لكن هذا التخفّي والحضور الخجول لم يدم طويلاً فقد أصبحت فيروز تقدّم أناشيد دينية في الإذاعة ضمن برنامج المعهد الموسيقي، وعملت لفترة قصيرة جداً في كورال الإذاعة، وغنّت "يا زهرة في خيالي" لأسمهان، ولكن فيروز تقول إن نمط حياتها المحافظ من البيت إلى المعهد أو الإذاعة لم يكن يشبه نمط الآخرين في الكورال.
تعرّفت إلى عاصي ومنصور الرحباني الموظفين في الإذاعة اللذين كانا يتولّيان قسم المنوعات فيها، وبدأت معهما المشوار وتركت الكورال، لتعيش البدايات مع عاصي وحب المراهقة والدخول إلى عالم موسيقى مختلفة من الجملة العربية بنفحة غربية.
الأغنية الأولى سجلتها فيروز عام 1952، ولكن لها مجموعة من الأغاني شبه المجهولة التي سجلتها بين عامي 1950 و1952، والتي يعود إليها المحاضر محمود زيباوي في أمسية حول فيروز وغنائها في البدايات تقام عند السابعة من مساء غدٍ الخميس في "دار النمر للفن والثقافة" في بيروت.
تقول فيروز عن بدايات زواجها من عاصي وعملها معه "كان سريع العطاء، وكنت سريعة التلقي، وكنا قلّما نخرج ولا نعرف الكثير من الناس، كنا نعيش في فنّنا، وحين نخرج إلى الحياة أشعر كأنني ارتكبت خطأ"، تضيف "كان عاصي صعباً بالفن وقاسياً، وكان هذا أمر مهم فأنا ابنة هذه المرحلة القاسية".