التفاوت بين الجنسين يُسجَّل في المجتمع البريطاني، على المستوى المهني. فبينما يتولى الذكور مختلف الأعمال، ويقتحمون كل المجالات، تتقلص الفرص أمام الإناث، وتقتصر في معظم الأحيان على مهن محددة كرعاية الأطفال وتصفيف الشعر والتمريض.
هذا التفاوت يؤكده تقرير جديد، تناول القضايا التي تواجه المرأة في بريطانيا، وأهمها الفقر واللامساواة والتمييز الجنسي. وجاء في التقرير، الصادر عن منظمة "يونغ وومن ترست" المهتمة بتحسين فرص النساء من عمر 16 إلى 30 عاماً، أنّ حاجة البلاد إلى عمال البناء مقابل عدم الحاجة إلى مصففات شعر على سبيل المثال، تزيد من بطالة الشابات مقابل عمل الشبان.
ومع اهتمامها الأساسي بالشابات العاطلات عن العمل اللواتي لا يتمتعن بكفاءة مهنية، أو اللواتي يعملن بأجر زهيد، تشير المنظمة إلى وجود 418 ألف امرأة عاطلة عن العمل تراوح أعمارهن بين 18 و24 عاماً، مقابل 325 ألف شاب.
وفي هذا السياق، قال المتحدث الإعلامي باسم المنظمة مايك بليكمور لـ"العربي الجديد"، إنّ الأوضاع المزرية التي تعاني منها مئات آلاف الشابات، تعود إلى اختيارهن وظائف محدودة الدخل. ويشير إلى أنّ هذا الأمر يجبرهن على تسجيل أسمائهن في قائمة "نيت"، وهي قائمة حكومية للعاطلين عن العمل أو الدراسة أو التدريب. وتكلّف نساء "نيت" الحكومة البريطانية 926 مليون باوند (مليار و511 مليون دولار أميركي) سنوياً، بدل خدمات مجانية بالإضافة إلى عجزهن عن دفع الضرائب. كذلك تتسبب نساء القائمة في خسارة في الإنتاجية توازي مليارَين و600 مليون باوند (4 مليارات و243 مليون دولار) سنوياً.
وفيما يعتبر بليكمور أنّ ثمة انتشاراً لأفكار سيئة وخاطئة تجاه الشابات، تجد منظمته أنّ من بين هؤلاء كثيرات يتحمّسن للعمل والدراسة. وقد أبدى 43 في المئة منهن رغبة في العمل بمدخول يزيد عن الخدمات المجانية التي يحصلن عليها.
من جهتها، قالت المسؤولة عن موقع "تغيير الناس" جين وودز لـ"العربي الجديد"، إنّ الخدمات التي يقدمها من استشارات ودورات تدريبية بأسعار مقبولة، تهدف إلى تطوير حياة الإناث، لا إلى الربح المادي. أضافت أنّ أبرز مشكلة تواجهها النساء هي ضعف الثقة في النفس. ويهدف الموقع إلى تعزيز شخصية المرأة في عالم من تصميم الرجال. وتقول جين: "حاولت المرأة مجاراة الرجل والتشبّه به أحياناً بغية النجاح في حياتها العمليّة، بيد أنّ عليها أن تتصرّف على طبيعتها الأنثوية وتنجح عبرها في ميادين العمل".