تتكئ برامج اكتشاف المواهب على أسماء نجوم كبار لهم جماهيريتهم، في سبيل جذب الجمهور لبرامج تستهدف بظاهرها اكتشاف مواهب صوتية غنائية، وتحمل في طياتها طموح القائمين عليها بالوصول لأكبر نسبة "سبونسر" وأعلى نسب متابعة جماهيرية. ولا تكتفي هذه البرامج باستقطاب نجوم لهم ثقلهم الجماهيري ليكونوا أعضاءً بلجان التحكيم، بل يمتد الأمر للتعاقد مع نجوم آخرين لإحياء سهرات البرامج.
إن نجاح برنامج "سوبر ستار" على فضائية المستقبل، بداية الألفية الجديدة، وبقاء نجومه كملحم زين ورويدا عطية وديانا كرزون وأخيراً سعد لمجرد، حاضرين في الساحة الفنية، شجّع قنوات أخرى على شراء حقوق تعريب بعض برامج المواهب الأجنبية. ففي الوقت الذي كان انتشار برنامج كنجم الخليج محصوراً في بقعة جغرافية واحدة، هي الخليج العربي، فتحت مجموعة "إم بي سي" الباب على مصراعيه أمام كل موهوب يحلم بالشهرة، ووصلت ببرامج مثل "أرب أيدول" و"ذا فويس" و"أرب غوت تالينت" إلى كل البيوت العربية.
أقرأ ايضًا:خريف التلفزيون: ازدحام في موسم برامج المواهب
أما نجاح برامج "إم بي سي" فدفع قنوات أخرى لتقديم برامج لاكتشاف المواهب، وإن كان نجاحها جاء متبايناً بين النجاح العادي، أو الفشل في الانتشار، حيث مرت هذه البرامج مرور الكرام، ولم تُحدث صدى كبيراً، لسببين، الأول: تشبّع الناس من نوعية البرامج ذاتها، والثاني: عدم قدرة هذه القنوات على المنافسة عربياً والوصول لقاعدة جماهيرية كبرى.
اليوم ومع انطلاق الموسم الثالث من برنامج "ذا فويس"، الذي تم بث أولى حلقاته الأسبوع الماضي، ومع تحضير قناة دبي لإطلاق النسخة الأولى من برنامج "فنان العرب"، اعتباراً من مساء الأحد المقبل، يطرح السؤال عينه، عن استعانة برامج المواهب بالنجوم الكبار كعامل جذب للمشاهدين، في مسعى واضح من القائمين على هذه البرامج لاستثمار نجومية هؤلاء الفنانين في استقطاب المشاهدين.
من يُراقب لجان تحكيم هذه البرامج، يلاحظ أن بإمكان كل لجنة تشكيل مهرجان غنائي أو فني في منطقة ما، فلجنة برنامج "ذا فويس" تستعين بكاظم الساهر وصابر الرباعي وعاصي الحلاني وشيرين عبد الوهاب، فيما استطاعت إدارة تلفزيون دبي إقناع المطرب السعودي محمد عبده بأن يكون موجهاً في برنامج يحمل لقبه "فنان العرب"، وهو اللقب الذي منحه إياه الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة في العام 1982. ويشترك في لجنة تحكيم البرنامج المطربان عبد الله الرويشد وأصالة نصري، بالإضافة إلى برنامج "أرب أيدول" الذي يضم أحلام ونانسي عجرم ووائل كفوري، و"اكس فاكتور" الذي يضم راغب علامة وإليسا.
أقرأ أيضًا:لجنة "ذا فويس" تغني من ألحان كاظم الساهر
المثير أن القائمين على هذه البرامج لم يكتفوا بجلب أسماء لها وزنها وحضورها ليكونوا أعضاءً في لجان التحكيم، بل تمّت الاستعانة بنجوم لهم جماهيرتهم ليحلّوا ضيوفاً على حلقات البرنامج الذي اتفق على تسميتها "برايمات"، لجذب أكبر عدد من الجمهور لهذه الحلقات، ما أوقع المشاهد العربي تحت تخمة حضور النجوم.
ويقول الكاتب الصحافي طلعت شناعة: "إن تخمة برامج اكتشاف المواهب لها ما يبررها، فالقائمين على هذه البرامج لا يهمهم سوى حصد المال، الذي باتوا يغرفونه من المعلنين عن طريق رعايتهم لهذه البرامج، ومن الجمهور الذين يستسهلون إرسال مئات المساجات نصرة لموهبتهم المفضّلة، كما أن وجود نجوم كبار في لجان التحكيم يغري الجمهور بالمتابعة". ورفض شناعة القول بأن هذه البرامج تخدم المواهب الغنائية، مشيراً إلى أن هذه البرامج توهم المشتركين بالنجومية لفترة لا تزيد عن ثلاثة أشهر، وبعدها يطويهم النسيان، لأن البرنامج الذي يليه يكون قد أخذ جمهور البرنامج الأول.
وتتفق المحررة الفنية رنا حداد مع زميلها شناعة على أن اختيار القائمين على برامج المواهب لنجوم كبار لهم تاريخهم وجماهيريتهم ليكونوا ضيوفاً أسبوعياً على حلقات البرنامج، له النصيب الأكبر في ازدياد نسبة متابعة الجمهور لهذه البرامج، وتقول: "عند وضع أي شيء لماع في محيط عادي، سيلفت الضوء الناس، وهذا ما يحدث مع برامج اكتشاف المواهب، التي تأتي ليس فقط بنجوم ليكونوا أعضاء لجان تحكيم لجذب الجمهور للبرنامج، بل أتوا أيضاً بنجوم لمرة واحدة يظهرون أسبوعياً في الحلقات لسببين، الأول: القضاء على أي منافسة من برنامج منافس، والثاني: استثمار نجومية الفنانين لأقصى حد في جذب المعلنين والجمهور".
أقرأ أيضًا:مواجهات خليجيّة ببرامج المواهب: لمن الغلبة؟
التنافس الحاصل بين القنوات الفضائية، على اقتناص النجوم، يعزز من فرضية قبول العديد من الفنانين فكرة التواجد بهذا النوع من البرامج، فيرى الصحافي محمود منير في البطالة التي يعيشها عدد كبير من نجوم الغناء، سبباً أساسياً يدفعهم للقبول بعضويّة لجان هذه البرامج، ويضيف منير: "المغريات كثيرة، تبدأ من المقابل المادي المحترم لقاء القبول بالمشاركة بالبرنامج، فضلاً عن خفوت سوق الغناء العربي وتضاؤل شركات الإنتاج، وهناك سبب آخر مهم، هو معرفة هؤلاء النجوم بأن فضول الجمهور يدفعه للبحث في تصرفات النجم الذي أمامه".
بدوره، لم يمانع المطرب العراقي إلهام المدفعي أن يكون عضواً في لجنة تحكيم أحد برامج اكتشاف المواهب الغنائية، وقال لـ"العربي الجديد": "من حق كل فنان أن يبدي رأيه الموسيقي والأكاديمي السليم في الأصوات التي يسمعها، وخبرتي كفنان تؤهلني لذلك، لكنني أطمح بأن أكون عضواً في برنامج يساعد الفنان فعلاً، بعد انتهاء مشاركته في هذه البرنامج، لا أن يدعه يقع في حفرة النسيان". ويرى المدفعي أن أسباب قبول الفنانين المشاركة في لجان تحكيم برامج اكتشاف المواهب، هو استمرار دورهم كنجوم مشهورين، فالنجم يفضّل دائماً أن يبقى داخل دائرة الضوء والاهتمام الجماهيري.
ولم يخف أيضاً المطرب وليد توفيق رغبته بأن يكون عضواً في أحد برامج المواهب، وقال لـ"العربي الجديد": "أعتقد أنه حان الوقت لأكون حكماً، وأرى أنه حان الوقت لأكون بموقع من يعطي النصيحة للمواهب الجديدة، وطالما كنت مقتنعا في البرنامج ومدى تأثيره فنياً فلن أرفض أي عرض لأن أكون في لجنة تحكيمه"، وأضاف: بصراحة يجذبني برنامجا "ذا فويس" و"أرب أيدول".
إن نجاح برنامج "سوبر ستار" على فضائية المستقبل، بداية الألفية الجديدة، وبقاء نجومه كملحم زين ورويدا عطية وديانا كرزون وأخيراً سعد لمجرد، حاضرين في الساحة الفنية، شجّع قنوات أخرى على شراء حقوق تعريب بعض برامج المواهب الأجنبية. ففي الوقت الذي كان انتشار برنامج كنجم الخليج محصوراً في بقعة جغرافية واحدة، هي الخليج العربي، فتحت مجموعة "إم بي سي" الباب على مصراعيه أمام كل موهوب يحلم بالشهرة، ووصلت ببرامج مثل "أرب أيدول" و"ذا فويس" و"أرب غوت تالينت" إلى كل البيوت العربية.
أقرأ ايضًا:خريف التلفزيون: ازدحام في موسم برامج المواهب
أما نجاح برامج "إم بي سي" فدفع قنوات أخرى لتقديم برامج لاكتشاف المواهب، وإن كان نجاحها جاء متبايناً بين النجاح العادي، أو الفشل في الانتشار، حيث مرت هذه البرامج مرور الكرام، ولم تُحدث صدى كبيراً، لسببين، الأول: تشبّع الناس من نوعية البرامج ذاتها، والثاني: عدم قدرة هذه القنوات على المنافسة عربياً والوصول لقاعدة جماهيرية كبرى.
اليوم ومع انطلاق الموسم الثالث من برنامج "ذا فويس"، الذي تم بث أولى حلقاته الأسبوع الماضي، ومع تحضير قناة دبي لإطلاق النسخة الأولى من برنامج "فنان العرب"، اعتباراً من مساء الأحد المقبل، يطرح السؤال عينه، عن استعانة برامج المواهب بالنجوم الكبار كعامل جذب للمشاهدين، في مسعى واضح من القائمين على هذه البرامج لاستثمار نجومية هؤلاء الفنانين في استقطاب المشاهدين.
من يُراقب لجان تحكيم هذه البرامج، يلاحظ أن بإمكان كل لجنة تشكيل مهرجان غنائي أو فني في منطقة ما، فلجنة برنامج "ذا فويس" تستعين بكاظم الساهر وصابر الرباعي وعاصي الحلاني وشيرين عبد الوهاب، فيما استطاعت إدارة تلفزيون دبي إقناع المطرب السعودي محمد عبده بأن يكون موجهاً في برنامج يحمل لقبه "فنان العرب"، وهو اللقب الذي منحه إياه الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة في العام 1982. ويشترك في لجنة تحكيم البرنامج المطربان عبد الله الرويشد وأصالة نصري، بالإضافة إلى برنامج "أرب أيدول" الذي يضم أحلام ونانسي عجرم ووائل كفوري، و"اكس فاكتور" الذي يضم راغب علامة وإليسا.
أقرأ أيضًا:لجنة "ذا فويس" تغني من ألحان كاظم الساهر
المثير أن القائمين على هذه البرامج لم يكتفوا بجلب أسماء لها وزنها وحضورها ليكونوا أعضاءً في لجان التحكيم، بل تمّت الاستعانة بنجوم لهم جماهيرتهم ليحلّوا ضيوفاً على حلقات البرنامج الذي اتفق على تسميتها "برايمات"، لجذب أكبر عدد من الجمهور لهذه الحلقات، ما أوقع المشاهد العربي تحت تخمة حضور النجوم.
ويقول الكاتب الصحافي طلعت شناعة: "إن تخمة برامج اكتشاف المواهب لها ما يبررها، فالقائمين على هذه البرامج لا يهمهم سوى حصد المال، الذي باتوا يغرفونه من المعلنين عن طريق رعايتهم لهذه البرامج، ومن الجمهور الذين يستسهلون إرسال مئات المساجات نصرة لموهبتهم المفضّلة، كما أن وجود نجوم كبار في لجان التحكيم يغري الجمهور بالمتابعة". ورفض شناعة القول بأن هذه البرامج تخدم المواهب الغنائية، مشيراً إلى أن هذه البرامج توهم المشتركين بالنجومية لفترة لا تزيد عن ثلاثة أشهر، وبعدها يطويهم النسيان، لأن البرنامج الذي يليه يكون قد أخذ جمهور البرنامج الأول.
وتتفق المحررة الفنية رنا حداد مع زميلها شناعة على أن اختيار القائمين على برامج المواهب لنجوم كبار لهم تاريخهم وجماهيريتهم ليكونوا ضيوفاً أسبوعياً على حلقات البرنامج، له النصيب الأكبر في ازدياد نسبة متابعة الجمهور لهذه البرامج، وتقول: "عند وضع أي شيء لماع في محيط عادي، سيلفت الضوء الناس، وهذا ما يحدث مع برامج اكتشاف المواهب، التي تأتي ليس فقط بنجوم ليكونوا أعضاء لجان تحكيم لجذب الجمهور للبرنامج، بل أتوا أيضاً بنجوم لمرة واحدة يظهرون أسبوعياً في الحلقات لسببين، الأول: القضاء على أي منافسة من برنامج منافس، والثاني: استثمار نجومية الفنانين لأقصى حد في جذب المعلنين والجمهور".
أقرأ أيضًا:مواجهات خليجيّة ببرامج المواهب: لمن الغلبة؟
التنافس الحاصل بين القنوات الفضائية، على اقتناص النجوم، يعزز من فرضية قبول العديد من الفنانين فكرة التواجد بهذا النوع من البرامج، فيرى الصحافي محمود منير في البطالة التي يعيشها عدد كبير من نجوم الغناء، سبباً أساسياً يدفعهم للقبول بعضويّة لجان هذه البرامج، ويضيف منير: "المغريات كثيرة، تبدأ من المقابل المادي المحترم لقاء القبول بالمشاركة بالبرنامج، فضلاً عن خفوت سوق الغناء العربي وتضاؤل شركات الإنتاج، وهناك سبب آخر مهم، هو معرفة هؤلاء النجوم بأن فضول الجمهور يدفعه للبحث في تصرفات النجم الذي أمامه".
بدوره، لم يمانع المطرب العراقي إلهام المدفعي أن يكون عضواً في لجنة تحكيم أحد برامج اكتشاف المواهب الغنائية، وقال لـ"العربي الجديد": "من حق كل فنان أن يبدي رأيه الموسيقي والأكاديمي السليم في الأصوات التي يسمعها، وخبرتي كفنان تؤهلني لذلك، لكنني أطمح بأن أكون عضواً في برنامج يساعد الفنان فعلاً، بعد انتهاء مشاركته في هذه البرنامج، لا أن يدعه يقع في حفرة النسيان". ويرى المدفعي أن أسباب قبول الفنانين المشاركة في لجان تحكيم برامج اكتشاف المواهب، هو استمرار دورهم كنجوم مشهورين، فالنجم يفضّل دائماً أن يبقى داخل دائرة الضوء والاهتمام الجماهيري.
ولم يخف أيضاً المطرب وليد توفيق رغبته بأن يكون عضواً في أحد برامج المواهب، وقال لـ"العربي الجديد": "أعتقد أنه حان الوقت لأكون حكماً، وأرى أنه حان الوقت لأكون بموقع من يعطي النصيحة للمواهب الجديدة، وطالما كنت مقتنعا في البرنامج ومدى تأثيره فنياً فلن أرفض أي عرض لأن أكون في لجنة تحكيمه"، وأضاف: بصراحة يجذبني برنامجا "ذا فويس" و"أرب أيدول".