العراق.

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد بحث الأربعاء الماضي، مع الملك السعودي، عبدالله بن عبد العزيز، الوضع العراقي في اتصال هاتفي، بعدما قام كيري بجولة في دول المنطقة شملت إلى جانب العراق كلاً من الأردن والسعودية، ولبنان.

لكن الجهود الأميركية المكثفة مع القادة العراقيين ودول الجوار والباحثة عن حل للأزمة العراقية، اصطدمت مع طلب رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، من البرلمان المحلي للإقليم الاستعداد للبدء في تنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير.

وجاءت خطوة برزاني لتضع العراق على طريق الانفصال في تحد إضافي لوحدة البلد، الذي يتعرض لانهيارات أمنية متواصلة نتيجة المعارك الدائرة بين المسلحين والقوات العراقية.

ولم تمض ساعات قليلة على مطالبة برزاني بالاستعداد للاستفاء، حتى أعلنت واشنطن عن معارضتها للخطوة، إذ قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ارنست، إن واشنطن "ستواصل الدعوة إلى دعم عراق ديموقراطي وتعددي وموحد وستواصل حثّ كل الأطراف في العراق على الاستمرار بالعمل معاً نحو هذا الهدف".

ويحاول الأكراد استغلال الأوضاع الأمنية المتدهورة من أجل إعلان الانفصال من جهة، وضم المناطق المتنازع عليها مثل كركوك الغنية بالنفط إلى الإقليم الكردي من جهة أخرى.

ومقابل المعارضة الأميركية للانفصال الكردي، برز تأييد بعض الدول لخطوة الانفصال، إذ رحبت إسرائيل بالمساعي الكردية. ودعا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في وقت سابق إلى إضفاء "الطابع الرسمي على السيادة الكردية". 

لكن مبعوثة حكومة كردستان في بريطانيا، بيان عبد الرحمن، قللت من أهمية التأييد الاسرائيلي لاستقلال الاقليم. ونفت أن يكون هذا بالتنسيق مع الحكومة الكردية.

وقالت عبد الرحمن، في مقابلة مع "رويترز"، "لإسرائيل أصدقاؤها وأعداؤها وبالتالي يمكن أن تعمل في الاتجاهين"، مضيفة "إننا لا ننسق مع اسرائيل ولسنا مسؤولين عن تصريحات الحكومات الأخرى".

وأوضحت أن "السياسة الخارجية لحكومة كردستان هي السياسة الخارجية نفسها التي ينتهجها العراق الذي لا يزال في حالة حرب مع اسرائيل من الناحية الفنية".

ولم تعلق إدارة أوباما مباشرة على تصريحات إسرائيل بشأن استقلال أكراد العراق، لكن دبلوماسياً أميركياً رفض الكشف عن اسمه، أوضح أن الموقف الإسرائيلي من الأكراد يبدو نابعاً من نظرتها لهم "كجيب مستقر" نادر بين جيران مثيرين للقلق.