وكان القائم بالأعمال السعودي والسفير المُكلف وليد بخاري، هو من سلم الدعوة الرسمية للبطريرك الماروني. ورحب الراعي بالدعوة الملكية، مؤكدا أنه "سيكون سعيدا بلقاء الملك ونجله في البلد الذي يضم أقدس الأماكن الإسلامية".
كما أكد الراعي في تصريحات صحافية، أنه "يذهب إلى هناك كرجل حوار وسلام"، ومعه شعاره "شركة ومحبة"، رافضا ربط معالجة سلاح "حزب الله" بالحل في المنطقة. ودعا الراعي إلى "خلق مبادرات عربية ودولية لإيجاد حل لمشكلة حزب الله"، مؤكدا أن هناك تأثيرا إيرانيا على لبنان، وأن "موضوع حزب الله ليس لبنانيا محضا".
ويرفض الراعي انتظار حل إقليمي لمشاكل الشرق الأوسط حتى يتم حل مسألة سلاح "حزب الله". وكان الراعي قد أثار جدلا كبيراً بعد زيارة مدينة القدس عام 2014 برفقة البابا فرنسيس، وهي زيارة وضعها في إطار ديني، وليس في إطار سياسي. لكن هذا الموقف لم يُخفف من حدة الانتقادات التي طاولت الراعي، واتهمته بتشريع التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
"خط بيروت - الرياض مُزدحم"
وتأتي الزيارة المرتقبة للراعي بعد سلسلة اللقاءات السياسية التي عقدها بن سلمان مع مسؤولين لبنانيين، بينهم رئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيسي حزبي "القوات" و"الكتائب" سمير جعجع، وسامي الجميل، تخللها تأكيد على "صون السعودية للاستقرار في لبنان"، رغم ارتفاع حدّة الخطاب الرسمي السعودي ضدّ "حزب الله" اللبناني، إلى حدّ وضع وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، "تطيير حزب الله" كهدف سياسي للمملكة، وذلك بالتزامن مع موجة العقوبات المالية الأميركية التي تستهدف البنية المالية للحزب.
وفي حين غابت مواقف "حزب الله" من زيارة الحريري للسعودية، طمأن حليف الحزب ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى أن "فحوى الزيارة إيجابي"، وذلك بناءً على الاتصال الذي تلقّاه بري من رئيس الحكومة خلال وجوده في الرياض. وأوضح بري في تصريحات، أن "أجواء السعودية جيدة"، وأن "الرياض حريصة على استقرار لبنان الحاضر في ذهن ولي العهد محمد بن سلمان".
كما يتم الحديث عن موافقة المملكة على تعيين سفير لبناني جديد لديها، وهو فوزي كبارة، بعد مرحلة من الرفض السعودي لتعيين سفير جديد خلال مرحلة التصعيد الكبير بين "حزب الله" والمملكة ربطاً بالنزاعات الإقليمية التي يتورط فيها الحزب في سورية والعراق واليمن. وشكلت الرياض أول محطة خارجية للرئيس اللبناني ميشال عون، مع الزيارة التي قام بها إلى العاصمة السعودية بعيد انتخابه، حيث بحث مع الملك سلمان تحسين علاقات التعاون بين البلدين بعد فترة من الجمود في العلاقات السياسية والدبلوماسية.