بسقوطهُ تزول أدوات الهيمنة الأميركية
لا يمكن لشعوبنا العربية أن تستعيد ثوراتها المسلوبة، ومطالبها المشروعة، إلا بعد تصحيح مسارات الثورة المصرية أولاً، فالإنقلاب العسكري في مصر أفسد، وأعاق مناخات التحول، وأعاد الاستبداد إلى اللُعبة من جديد، وكَبَح طموحات وأمالاً انتظرتها مجتمعات المشرق العربي منذ عقود، ولذلك، تبقى مصر في صدارة المشهد، وعليها تُعَلَق الأمال.
حتماً سوف يُعيد سقوط الانقلاب العَسكري في مصر التوازن إلى مُجمل أقاليم المشرق العربي المَكلومة، وتحديداً إلى أرض العراق وجهها المشرقي العربي المَسلوب، وإلى سورية أصالة عروبتها، وعراقة توجهاتها، ولليبيا وحدتها، وسقوطهُ حتماً سوف يَحفَظ توازنات وتفاهمات أوشكت أن تفتَقِدُها أقطار المغرب العربي، ويُعيد لليمن مجدهُ السعيد، وإن استمر تَقَلُد الطُغاة عَرش مصر فمن المتوقع استمرار معاناة الشعب الفلسطيني وربما لِعقود، فما بالكُم تُحِنونَ للعبودية.
وبقاء الانقلاب العسكري في مصر سوف يُحافظ على جدلية الصراع الدامي في أقاليم المشرق العربي، ولأنهُ صَنَعَ من مُجمَل أقطارنا العربية صومالاً جديداً، وأعاق تحولاتها، وَحَفِظَها في صُندوقِ الأُحجيات.
ببساطة، مصر أُم الدُنيا، وإن امتلكت قرارها امتلكنا قرارنا. ببساطةٍ، استطاع الإستعمار أن يُحكم وثاقَ لِجامِ مشرقنا العربي، بعد اتفاق كامب ديفيد في 17 سبتمبر/أيلول 1978، وعندما شاخ نظام التبعية عَزز الغَرب من هيمنتهُ الرسمية والوجدانية في مصر ومشرقنا العربي بعد إنقلاب 3 يوليو.