بعد أداء قوي في العام الماضي 2018، يعود الدولار للانخفاض في رحلة هبوط
يتجه الدولار نحو الهبوط خلال العام الجاري 2019، حيث بدأ العام بهبوط متواصل أمام العملات الرئيسية. وكانت مصارف رئيسية من بينها "غولدمان ساكس" و" جي بي مورغان" و"مورغان ستانلي" قد توقعت انخفاض سعر صرف الدولار خلال العام الجاري بعد الأداء القوي الذي شهده في العام الماضي 2018.
وفي لندن، وبحسب رويترز، هبط الدولار لليوم الثالث على التوالي مقابل عملات منافسة أمس الإثنين، مع تنامي التوقعات بأن يوقف مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) زيادات أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة كما ألمح بذلك محافظ البنك جيروم باول.
وعلى الرغم من بيانات الوظائف الأميركية القوية في ديسمبر/كانون الأول التي صدرت الأسبوع الماضي، يرى مراقبو السوق أن أكبر اقتصاد في العالم وهو الاقتصاد الأميركي يفقد الزخم، وعززت تصريحات باول التوقعات بأن البنك المركزي قد يتبنى توقعات أكثر حذراً.
وبحسب رويترز، قال جيروم باول يوم الجمعة للجمعية الاقتصادية الأميركية، إن المجلس لا يتبنى مساراً محدداً سلفاً لزيادات الفائدة، وإنه سيراعي المخاطر النزولية التي تضعها السوق في الاعتبار.
وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة عملات منافسة، نحو 0.25% إلى 95.92، مقترباً من أقل مستوى في شهرين الذي سجله الأسبوع الماضي.
وقاد اليورو والدولار الأسترالي المكاسب، واستفاد الأخير من أنباء في مطلع الأسبوع عن تعزيز الصين سياسة التحفيز.ويعد الدولار العملة الرابحة الوحيدة في العام 2018، حيث ارتفع بنسبة 5% في المتوسط أمام العملات الرئيسية وحقق أداء قوياً أمام العملات الناشئة، خاصة أمام الروبية الهندية والبيزو الأرجنتيني والريال البرازيلي والليرة التركية.
واستفاد الدولار في هذه القوة من رفع "المركزي الأميركي" أسعار الفائدة أربع مرات خلال العام الماضي، كما استفاد من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث هرع كبار التجار ومصارف الاستثمار للمضاربة وشراء العملة الأميركية.
وبحسب محللين، فإن ذلك يرجع لكون الدولار أحد أهم عملات الملاذ الآمن في لحظات الاضطراب المالي والسياسي.
ولجأت عدة مصارف آسيوية ودول إلى زيادة أرصدتها الدولارية في العام الماضي، تحسباً لزيادة اشتعال الحرب التجارية. وسجلت العملة الأوروبية "اليورو" تقدماً في بداية العام مقابل الدولار، لكنها تدهورت مع بروز المشاكل المالية التي واجهتها أوروبا في كل من إيطاليا وبولندا.
وبحسب بيانات استثمارية في لندن، سجل الدولار أداء متفاوتاً أمام 20 عملة خلال العام الماضي، إذ ارتفع أمام 17 عملة بنسب راوحت بين 0.21% و24%. وكان أكبر ارتفاع للورقة الخضراء أمام عملات الأسواق الناشئة.
وارتفع الدولار أمام الليرة التركية بنسبة 24%، والروبل الروسي بنسبة 7.445% والكرونة السويدية والريال البرازيلي الذي ارتفع أمامه بنسبة 4.15%. كما ارتفع مقابل الجنيه الإسترليني، بنسبة 3.07%. وارتفع أمام كل من الروبية الهندية والدولار التايواني.