بريطانيا: تدريبات وطنية على مكافحة "إيبولا"

وجهت الحكومة البريطانية أوامر بإجراء أكبر تدريبات وطنية على كيفية مواجهة وباء "إيبولا"، اليوم السبت، في ظل تفشي المرض، الذي أودى بحياة أكثر من أربعة آلاف مصاب في العالم.

وتشمل التدريبات، التي تستغرق ثماني ساعات، المستشفيات وخدمات الطوارئ وغيرها في القطاع الصحي، ويتولاها متطوعون من مختلف أنحاء المملكة المتحدة، يحاكون فيها كيفية مواجهة أعراض الوباء القاتل.

وجاءت التدريبات استجابة لأوامر أصدرها رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الذي وجه سابقاً المسؤولين عن مطاري "هيثرو" و"جاتويك" ومحطات قطارات "يوروست"، التي تربط بريطانيا ببعض الدولة الأوربية، إلى فحص القادمين من المناطق الموبوءة بإيبولا لكشف حالات الإصابة.

وسبق أن نفى كاميرون أن حكومته تدرس فرض إجراءات تشمل فحص القادمين من ليبيريا وغينيا وسيراليون، لكن متحدث باسم الحكومة البريطانية دافع عن القرار الجديد لأنه جاء بناء على نصيحة مسؤول من وزراة الصحة البريطانية.

ولم تكشف وزراة الصحة البريطانية عن الأماكن التي ستشهدها هذه التدريبات، ولكن متحدثة باسمها قالت إن "التدريبات تتمثل في اتخاذ بعض الإجراءات التي تحاكي مواجهة انتشار المرض"، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية، "بي بي سي".

وستطبق الولايات المتحدة تدابير مماثلة خلال الأيام المقبلة في مطار "جي إف كنيدي" في نيويورك وعدد من المطارات الأخرى في البلاد.

وقالت منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق اليوم السبت، إن عدد حالات الوفاة، المسجلة نتيجة تفشي إيبولا، تجاوزت أربعة آلاف. بحسب رويترز.

وقالت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرّها في تحديث لعدد الوفيات إن 4033 شخصاً توفوا بسبب المرض والحالات كافة باستثناء ثلاث- وقعت في ليبيريا وسيراليون وغينيا، وهي الدول الأكثر تأثراً بالمرض.

وقالت المنظمة، إنه حتى يوم الأربعاء، وردت تقارير بوقوع 8399 حالة إصابة مؤكدة بإيبولا أو مشتبه بها في سبع دول.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بمرض إيبولا: إن عدد حالات الإصابة بالمرض، ربما تتضاعف كل ثلاثة إلى أربعة أسابيع، وإنه من دون تعبئة جماعية للعالم "سيكون من المستحيل السيطرة على هذا المرض بسرعة، وسيتعين على العالم أن يعيش مع فيروس إيبولا إلى الأبد".

وقال ديفيد نابارو أمام الجمعية العام للأمم المتحدة، أمس الجمعة، إن الاستجابة للفيروس يجب أن تتضاعف عشرين مرة عما كانت عليه. بحسب الأسوشييتد برس.

وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة، يان إلياسون، إن اللحاق بركب "التطور الكبير لتهديد الفيروس" يتطلب موارد موالية هائلة، ومعدات وفرقاً طبية. وأعرب عن أسفه بشأن قيام مؤسسات الأمم المتحدة بتمويل التعامل مع إيبولا بربع مليار دولار فقط.

وقال إلياسون للدبلوماسيين الحاضرين من معظم دول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة "إنني أطلب الآن من كل الدول الأعضاء التعامل بسخاء وبسرعة. السرعة هي جوهر الأمر. الإسهام خلال أيام هو الأهم من مشاركة أكبر خلال أسابيع".

وحذر ديفيد نابارو الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، من أنه من دون التعبئة الجماعية للعالم لدعم الدول المتأثرة بالمرض في غرب أفريقيا "سيكون من المستحيل السيطرة سريعاً على المرض، وسيضطر العالم أن يعيش مع فيروس إيبولا إلى الأبد".