وبحسب النتائج الأولية التي عرضتها "نيويورك تايمز" (بعد فرز حوالى 98% من الأصوات)، فقد حصل بايدن على إيداهو (49%) مقابل (43%) لساندرز، وعلى ميشيغن (53%) مقابل (37%) لساندرز، وعلى ميسيسيبي (81%) مقابل (15%) لساندرز، وعلى ميسوري (60%) مقابل 35% لمنافسه. ليضم بايدن 823 مندوباً إضافياً من الولايات الأربع.
وكان ساندرز قد تغلّب على هيلاري كلينتون في هذه الولاية الشمالية قبل أربع سنوات، لكن النتائج الأولية تشير إلى أنّ بايدن تفوق على السيناتور اليساري بأكثر من 10 نقاط.
وهذا هو الفوز الرابع المرجح لبايدن، ليلة الثلاثاء، والأكبر في هذا اليوم من الانتخابات التمهيدية التي تشمل ست ولايات. وجرت مواجهة بين بايدن وساندرز، الثلاثاء، في ولايات إيداهو وميسيسيبي وميسوري وواشنطن ونورث داكوتا وميشيغن.
ومن شأن فوز بايدن في ولاية ميشيغن الغنية بالمندوبين أن يوجه ضربة قاصمة لآمال ساندرز في أن يصبح مرشح الحزب.
وكتب بايدن على "تويتر": "شكراً ميشيغن".
Twitter Post
|
وقبل انتخابات الثلاثاء كان بايدن قد جمع 670 مندوباً مقابل 574 لساندرز. ولا يزال أمامهما نحو أكثر من نصف 57 جولة انتخابات تمهيدية، وعلى المرشح الفائز أن يجمع 1,991 مندوباً لضمان نيل ترشيح الحزب.
وأشار موظفون في حملة ساندرز إلى أنّ أياً من المرشحين لم يصل بعد إلى منتصف الطريق لتحقيق هذا الهدف، متعهدين بمواصلة المعركة. وقالت نينا تيرنر الرئيسة المشاركة لحملة ساندرز: "أكثر من نصف الولايات في البلاد لم تصوّت بعد. لا، الأمر لم ينته بعد".
وفاجأ بايدن الناخبين، إذ مدّ يده إلى منافسه ساندرز، متوجهاً إليه بالقول إن باستطاعتهما معاً العمل لإنزال الهزيمة بالرئيس دونالد ترامب، في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني.
وفي كلمة له بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي التي جرت الثلاثاء، اعتبر بايدن أنه وساندرز يتشاطران "هدفاً مشتركاً". وقال: "أود أن أشكر بيرني ساندرز ومناصريه على شغفهم وطاقتهم التي لا تنضب". وأضاف: "معاً سوف نهزم دونالد ترامب (...) وسنوحد هذه الأمة".
Twitter Post
|
وتابع بايدن كلامه أمام مؤيديه المحتفلين في فيلادلفيا وزوجته جيل إلى جانبه، قائلاً: "الليلة نحن أقرب خطوة من إعادة الاحترام والكرامة والشرف إلى البيت الأبيض. هذا هو هدفنا النهائي".
صمت ساندرز
ويبقى السؤال مطروحاً حول الموقف الذي سيتبناه ساندرز، وقد اشتد ضغط قيادة الحزب الديمقراطي فوراً من أجل أن ينسحب من السباق تحت شعار توحيد الصف بمواجهة الرئيس الجمهوري. ويخشى الحزب الجمهوري أن تؤدي طروحات ساندز اليسارية إلى إبعاد الناخبين الوسطيين. وقرر السناتور الذي عاد إلى معقله فيرمونت، ألا يدلي بأي موقف مساء الثلاثاء، ملازماً صمتاً يكشف عن المعضلة التي يواجهها السناتور الداعي إلى "ثورة سياسية" والذي أثار حماسة جماهير غفيرة ولا سيما من الشبان، أيدت وعوده بتوفير ضمان صحي شامل ودراسة مجانية.
وأقرّت النائبة الديمقراطية واسعة الشعبية ألكساندريا أوكازيو كورتيز الداعمة لساندرز "إنها أمسية صعبة". غير أن متحدثة باسم السيناتور دعت مؤيديه إلى ترقب المناظرة التلفزيونية المقبلة التي ستقتصر لأول مرة على المرشحين السبعينيين، وقالت بريانا جوي غراي متهكمة "الأحد ستستمع أميركا أخيرا إلى بايدن يدافع عن أفكاره أو بالأحرى عن عدم أفكاره".
وكان ساندرز (78 عاماً) حتى وقت قريب هو المتصدر في سباق الحزب لمواجهة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، في نوفمبر/ تشرين الثاني، لكنه يتخلّف الآن على مستوى المندوبين ولا أمل لديه في استعادة الزخم بعد أن تلقى بايدن (77 عاماً) دفعة من شخصيات بمؤسسة الحزب بعد أدائه القوي يوم "الثلاثاء الكبير"، قبل أسبوع.
وأحدث الانقلاب المفاجئ وغير المسبوق في خريطة الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، تغييراً دراماتيكياً في دينامية الصراع بين القيادة التقليدية في الحزب، والتيار اليساري. فنائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، تحوّل من حملةٍ رئاسية متعثّرة، إلى متصدرٍ للسباق في المواجهة مع السيناتور اليساري بيرني ساندرز.