ما زالت برامج المواهب التي تغزو الفضائيات، تصنع الحدث في الشارع العربي، وتشغل الإعلام بأخبارها كل موسم، على الرغم من كونها في الأصل مجرد نسخ عن برامج أجنبية، مثل ذي فويس، وستار أكاديمي، وأرابس غات تالنتس، وأراب آيدول، وغيرها.
لكن المشكلة ليست في تقليد الاسم والفكرة، بل تتعداها إلى المحتوى. ففي حين تكون النسخ العربية ساحات لمعارك التصويت الدولية، فنجدها في الدول الأخرى غالباً مقتصرة على تنافس مواهب الدولة نفسها في ما بينها، لكنّها في جميع الأحوال تمنح إلى حدّ ما جميع المشاركين فرص الفوز بالتصويت نفسها، لأنّ الأجانب عادة لا يصوّتون بروح التعصّب الذي نجده يغلب في عالمنا العربي، إنّما يصوتون للموهبة ذاتها فقط.
أمّا في البلاد العربية، فأحياناً لا يتم النظر إلى الموهبة بشكل حيادي، لكون المتسابقين من دول مختلفة تتفاوت مستوياتها الاقتصادية وقدرة مواطنيها على التصويت، مثلما تتفاوت مشاعرهم "القبلية". فبعض البلدان، تتخذ من هذه البرامج ساحة معركة تخوضها إلى جانب ممثّلها، وتحاول رفع تصويته ليفوز على منافسيه، حتى وإن كان أقل منهم موهبة، ممّا يهدّد مستقبل الساحة الفنية، ففوز هذا الشخص يقضي على مستقبل من هم أكثر موهبة، ويدفعهم إلى ترك الفن، وبهذا تستمر خسارة الفن للأصوات المميّزة، مقابل مكاسب البرامج المادية أو العلاقات الخاصة.
وقد تصل الخسارة إلى تأجيج الصراعات النفسية بدعوات التصويت العنصرية، وتفرّغ القيمة الفنية من محتواها الإنساني، ليتم حصرها في زاوية الجنسيات الضيقة، ولن يؤدي فقط إلى حروب أهلية بين المراهقين على مواقع التواصل الاجتماعي، إنّما إلى بناء جيل لا يعترف سوى بدائرته الضيقة، ليقضي على أواصر الوحدة القومية.
ويبقى السؤال: هل هذه البرامج التي تجمع أنظار المشاهدين، أثناء ساعات بثّها، قد تؤدي إلى تفريقهم لأجيال قادمة؟ أم أنّها ستبقى مجرد برامج ترفيهية، ينسى المشاهدون ما يحدث فيها بعد نهايتها؟ وإلى أن نجد الجواب المقنع، سيبقى مستقبل الفن معلّقاً بيد كل من يملك وعياً كافياً ليدعم الموهبة والنتيجة الحقيقية.
لكن المشكلة ليست في تقليد الاسم والفكرة، بل تتعداها إلى المحتوى. ففي حين تكون النسخ العربية ساحات لمعارك التصويت الدولية، فنجدها في الدول الأخرى غالباً مقتصرة على تنافس مواهب الدولة نفسها في ما بينها، لكنّها في جميع الأحوال تمنح إلى حدّ ما جميع المشاركين فرص الفوز بالتصويت نفسها، لأنّ الأجانب عادة لا يصوّتون بروح التعصّب الذي نجده يغلب في عالمنا العربي، إنّما يصوتون للموهبة ذاتها فقط.
أمّا في البلاد العربية، فأحياناً لا يتم النظر إلى الموهبة بشكل حيادي، لكون المتسابقين من دول مختلفة تتفاوت مستوياتها الاقتصادية وقدرة مواطنيها على التصويت، مثلما تتفاوت مشاعرهم "القبلية". فبعض البلدان، تتخذ من هذه البرامج ساحة معركة تخوضها إلى جانب ممثّلها، وتحاول رفع تصويته ليفوز على منافسيه، حتى وإن كان أقل منهم موهبة، ممّا يهدّد مستقبل الساحة الفنية، ففوز هذا الشخص يقضي على مستقبل من هم أكثر موهبة، ويدفعهم إلى ترك الفن، وبهذا تستمر خسارة الفن للأصوات المميّزة، مقابل مكاسب البرامج المادية أو العلاقات الخاصة.
وقد تصل الخسارة إلى تأجيج الصراعات النفسية بدعوات التصويت العنصرية، وتفرّغ القيمة الفنية من محتواها الإنساني، ليتم حصرها في زاوية الجنسيات الضيقة، ولن يؤدي فقط إلى حروب أهلية بين المراهقين على مواقع التواصل الاجتماعي، إنّما إلى بناء جيل لا يعترف سوى بدائرته الضيقة، ليقضي على أواصر الوحدة القومية.
ويبقى السؤال: هل هذه البرامج التي تجمع أنظار المشاهدين، أثناء ساعات بثّها، قد تؤدي إلى تفريقهم لأجيال قادمة؟ أم أنّها ستبقى مجرد برامج ترفيهية، ينسى المشاهدون ما يحدث فيها بعد نهايتها؟ وإلى أن نجد الجواب المقنع، سيبقى مستقبل الفن معلّقاً بيد كل من يملك وعياً كافياً ليدعم الموهبة والنتيجة الحقيقية.