وقد أثبت هذا الدواء تأثيره على دورة حياة فيروس كورونا، وأظهرت تجربة كبيرة أجريت في الولايات المتحدة أنه يقصّر الوقت الذي يستغرقه المرضى للتعافي، بحوالي أربعة أيام. ولا يزال يخضع لتجارب أخرى، بيد أنّه لم يثبت حتى الآن أنه يخفّض معدّلات الوفيات. وقد وصف أنتوني فوسي، العضو البارز في فريق العمل الأميركي لمكافحة الفيروسات التاجية، تأثير هذا الدواء في علاج مرضى كورونا، بالمهم جداً.
وتمّ تصنيع هذا الدواء من قبل شركة "Gilead Sciences" الأميركية، وكان رائدًا في البداية لعلاج فيروس إيبولا، بيد أنّ كلاً من الولايات المتحدة واليابان سمحتا في وقت مبكر من هذا الشهر باستخدامه في علاج كورونا.
والآن تحذو المملكة المتحدة حذوهما، وترى أنّه يجب توفير الدواء لمرضى مختارين بعناية في خدمات الصحة الوطنية. وذلك من خلال ما يعرف باسم "الوصول المبكر إلى مخطط الأدوية"، وهو برنامج يسمح باستخدام الأدوية في حالات الطوارئ قبل أن يتم ترخيصها.
ويأتي هذا التطور في الوقت الذي قالت فيه منظمة الصحة العالمية إنه من غير المرجح أن تكون الموجة الثانية من فيروس كورونا بسوء الموجة الأولى، لأن الدول مستعدة بشكل أفضل.
وجاءت النتائج مختلطة في البداية حين كان ريمديسيفير موضوعًا للتجارب حول العالم في علاج كورونا، إذ وجدت تجربة في الصين أن فائدة هذا الدواء طفيفة، على الرغم من ترجيح الخبراء أن يكون ذلك بسبب قلة عدد المشاركين. أمّا اختبار هذا الدواء على المستوى الدولي، فجاء بنتائج واعدة أكبر، حيث تبيّن أنّه يخفّض فترة الشفاء المتوسطة لمرضى كورونا في المستشفى، من 15 إلى 11 يوما.
وفي السياق، يقول جيمس بيثيل، وزير الابتكار، إن وصول الدواء إلى بريطانيا يعتبر تقدّماً رائعاً وإنّ المملكة يجب أن تواكب أحدث التطورات الطبية، مع ضمان سلامة المرضى دائمًا وإعطائها الأولوية. وأضاف أنّ الحكومة ستواصل مراقبة نتائج التجارب السريرية لهذا الدواء.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أنّه على الرغم من الموافقة الكاملة على استخدام ريمديسيفير في الولايات المتحدة، لا تزال بريطانيا تتحفّظ على استخدامه في علاج بعض المرضى.
بدوره، قال ستيفن إيفانز، أستاذ علم الأوبئة الصيدلانية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، إنّ كمية الأدلة على فعالية وسلامة استخدام ريمديسيفير لا تزال محدودة ومن المحتمل ألّا يحظى بترخيص كامل.
ولفت إيفانز إلى أنّ استخدام هذا الدواء لن يتوفّر لجميع مرضى خدمات الصحة الوطنية، بل سيستخدم في علاج البالغين والمراهقين في المستشفيات، الذين يعانون من كورونا. لذلك فهو ليس للاستخدام في الممارسة العامة ولا للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا.
من جهتها، قالت ماريا نيرا، مديرة الصحة العامة بمنظمة الصحة العالمية، إن الأسابيع المقبلة تعتبر حاسمة. وحثّت البلدان على عدم تخفيف الإجراءات بسرعة كبيرة. وأشارت إلى أنّه حتى الآن، لم تكن هناك أي علامة على عودة ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في أي من الدول الأوروبية، التي بدأت في تخفيف عمليات الإغلاق.
وقد تجاوز عدد الوفيات جرّاء كورونا في المملكة المتحدة الـ 37 ألفاً وبلغ عدد الإصابات المؤكّدة 265 ألفاً.