تظاهر برلمانيون ونشطاء هولنديون مساء أمس الجمعة، في ساحة الدام وسط هولندا، رفضاً لقرار الحكومة الهولندية شن ضربات عسكرية جوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية.
وردّد المتظاهرون شعارات تطالب الحكومة الهولندية بعدم الدخول في حروب في سورية والعراق، والعمل على إدخال مساعدات إنسانية للمدن المحاصرة، وفسح المجال أمام الحلول السياسية، لأن الحلول العسكرية، لن تقدم إلا المزيد من الدمار، بحسب تعبيرهم.
وقالت العضو في البرلمان الهولندي سعادات كارابولوت، لـ "العربي الجديد" إن قرار الحكومة الجديد لن يقدم للسوريين إلا المزيد من القتلى والجوع والدمار، موضحةً أنهم سيطلبون من الحكومة الهولندية أمام البرلمان، عدم استخدام القوة في سورية، وأن تعمل على إدخال الطعام والدواء إلى المناطق المحاصرة.
كما اعتبرت كارابولوت أن الحرب واستخدام القوة في الشرق الأوسط، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ما هو إلا لأجل المصالح المادية، ولسهولة الاستيلاء على المنطقة والسيطرة عليها.
بدوره، وصف المستشار العام لشؤون الشرق الأوسط في حركة السلام الهولندية، يان فان اوستيرزي، قرار الحكومة الهولندية بالخاطئ. ودعا في تصريحٍ لـ "العربي الجديد" إلى استخدام الطائرات الحربية لإسقاط الغذاء والحليب والدواء للمدن المحاصرة بدلاً من استخدامها لأغراض عسكرية.
وذكر أنه بعد أكثر من سنة من قصف الطائرات التابعة لسلاح الجو الهولندي في العراق، لم يظهر أيُّ تقدم للقوات العراقية على الأرض، بل أخذ التنظيم في الاستمرار بالتوسع أكثر فأكثر.
كذلك، اعتبر الناشط الهولندي خيدو فان ليمبوت، أن قرار الحكومة غير صائب على الإطلاق، وذلك لأن القوة لم تقدم أية حلول تنهي معاناة المدنيين في سورية والعراق، وأن هناك خيارات عدة تصلح لأن تكون بديلا لهذا التدخل.
وبحسب ليمبوت، فإن تنظيم الدولة "داعش" ليس المسبب الوحيد لما يحصل في سورية، فنظام الأسد هو أصل النزاع القائم والمسبب الرئيسي للحرب الدائرة هناك، كما يجب النظر إلى تجارب سابقة ومنها ما يحدث في العراق منذ عام 2003 جراء التدخل الغربي فيه والذي لم يجلب إلا الدمار.
وكانت الحكومة الهولندية قد وافقت أمس الجمعة، على شنِّ ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سورية، وذلك بعد أن وافق حزب العمال الهولندي في 26 من شهر يناير/ كانون الثاني الحالي، على المشاركة في هذه الضربات.
اقرأ أيضاً: مئات المتظاهرين في أمستردام دعماً لقضية اللاجئين السوريين