أياماً بعد تصريحات دونالد ترامب، الذي يسعى للظفر بترشيح الحزب الجمهوري لخوض المنافسة على منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، والتي طالب خلالها بمنع المسلمين من دخول أميركا، تعرض مواطن أردني يحمل تأشيرة سفر إلى الطرد من مطار أميركي وتم ترحيله، بعد اعتقاله والتحقيق معه.
المواطن الذي يدعى حمد زياد حمد، والبالغ 26 عاما ويشتغل كمهندس معماري، قال إنه تعرض لمعاملة سيئة لحظة وصوله للمطار الأميركي، وإنه سيعدل في الوقت الراهن عن التفكير في القيام بزيارة أخرى للولايات المتحدة الأميركية.
معاناة هذا المواطن الأردني، كما نقلت ذلك النسخة الإنجليزية من موقع "العربي الجديد"، بدأت يوم 7 ديسمبر/ كانون الأول، حيث نشر على حسابه على موقع "فيسبوك" بأنه توجه إلى الولايات المتحدة الأميركية بعدما حصل على تأشيرة سارية المفعول من السفارة الأميركية بالعاصمة الأردنية.
بيد أنه في لحظة وصوله إلى شيكاغو فوجئ بقيام عناصر الأمن بنقله إلى إحدى الغرف للتحقيق معه، كما تمت مصادرة هاتفه النقال منه وأجبر مكرها على مد عناصر الأمن بكلمات المرور الخاصة به.
وشرعت بعد ذلك قوات الأمن في استنطاق حمد بشكل مركز طيلة خمس ساعات، كما ولو أن الأمر يتعلق بأحد المشتبه في انتمائهم للتنظيمات الإرهابية. وقال إن المحققين طرحوا عليه عدة أسئلة حول السبب وراء زيارته من دون وجود أي مبرر لذلك، رغم تعدد زياراته السابقة للولايات المتحدة.
وبعد انتهاء حصة التحقيق الأمني، قدم له خياران، إما أن يقبل سحب تأشيرته والعودة إلى الأردن، أو السماح لحرس الحدود برفض دخوله، ما يعني حرمانه من الدخول إلى الولايات المتحدة لخمس سنوات. المواطن الأردني قبل بالخيار الأول لتفادي حظر دخول الأراضي الأميركية.
بعد ذلك تم وضع حمد داخل غرفة ضيقة بانتظار حلول موعد ترحيله، وهو ما تم عشية اليوم الموالي حين وجد نفسه على متن طائرة متوجهة إلى لندن طلب من طاقمها عدم تسليمه جواز سفره حتى تصل إلى لندن.
ويصر حمد على القول إن ما تعرض له يعد تمييزا بحقه، موضحا أن معظم الأشخاص الذين تم التحقيق معهم في نفس ذلك اليوم كانوا مسلمين، موضحا أن عناصر الشرطة "تفوهوا بعبارات عنصرية عدة مرات أثناء التحقيق معه"، وفق ما نشره على "فيسبوك".
كما كتب حمد في وقت لاحق على صفحته على "فيسبوك" أن العديد من الأميركيين تواصلوا معه للتعبير عن دعمهم له، منتقدين في الآن ذاته حكومة بلادهم، و"عنصرية" عناصر الأمن. "إذا أردنا التعميم واعتبار جميع الأميركيين مثل ترامب، فلن يكون في وسعك أن تلوم أي شخص يقول إن داعش يمثل الإسلام"، وفق ما نشره على صفحته الخاصة، وذلك في إشارة منه للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي أدلى بعدة تصريحات عنصرية بحق المسلمين في الآونة الأخيرة، يبدو أنها وجدت صداها لدى حرس الحدود بأميركا.