ما أن انتهى اعتصام الكامور في تطاوين جنوب تونس بالتوصل إلى اتفاق مع المحتجين، حتى بدأ اعتصام مماثل في دوز، غير بعيد عن تطاوين، واختار شبابه التصعيد في الأيام الأخيرة بشكل لافت، على الرغم من أنهم معتصمون منذ أكثر من شهرين.
وتواجه الحكومة التونسية ملفاً معقداً ثانياً، بعد أن قرر المعتصمون إغلاق صمامات ضخ المياه بمنطقة أم الشياه بصحراء دوز، وهو ما يعني توقف الضخ عن باقي المناطق، كقبلي والكامور وتطاوين وصفاقس، ما يجعل من هذا الاعتصام أكثر تعقيداً.
ورفض المعتصمون طلباً من أحد المسؤولين بالجهة بفتحها لمدة 24 ساعة، إلى حين النظر في مطالبهم العاجلة، بحسب تأكيد المتحدث الرسمي باسم "تنسيقية اعتصام العرقوب" في دوز، فاخر العجمني، لـ"العربي الجديد".
وشدّد العجمني على أن المعتصمين متمسكون بمطالبهم المشروعة التي يكفلها الدستور، الذي يتضمن التمييز الإيجابي بين المناطق، في حين أن من يزور جهتهم يقف على معاناة شبابها ويستنتج أنهم مهمشون.
واعتبر أنه بمجرد مطالبتهم بحقوقهم المشروعة، اتهموا بالفوضى والتخريب وتعطيل الاقتصاد، مؤكدا أنهم متمسكون بمهلة الـ 5 أيام التي قدموها للحكومة للنظر في مطالبهم، ومنها خاصة تأميم ثروات البلاد الباطنية، ودفع التنمية والتشغيل بالجهة، إضافة إلى إنشاء ديوان للتمور ومصنعين للجبس والرخام، وكذلك إحداث 4000 موطن شغل وتخصيص 120 مليار (حوالي 45 مليون دولار) لصندوق التنمية بالجهة.
وأشار العجمني إلى أنهم تفاوضوا أمس مع معتمد دوز، وأنه من المنتظر أن يجمعهم لقاء ثان بمحافظ الجهة، ولكن مع ذلك ستبقى الصمامات مغلقة إلى حين تلبية مطالبهم، معتبرا أنّ تحركاتهم سلمية وأنهم ليسوا دعاة فوضى، وأن استعمال أي حلول تصعيدية ضدهم سيزيدهم إصرارا على إصرارهم، ولن يثنيهم عن مطالبهم المشروعة.
وبيّن المصدر نفسه أن كثيرين راهنوا منذ مدة على فك الاعتصام، ولكنهم لم يتراجعوا رغم مضي شهرين ونصف وارتفاع درجات الحرارة، لافتاً إلى أن قرار رئاسة الجمهورية، أمس، اعتبار المنشآت النفطية منطقة عسكرية لن يثنيهم عن مطالبهم.
واعتبر أن بعض الاتهامات التي تشير إلى أنهم يريدون النسج على منوال اعتصام شباب الكامور بتطاوين لا أساس لها من الصحة، لأن لكل شباب مطالبه وأوضاعه، وأيضا الدوافع التي أدت إلى الاحتقان.
ولفت العجمني إلى أن اتهامهم بتخريب الاقتصاد وتعطيل الإنتاج، كلام مغلوط، وأن تحقيق مطالبهم سيعود بالنفع حتى على المناطق المجاورة، مؤكدا أن عديد الثروات تنهب وتسلب، وأن المستفيدين الوحيدين هم بضع شركات أجنبية لا غير.
كما أوضح أنه يوجد بئران تعملان منذ عدة أعوام في المنطقة، التي سبق أن اعتصموا بها، ويوجد 11 بئرا من المنتظر التنقيب عليها، مؤكدا أنّهم مستعدون لمزيد التصعيد ومواصلة الدفاع عن مطالبهم الداعية إلى تأميم الثروات الباطنية للبلاد، ودفع عجلة التنمية بقبلي ودوز.