أعلنت الحكومة البريطانية، اليوم السبت، أنّها ستوقف عمليات التنقيب عن الوقود الصخري، لاحتمال تسببها في زلزال عند محاولة استخراج احتياطي الغاز.
وقالت وزيرة الطاقة والأعمال أندريا ليدسوم، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، إنّه "بعد مراجعة تقرير النشاط الزلزالي الأخير في بريستون نيو رود، يتضح أنه ليس بإمكاننا استبعاد تداعيات غير مقبولة مستقبلاً على السكان المحليين"، وكانت تشير بذلك إلى الموقع التابع لشركة "كوادريلا" في لانكشير بشمال غرب إنكلترا.
وأضافت "لهذا السبب، توصلت إلى أننا يجب أن نوقف أعمال التنقيب عن الوقود الصخري في إنكلترا بمفعول فوري".
وتوصل التقرير الأخير لسلطة النفط والغاز إلى أنّه ليس من الممكن حاليا التنبؤ بدقة بشأن احتمالات تسبب التنقيب عن الوقود الصخري في هزات أرضية، ما دفع رئيس الحكومة بوريس جونسون إلى القول إنّه "يشعر بقلق كبير جداً" إزاء استخراج الغاز الصخري.
وقالت الحكومة، اليوم السبت، إنها "ستأخذ اعتبارات ضد إصدار موافقات جديدة على عمليات التكسير الهيدروليكي" ما لم يتم تقديم أدلة جديدة.
وفي عمليات استخراج الوقود الصخري يتم استخدام الضغط الهيدروليكي لتكسير الصخور تحت الأرض، ما يسمح بتدفق الغاز المحصور.
ويقدّر مركز المسح الجيولوجي البريطاني أن يكون الموقع الذي تنقب فيه شركة "كوادريلا" يحتوي على ما يصل إلى 2300 تريليون قدم مكعبة (90 تريليون متر مكعب) من الغاز الصخري، وهذه الكمية يمكن نظريا أن تلبي حاجات بريطانيا من الغاز الطبيعي لأكثر من ألف سنة.
وتسجل معدلات إنتاج الغاز في بريطانيا تراجعاً وأصبحت مستورداً لهذا الوقود في 2004.
ويأتي القرار قبل أسابيع من انتخابات عامة تنظمها بريطانيا، يتوقع أن تُطرح في حملتها هذه القضية، حيث ارتفعت نسبة المعارضة لاستخراج الغاز الصخري لدى الرأي العام البريطاني من 21% إلى 40%، وفق المكتب الوطني للتدقيق في الحسابات.
واندلعت احتجاجات، العام الماضي، مع بدء العمل على أول بئر أفقية للغاز الصخري، في موقع بريستون نيو رود التابع لـ"كوادريلا".
وتعود أول محاولة من جانب "كوادريلا" لاستخراج الوقود الصخري إلى سبع سنوات وانتهت بتوقفها بعد تسببها في هزات أرضية خفيفة، ما دفع الشركة إلى تعليق خططها بانتظار اتخاذ تدابير أكثر صرامة. ثم أعلنت "كوادريلا"، في نوفمبر/تشرين الثاني، استخراج الغاز الصخري للمرة الأولى منذ الحظر، قبل أن تعود الحكومة مرة أخرى بإعلان وقف عمليات التنقيب.
(فرانس برس، العربي الجديد)