ويبدو أن بقاء القوات الفرنسية القتالية والمشرفة على التدريب، مرشَّح للاستمرار مدة طويلة، خاصة مع رغبة باريس في اجتثاث تنظيم "داعش"، المسؤول عن ارتكاب اعتداءات إرهابية دامية على التراب الفرنسي.
وقد عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ندوة صحافية أعقبت لقاءه مع صالح، بعد غداء عمل، اليوم الاثنين، عن تفاؤله بـ"عراق ديمقراطي، لا يستثني أحداً"، في إشارة مكررة إلى الأكراد العراقيين.
وبعد أن امتدح حيوية الديمقراطية في العراق، أشار إلى ما ينتظر العراق من "إعادة بناء وإطلاق حوار وطني شامل، خاصة بين بغداد وكردستان العراق".
وفي ما يخص قضية الإرهاب، أكد ماكرون على أن فرنسا تقف إلى جانب الشعب العراقي، سياسيا وعسكريا، ومن أجل تعزيز الدفاع والأمن، وتقوية قدرات القوات العراقية، وأيضا تشجيع موقف العراق الإقليمي، في علاقته بالجارين السوري والإيراني.
واستعرض ماكرون ملامح الدعم الفرنسي في العراق، وأساساً تقديم الدعم لضحايا "داعش"، وخاصة المسيحيين والأيزيديين، كما عبر عن "الأمل في إدماج المليشيات المسلحة في المجتمع العراقي".
ولم يَغب الاقتصاد عن المحادثات بين الرئيسين، فتحدث ماكرون عن المشاريع الاقتصادية، ومنها إعادة بناء مدينة سنجار، وأيضا تشييد المستشفى الجديد، وإعادة بناء جامعتي الموصل.
كما عبّر الرئيس الفرنسي عن خارطة طريق قادمة للتعاون بين البلدين، في كل الميادين، وخاصة الاقتصاد والشباب والثقافة، وأشار إلى إعادة تأهيل الآثار التاريخية في العراق، والتي تلعب فيها منظمة يونسكو دورا رئيسيا.
وأكد ماكرون في بادرة على حيوية العلاقات بين البلدين، على زيارة قريبة له إلى العراق، هذه السنة.
من جهته، نوّه الرئيس العراقي باستعداد فرنسا لتقديم الدعم للعراق، خاصة في المجال الاقتصادي، وفي المساعدة على استقرار البلد، وهو "الاستقرار الذي لم يعرفه العراق منذ أربعة عقود"، كما يقول الرئيس العراقي.
وتحدث صالح عن "شراكة مثالية مع فرنسا ومع الاتحاد الأوروبي"، وأعاد التنويه بجهود فرنسا في إعادة تأهيل التراث التاريخي العراقي وإعادة ما نُهب منه.
وقال صالح إنّ "النصر في العراق نصر غير مكتمل، ويحتاج الى إدامة الزخم الاقتصادي والإقليمي"، مشددا على أنّه "يجب العمل معا مع الحلفاء الدوليين من أجل تجفيف مصادر الإرهاب، والقضاء على هذه الظاهرة الشاذّة".
وأضاف "نعمل على تكريس انتصاراتنا على داعش بزيادة الزخم الأمني وتحقيق الاستقرار الاقتصادي"، مؤكداً "لا نريد للعراق ان يكون ساحة للصراعات الإقليمية".
وتتزامن هذه الزيارة للرئيس العراقي مع الإعلان عن تسلم العراق من المليشيات الكردية في سورية مجموعة من "الأسرى" الذين قاتلوا مع "داعش"، من بينهم أربعة عشر فرنسيا.
وبينما تحرص السلطات الفرنسية على التحقق منهم واستعادتهم، ترتفع أصوات سياسية فرنسية، من بينها رئيس حزب "انهضي فرنسا"، وقياديون في حزب "التجمع الوطني" المعارض، وأيضا من حزب "الجمهوريون"، تعارض عودتهم، مُقترحة تصفيتهم في عين المكان، كما صرح بذلك علانية السياسي دوبون إينيان، أمس الأحد.