أفادت مصادر مطلعة في مكتب الأمم المتحدة في اليمن بوصول بعثة إعلامية غير معلنة، مكونة من ثمانية خبراء في مختلف التخصصات الإعلامية إلى العاصمة صنعاء، هذا الأسبوع من أجل توثيق بعض جوانب انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.
وتضم البعثة أعضاء من جنسيات مختلفة متخصصين في التصوير بالفيديو والتصوير الفوتوغرافي ومحررين ومحللين بالإضافة إلى مساعدين فنيين. وقد أكدت المصادر لـ"العربي
وتأتي هذه البعثة وسط سخط شعبي عام على طرفي الصراع العسكري في البلاد من ضعف أداء منظمات الأمم المتحدة في اليمن، وانعدام الرصد المهني لمثل تلك الانتهاكات، وفي الوفاء باحتياجات النازحين والمتضررين من الحرب الدائرة في ظل أوضاع أمنية تتدهور يوميا، وعقب إخفاقات مماثلة للأمم المتحدة في دول أكثر سوءاً مثل سورية والعراق.
ولم يعلن مكتب الأمم المتحدة عن وصول هذه البعثة حتى تكمل مهمتها في عدد آخر من المحافظات المتأثرة من الصراع، وسط تضييق متعمد لوصول أعضائها إلى القيادات الحوثية المطلوب مقابلتها، والمناطق الأشد تضرراً من الحرب.
ولم يعلن مكتب الأمم المتحدة عن وصول هذه البعثة حتى تكمل مهمتها في عدد آخر من المحافظات المتأثرة من الصراع، وسط تضييق متعمد لوصول أعضائها إلى القيادات الحوثية المطلوب مقابلتها، والمناطق الأشد تضرراً من الحرب.
وقد التقى أعضاء البعثة بأقارب لصحافيين وناشطين لسماع شهاداتهم عن اعتقال مليشيات الحوثي لأقاربهم ووضع بعضهم دروعا بشرية أمام الضربات الجوية لمقاتلات التحالف العربي في عدد من المواقع العسكرية في بعض المحافظات. وقد توافد بعض مسؤولي المنظمات الحقوقية المحلية من محافظات مختلفة للقاء البعثة.
اقرأ أيضاً: إعلامي حوثي يعترف: إيران تُهين اليمن
اقرأ أيضاً: إعلامي حوثي يعترف: إيران تُهين اليمن
ووثقت البعثة أسلوب الضربات الجوية العربية على مناطق مختلفة في العاصمة ومدى تأثيرها على المدنيين، وزارت عدداً من النازحين الذين انتقلوا إلى الإقامة في بعض مدارس العاصمة فراراً من الضربات الجوية على مخازن السلاح في الجبال حول العاصمة واستفسرت منهم عن احتياجاتهم
الإنسانية ومدى تقصير الحكومة اليمنية والمنظمات الإنسانية الدولية عن الوفاء باحتياجاتهم.
كما وثقت أيضاً صفوف السيارات والمواطنين أمام محطات الوقود وتعبئة غاز الطهي، وتقصت آراء المواطنين في تأثير انعدام الوقود على حياتهم المعيشية ومتطلبات أسرهم، وكذلك حول التقارير التي تدعي استحواذ مليشيات الحوثي على الكثير منه، تحت مبرر المجهود الحربي.
واستقصى أعضاء البعثة عن ارتفاع أسعار السلع والخدمات وعن اختفاء أهم السلع المعيشية من السوق اليمنية، في ظل الحصار التام على السواحل والأجواء اليمنية من قبل قوات التحالف العربي.
واستقصى أعضاء البعثة عن ارتفاع أسعار السلع والخدمات وعن اختفاء أهم السلع المعيشية من السوق اليمنية، في ظل الحصار التام على السواحل والأجواء اليمنية من قبل قوات التحالف العربي.
وفي اتجاه موازٍ، عبر مراقبون إعلاميون عن قلقهم من قيام فرق حوثية بمراقبة تحركات أعضاء البعثة وتحريك فرق إعلامية نحو الجموع التي يتم فيها استقصاء آراء المواطنين لتلقينهم عبارات الإدانة وتحميل كامل مسؤولية التدهور الحقوقي على قوات التحالف.
من ناحية أخرى، أفادت مصادر أخرى عن رفض رئيس مليشيا الحوثيين في صنعاء محمد علي الحوثي، لقاء بعض أعضاء البعثة، تحت مبرر أنه لن يلتقي بهم إلا في مقره الرسمي، وهو القصر الجمهوري الذي يوصف بأهم أهداف مقاتلات التحالف. وترفض الإدارة الأمنية في الأمم المتحدة منح الفريق الأممي تصريحاً لدخول القصر الجمهوري، خوفاً على حياتهم من احتمال القصف الجوي، فقد تم قصف معظم مباني القصرالجمهوري في كثير من المدن الأخرى.
اقرأ أيضاً: شهر حزين في اليمن
اقرأ أيضاً: شهر حزين في اليمن
ويخطط أعضاء البعثة لزيارة محافظات تعز وعدن والضالع ولحج إلا أن الإدارة الأمنية للأمم المتحدة لا تزال تواجه رفضاً متكرراً من قبل سلطات الأمر الواقع (الحوثيين) في منح البعثة تصريحاً بالانتقال برياً إلى هذه المناطق. وهي تبحث عن بدائل من أجل تأمين سفر أعضاء البعثة إلى هذه المدن التي تعيش اشتباكات مسلحة عنيفة وحصارا اقتصاديا وإنسانيا على سكانها الذين يصلون إلى أكثر من خمسة ملايين نسمة منذ أكثر من شهرين ونصف.
وتواجه هذه المناطق هجوماً شرساً وحصاراً شديداً من قبل مسلحي الحوثي وحليفه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، منذ أعلنوا بدء حربهم على تلك المناطق في 21 مارس/آذار الماضي. كما تشهد حرية التعبير والرأي قمعاً غير مسبوق في تاريخ اليمن الحديث، بحسب وصف ممثل الأمين العام السابق للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر.