سنوات مرّت وكانت الوجوه عينها على شاشات التلفزة وفي تسليم الجوائز والكؤوس في عالم كرة القدم، اليوم انتهت حقبة اسم شغل منصباً مهماً في اللعبة الشعبية الأولى، اليوم خسر عيسى حياتو سباق الانتخابات الأفريقية لصالح أحمد أحمد، رئيس اتحاد مدغشقر، ليخالف كل التوقعات، ويرحل بذلك اسم آخر سبقه إليه آخرون بطرقٍ مختلفة.
الحدث الأول
يوم 27 مايو/ أيار كانت أولى خطوات تغيّر خارطة كرة القدم العالمية، ظن البعض حينها أن القبض على مسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" سيكون أمراً عابراً، على خلفية اتهامهم بقضايا فساد وتبييض أموال إضافة إلى عمليات ابتزاز واحتيال على امتداد عقدين.
يومها ألقت السلطات السويسرية القبض على ستة مسؤولين في فندق زوريخ في سويسرا، وذلك على خلفية تورطهم في الحصول على رشى تقدر بأكثر من 150 مليون يورو، وفقاً لما أعلنته وزارة العدل في الولايات المتحدة الأميركية آنذاك بدءاً من تسعينيات القرن الماضي.
بدأ السقوط بأسماء رؤساء اتحادات في القارة الأميركية الشمالية والجنوبية، من جيفري ويب رئيس الكونكاكاف (اتحاد أميركا الشمالية لكرة القدم أو اتحاد شمال ووسط أميركا والكاريبي) وجاك وارنر، نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سابقاً، ويوجينيو فيغيريدو الرئيس السابق للاتحاد الأوروغوياني ورئيس كونميبول (اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم، وإدواردو لي، رئيس الاتحاد الكوستاريكي لكرة القدم، ورافائيل إسكويفل رئيس الاتحادي الفنزويلي، وأسماء أخرى عديدة.
تحولات جذرية
أثارت المفاجأة الأولى الشكوك بعد ذلك حول رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري "جوزيف بلاتر" والذي كان حينها يستعد للترشح من أجل ولاية خامسة في الانتخابات، وقيل حينها أن قضايا الفساد التي انتشرت في بيت "فيفا" ستؤثر على حظوظه في الانتخابات الرئاسية لصالح الأردني علي بن الحسين، لكن الأمور لم تتبدل وفاز في السباق على كرسيّ الرئاسة.
لم يمرّ وقتٌ طويل حتى أعلن بلاتر في ظل الضغوطات وقضايا الفساد عن استقالته (بعد خمسة أيام فقط من انتخابه) مؤكداً أن يوم 26 فبراير/ شباط 2016 سيكون تاريخاً لانتخاب رئيس جديد، فأقدم يوم 29 يوليو/ تموز 2015 الفرنسي ميشيل بلاتيني والذي كان حينها رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، على الترشح لمنصب الرئاسة وقد لاقى ذلك مساندة من الكثيرين.
كان اسم بلاتيني يعني لاتحادات كروية كثيرة أنه سيكون وجه "فيفا" المشرق، خاصة مع سقوط عدة أسماء أخرى في تلك الفترة أبرزها، إيقاف جيروم فالكه السكرتير العام لجوزيف بلاتر عن عمله، بسبب اتهامات فساد من عام 2008، تشير إلى تحويله مبلغ 10 ملايين دولار إلى جاك وارنر نائب رئيس فيفا سابقاً، والذي كان يعتبر أحد رموز الفساد في عالم الكرة.
سقوط الرأس
يوم 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 أعلنت لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي للعبة، إيقاف كل من بلاتر وبلاتيني وجيروم فالكه عن العمل 90 يوماً ومنعهم من ممارسة أي نشاط رياضي بسبب ملفات فساد مالية وإدارية، ومنها تحويل مبلغ مليوني يورو من الأول للثاني لإنشاء مشاريع لم يتم تنفيذها، وعلى إثر ذلك دخل الطرفان في محاكمات طويلة لإثبات براءتهما وحاولا إقناع الجميع أن لا دخل لهما.
فشل على إثر ذلك بلاتر وبلاتيني في إقناع أحد وابتعدا عن أجواء كرة القدم، وبالتالي جاء حياتو وحمل شعلة "فيفا" في الانتخابات، التي نجح فيها السويسري جياني إنفانتينو، والذي أعلن أنه سيعمل من أجل تطهير هذه المؤسسة الكروية من كل الفساد، ومؤخراً كشفت محكمة التحكيم الرياضي "CAS" في بيان رسميّ مؤلف من 68 صفحة معلومات عن قضية بلاتر- بلاتيني.
ورفضت "CAS" رفع عقوبة الإيقاف ست سنوات بحق بلاتر معللةً ذلك إلى تجاوزه اللجنة التنفيذية من أجل تمديد خطة معاشات التقاعد الخاصة ببلاتيني لأربع سنوات، مضيفاً بذلك مبلغ مليون دولار على صندوق التقاعد بصورة غير قانونية، إذ تلقى بلاتيني الدعم من الرئيس لرفع راتب نهاية الخدمة إلى 2.6 مليون دولار في عام 2015، عوضاً عن حوالي 1.52 مليون دولار.
الانتخابات تبعد حياتو
ترى الكثير من الجماهير العربية الأفريقية أن حياتو حاول محاربة دول الشمال الأفريقي، رغم ذلك لم تثبت عليه أي قضايا فساد ملموسة طوال فترة تواجده في المنصب من سنة 1988 حتى 2017، لكن من دون شك بقاء رجل في ذات المنصب طوال هذه الفترة فهذا أمر لا يقدم الكثير للعبة، خاصة أنه يأخذ دور آخرين لديهم ربما مهارات وقدرات أكبر على تقديم إضافة لهذه الرياضة.
وبذلك رحل اسم آخر من الوجوه القديمة، بعدما تفوّق أحمد أحمد صاحب الـ57 عاماً برصيد 34 صوتاً مقابل عشرين صوتاً فقط لصاحب الـ70 عاماً، لتنتهي قصة جديدة في عالم كرة القدم وفيفا.
اقــرأ أيضاً
الحدث الأول
يوم 27 مايو/ أيار كانت أولى خطوات تغيّر خارطة كرة القدم العالمية، ظن البعض حينها أن القبض على مسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" سيكون أمراً عابراً، على خلفية اتهامهم بقضايا فساد وتبييض أموال إضافة إلى عمليات ابتزاز واحتيال على امتداد عقدين.
يومها ألقت السلطات السويسرية القبض على ستة مسؤولين في فندق زوريخ في سويسرا، وذلك على خلفية تورطهم في الحصول على رشى تقدر بأكثر من 150 مليون يورو، وفقاً لما أعلنته وزارة العدل في الولايات المتحدة الأميركية آنذاك بدءاً من تسعينيات القرن الماضي.
بدأ السقوط بأسماء رؤساء اتحادات في القارة الأميركية الشمالية والجنوبية، من جيفري ويب رئيس الكونكاكاف (اتحاد أميركا الشمالية لكرة القدم أو اتحاد شمال ووسط أميركا والكاريبي) وجاك وارنر، نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سابقاً، ويوجينيو فيغيريدو الرئيس السابق للاتحاد الأوروغوياني ورئيس كونميبول (اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم، وإدواردو لي، رئيس الاتحاد الكوستاريكي لكرة القدم، ورافائيل إسكويفل رئيس الاتحادي الفنزويلي، وأسماء أخرى عديدة.
تحولات جذرية
أثارت المفاجأة الأولى الشكوك بعد ذلك حول رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري "جوزيف بلاتر" والذي كان حينها يستعد للترشح من أجل ولاية خامسة في الانتخابات، وقيل حينها أن قضايا الفساد التي انتشرت في بيت "فيفا" ستؤثر على حظوظه في الانتخابات الرئاسية لصالح الأردني علي بن الحسين، لكن الأمور لم تتبدل وفاز في السباق على كرسيّ الرئاسة.
لم يمرّ وقتٌ طويل حتى أعلن بلاتر في ظل الضغوطات وقضايا الفساد عن استقالته (بعد خمسة أيام فقط من انتخابه) مؤكداً أن يوم 26 فبراير/ شباط 2016 سيكون تاريخاً لانتخاب رئيس جديد، فأقدم يوم 29 يوليو/ تموز 2015 الفرنسي ميشيل بلاتيني والذي كان حينها رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، على الترشح لمنصب الرئاسة وقد لاقى ذلك مساندة من الكثيرين.
كان اسم بلاتيني يعني لاتحادات كروية كثيرة أنه سيكون وجه "فيفا" المشرق، خاصة مع سقوط عدة أسماء أخرى في تلك الفترة أبرزها، إيقاف جيروم فالكه السكرتير العام لجوزيف بلاتر عن عمله، بسبب اتهامات فساد من عام 2008، تشير إلى تحويله مبلغ 10 ملايين دولار إلى جاك وارنر نائب رئيس فيفا سابقاً، والذي كان يعتبر أحد رموز الفساد في عالم الكرة.
سقوط الرأس
يوم 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 أعلنت لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي للعبة، إيقاف كل من بلاتر وبلاتيني وجيروم فالكه عن العمل 90 يوماً ومنعهم من ممارسة أي نشاط رياضي بسبب ملفات فساد مالية وإدارية، ومنها تحويل مبلغ مليوني يورو من الأول للثاني لإنشاء مشاريع لم يتم تنفيذها، وعلى إثر ذلك دخل الطرفان في محاكمات طويلة لإثبات براءتهما وحاولا إقناع الجميع أن لا دخل لهما.
فشل على إثر ذلك بلاتر وبلاتيني في إقناع أحد وابتعدا عن أجواء كرة القدم، وبالتالي جاء حياتو وحمل شعلة "فيفا" في الانتخابات، التي نجح فيها السويسري جياني إنفانتينو، والذي أعلن أنه سيعمل من أجل تطهير هذه المؤسسة الكروية من كل الفساد، ومؤخراً كشفت محكمة التحكيم الرياضي "CAS" في بيان رسميّ مؤلف من 68 صفحة معلومات عن قضية بلاتر- بلاتيني.
ورفضت "CAS" رفع عقوبة الإيقاف ست سنوات بحق بلاتر معللةً ذلك إلى تجاوزه اللجنة التنفيذية من أجل تمديد خطة معاشات التقاعد الخاصة ببلاتيني لأربع سنوات، مضيفاً بذلك مبلغ مليون دولار على صندوق التقاعد بصورة غير قانونية، إذ تلقى بلاتيني الدعم من الرئيس لرفع راتب نهاية الخدمة إلى 2.6 مليون دولار في عام 2015، عوضاً عن حوالي 1.52 مليون دولار.
الانتخابات تبعد حياتو
ترى الكثير من الجماهير العربية الأفريقية أن حياتو حاول محاربة دول الشمال الأفريقي، رغم ذلك لم تثبت عليه أي قضايا فساد ملموسة طوال فترة تواجده في المنصب من سنة 1988 حتى 2017، لكن من دون شك بقاء رجل في ذات المنصب طوال هذه الفترة فهذا أمر لا يقدم الكثير للعبة، خاصة أنه يأخذ دور آخرين لديهم ربما مهارات وقدرات أكبر على تقديم إضافة لهذه الرياضة.
وبذلك رحل اسم آخر من الوجوه القديمة، بعدما تفوّق أحمد أحمد صاحب الـ57 عاماً برصيد 34 صوتاً مقابل عشرين صوتاً فقط لصاحب الـ70 عاماً، لتنتهي قصة جديدة في عالم كرة القدم وفيفا.