ليس مصادفة أن تنشر صحيفة التلغراف البريطانية، أخيراً، أنّ برج الساعة في دبي يحتلّ المرتبة 17 بين أجمل أبراج الساعات في العالم، منها برج ساعة بيغ بين وساعة كاتدرائية ويلس، وكذلك في سايغون ووارسو ونيويورك.. ومثلها أبراج الساعة في البلاد العربية، مثل ساعة مكّة، التي هي الأطول في العالم والأكبر، وبرج ساعة جامعة القاهرة، وبرج ساعة شركة مصر للغزل والنسيج في المحلة، وغيرها في حلب ويافا وحمص وتونس وعدن مثلاً.
يقع هذا الأثر، الذي ارتبط بتاريخ نشوء دبي الحديثة، بين تقاطع شارعي آل مكتوم وأبو بكر الصديق، وقد تم تشييده في عام 1963 بالخرسانة المسلحة على شكل ثمانية أقواس متداخلة، تلتقي عند قاعدة الساعة، فتبدو العقارب واضحة، لتشير إلى الزمن وتحديده.
إلا أنّ هذه الساعة القديمة تم استبدالها في 1992 مع الحفاظ على العقارب القديمة، وإضافة نافورة مائية مزودة بإنارة ملونة. صمّم النصب المهندس زكي الحمصي المولود في 1929، والذي وصل إلى دبي أواخر 1963، وشهد أولى بدايات النهوض العمراني في الإمارة، التي كانت أرضاً صحراوية مترامية. وكانت الساعة القديمة التي علقت في البرج هدية من حاكم دولة قطر، الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، وكان قد جلبها من مدينة مانشستر البريطانية آنذاك.
يتميّز النصب بانفتاحه من حيث التصميم، لأنّه يطلّ على مفترق طريق مهمة، شيده ثلاثون عاملاً على طريقة البناء اليدوية في ذلك الوقت. وقد اقترن هذا النصب بالتوازي مع تشييد قصر زعبيل الحكومي.
يقول مدير إدارة التراث العمراني في بلدية دبي، المهندس رشاد بوخش، لـ"العربي الجديد" "يبدو التصميم الهندسي لنصب برج الساعة متلائماً مع التطور العمراني الذي شهدته دبي، على الرغم من قدمه، والذي يعود إلى هندسة مرحلة الستينيات، لكن مهارة المهندس المصمم، وأفقه الواسع، جعلاه شفافاً مع اكتظاظ المحلات والشقق والأبنية في المنطقة، بحيث لا نشعر بالاختناق، ونحن نمّر من هذه التقاطعات الأربعة التي تفضي إلى ضواحي دبي.
ربما يعود الفضل لعمليات الصيانة في بقاء هذا النصب على تألقه السابق"، يوضح رئيس قسم تنفيذ مشاريع التراث العمراني في إدارة التراث العمراني في بلدية دبي، المهندس أحمد محمود أحمد، إنّ هناك أكثر من 12 نصباً تذكارياً في دبي.
لكن لـ"برج الساعة" طابعه وأسلوبه الذي يذكّر ببدايات نشوء المدينة الحديثة في دبي. ويقول أحمد: "ننظر، كمهندسين، إلى أن استخدام المواد الأولية وضعف الإمكانات، آنذاك، جعل من هذا النصب مأثرة من مآثر دبي الهندسية، رغم مرور أكثر من 50 عاماً على تأسيسه، وربما لهذا السبب، تم الاحتفاء به في العالم، باعتباره من أجمل النصب التي تستخدم الساعة، لأنّه أصبح أحد رموز دبي الهندسية، ويحمل نكهة الذاكرة".
تم تشييد برج الساعة عندما كانت دبي لم تتبلور مدينة حديثة بعد، من هنا له أهميته التاريخية، وكان الناس يتساءلون: ما نفع معرفة الوقت، هنا، في مدينة لا تعبأ بالوقت، في إشارة إلى الحياة البسيطة التي كانت تعيشها دبي آنذاك. لكن الإنجليز وحدهم من كان ينظر إلى الساعة، لاعتيادهم على مراقبة الزمن. وهكذا، تحوّل هذا البرج إلى علامة تؤرخ للإمارة، يتذكرها كبار السنّ.
ليس برج الساعة وحيداً في دبي، فبعد تشييده، توالى تشييد النصب التذكارية في شوارع دبي، وكلّها تحتوي على رموز ومعان. فإذا كان"برج الساعة" يجسد الزمن الذي يشغل بال الإنسان منذ القدم، فإنّ النصب الأخرى تجسد أفكاراً أخرى، مثل" نصب الشعلة" الذي يرمز لتصدير ثروة النفط، و"دوار السمكة" يرمز لعطاء البحر ومصدر رزق أهالي دبي.
و"أولمبياد الشطرنج" رمز عالمي يدل على ذكاء الإنسان وفطنته. و"دوار الديوان" يرمز للورود والزهور التي تزيّن الرؤية البصرية بجمال الطبيعة. و"نصب الساعة الشمسية" يذّكر بالزمن أيضاً. و"نصب ثانوية دبي" يمثل العلم في مجتمع يؤمن بتطور أجياله، و"دوار الفهيدي" يمثّل الحفاظ على العمارة التقليدية التي تحرص دبي على صيانتها وترميمها ونقلها إلى الأجيال المقبلة.
و"سارية العلم" يقع ضمن الحس الوطني وميلاد الاتحاد وتأسيس الدولة، و"نصب مدينة الإعلام" يعبّر عن حرية الإعلام. أما نصب "جائزة دبي للدولة لتحسين ظروف المعيشة" فيجسد بالبرجيل. وكذلك "نصب تذكاري لإجماعات الدوليين" يرمز إلى دبي التي تحتضن الاجتماعات الدولية في ميادين الاقتصاد والمال.
هكذا، يصبح للنّصب التذكارية معنى وذاكرة وتاريخ في دبي، تحيط بها الزهور والألوان والمسطحات الخضراء، من أجل نضارة المدينة ورونقها.
يقع هذا الأثر، الذي ارتبط بتاريخ نشوء دبي الحديثة، بين تقاطع شارعي آل مكتوم وأبو بكر الصديق، وقد تم تشييده في عام 1963 بالخرسانة المسلحة على شكل ثمانية أقواس متداخلة، تلتقي عند قاعدة الساعة، فتبدو العقارب واضحة، لتشير إلى الزمن وتحديده.
إلا أنّ هذه الساعة القديمة تم استبدالها في 1992 مع الحفاظ على العقارب القديمة، وإضافة نافورة مائية مزودة بإنارة ملونة. صمّم النصب المهندس زكي الحمصي المولود في 1929، والذي وصل إلى دبي أواخر 1963، وشهد أولى بدايات النهوض العمراني في الإمارة، التي كانت أرضاً صحراوية مترامية. وكانت الساعة القديمة التي علقت في البرج هدية من حاكم دولة قطر، الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، وكان قد جلبها من مدينة مانشستر البريطانية آنذاك.
يتميّز النصب بانفتاحه من حيث التصميم، لأنّه يطلّ على مفترق طريق مهمة، شيده ثلاثون عاملاً على طريقة البناء اليدوية في ذلك الوقت. وقد اقترن هذا النصب بالتوازي مع تشييد قصر زعبيل الحكومي.
يقول مدير إدارة التراث العمراني في بلدية دبي، المهندس رشاد بوخش، لـ"العربي الجديد" "يبدو التصميم الهندسي لنصب برج الساعة متلائماً مع التطور العمراني الذي شهدته دبي، على الرغم من قدمه، والذي يعود إلى هندسة مرحلة الستينيات، لكن مهارة المهندس المصمم، وأفقه الواسع، جعلاه شفافاً مع اكتظاظ المحلات والشقق والأبنية في المنطقة، بحيث لا نشعر بالاختناق، ونحن نمّر من هذه التقاطعات الأربعة التي تفضي إلى ضواحي دبي.
ربما يعود الفضل لعمليات الصيانة في بقاء هذا النصب على تألقه السابق"، يوضح رئيس قسم تنفيذ مشاريع التراث العمراني في إدارة التراث العمراني في بلدية دبي، المهندس أحمد محمود أحمد، إنّ هناك أكثر من 12 نصباً تذكارياً في دبي.
لكن لـ"برج الساعة" طابعه وأسلوبه الذي يذكّر ببدايات نشوء المدينة الحديثة في دبي. ويقول أحمد: "ننظر، كمهندسين، إلى أن استخدام المواد الأولية وضعف الإمكانات، آنذاك، جعل من هذا النصب مأثرة من مآثر دبي الهندسية، رغم مرور أكثر من 50 عاماً على تأسيسه، وربما لهذا السبب، تم الاحتفاء به في العالم، باعتباره من أجمل النصب التي تستخدم الساعة، لأنّه أصبح أحد رموز دبي الهندسية، ويحمل نكهة الذاكرة".
تم تشييد برج الساعة عندما كانت دبي لم تتبلور مدينة حديثة بعد، من هنا له أهميته التاريخية، وكان الناس يتساءلون: ما نفع معرفة الوقت، هنا، في مدينة لا تعبأ بالوقت، في إشارة إلى الحياة البسيطة التي كانت تعيشها دبي آنذاك. لكن الإنجليز وحدهم من كان ينظر إلى الساعة، لاعتيادهم على مراقبة الزمن. وهكذا، تحوّل هذا البرج إلى علامة تؤرخ للإمارة، يتذكرها كبار السنّ.
ليس برج الساعة وحيداً في دبي، فبعد تشييده، توالى تشييد النصب التذكارية في شوارع دبي، وكلّها تحتوي على رموز ومعان. فإذا كان"برج الساعة" يجسد الزمن الذي يشغل بال الإنسان منذ القدم، فإنّ النصب الأخرى تجسد أفكاراً أخرى، مثل" نصب الشعلة" الذي يرمز لتصدير ثروة النفط، و"دوار السمكة" يرمز لعطاء البحر ومصدر رزق أهالي دبي.
و"أولمبياد الشطرنج" رمز عالمي يدل على ذكاء الإنسان وفطنته. و"دوار الديوان" يرمز للورود والزهور التي تزيّن الرؤية البصرية بجمال الطبيعة. و"نصب الساعة الشمسية" يذّكر بالزمن أيضاً. و"نصب ثانوية دبي" يمثل العلم في مجتمع يؤمن بتطور أجياله، و"دوار الفهيدي" يمثّل الحفاظ على العمارة التقليدية التي تحرص دبي على صيانتها وترميمها ونقلها إلى الأجيال المقبلة.
و"سارية العلم" يقع ضمن الحس الوطني وميلاد الاتحاد وتأسيس الدولة، و"نصب مدينة الإعلام" يعبّر عن حرية الإعلام. أما نصب "جائزة دبي للدولة لتحسين ظروف المعيشة" فيجسد بالبرجيل. وكذلك "نصب تذكاري لإجماعات الدوليين" يرمز إلى دبي التي تحتضن الاجتماعات الدولية في ميادين الاقتصاد والمال.
هكذا، يصبح للنّصب التذكارية معنى وذاكرة وتاريخ في دبي، تحيط بها الزهور والألوان والمسطحات الخضراء، من أجل نضارة المدينة ورونقها.