بعد الزوبعة الأميركية الإيرانية... القضية الفلسطينية في ذيل الاهتمامات
لم يكن التصعيد العسكري الأخير بين الولايات المتحدة وإيران عقب اغتيال قاسم سليماني، السبب في تراجع الاهتمام العربي والدولي بالقضية الفلسطينية، بقدر ما كان ملفتاً تعاطف قوى المقاومة الفلسطينية المختلفة مع إيران والوقوف في صفها تأييداً واستنكاراً، وما كان ذلك حباً في إيران كدولة لها امتداداتها في المنطقة ولها رؤاها المخالفة حتى لفكر من تعاطف معها، ولكنّ السؤال الذي لم يغب عن غالبية من نظر لهذا الأمر وتفهمه أو لم يتفهمه هو: لمَ وقفت هذه الفصائل هذا الموقف الواضح المخالف لغالبية الأنظمة العربية؟
الإجابة هنا تحتاج إلى القليل من التفصيل، فالناظر لغالبية الدول العربية ذات التأثير والتي تعتبر إيران عدوها الأول، يراها قد قطعت في الفترة الأخيرة خطوات علنية بالتقارب مع دولة الاحتلال الصهيوني. وشهد هذا التقارب أشكالا وأصنافا كثيرة، منها الثقافيّ ومنها العسكريّ وأهمها التخطيط الاستراتيجي من خلال الوقوف في حلف واحد ضد عدوها المشترك وهو إيران، ومن هنا كان لزاماً على هذه الدول المرعوبة من الخطر الإيراني، حسب توصيفها له، أن تعلن صراحة أنّ عداءها فقط لإيران وأنّ ما يتعلق بالأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة هو شأنٌ خاص بأصحابه، ومن هنا بدأت الهرولة العلنية في التواصل والعمل مع الدولة العبرية ضد العدو المشترك، وأخذت ثقافة هذا التطبيع تصل لبعض النخب الاجتماعية والإعلامية.
لقد دفع عجز التحالف العربي في اليمن وتكبده خسائر كبيرة ووصول المعارك إلى قلب العربية السعودية وصمود نظام الأسد في سورية وسيطرة الحركات المقربة من إيران في العراق، دول ما يُسمى بالاعتدال العربي، إلى التخلي عن قضايا تعتبر مقدسات قومية، وأهم هذه القضايا هي القضية الفلسطينية التي باتت في أسوأ حالاتها، بعدما استفرد الاحتلال بالشعب الفلسطيني، وقام بخطوات لم يجرؤ على القيام بها منذ خمسين عاماً، حيث أعلن شرقيّ القدس عاصمة له، وقام بضم الأغوار والمناطق المصنفة (C) حسب اتفاقية أوسلو والتي تُقدر بأكثر من نصف الضفة الغربية والتي من المقرر أن تكون عصب الدولة الفلسطينية المستقلة.
الإجابة هنا تحتاج إلى القليل من التفصيل، فالناظر لغالبية الدول العربية ذات التأثير والتي تعتبر إيران عدوها الأول، يراها قد قطعت في الفترة الأخيرة خطوات علنية بالتقارب مع دولة الاحتلال الصهيوني. وشهد هذا التقارب أشكالا وأصنافا كثيرة، منها الثقافيّ ومنها العسكريّ وأهمها التخطيط الاستراتيجي من خلال الوقوف في حلف واحد ضد عدوها المشترك وهو إيران، ومن هنا كان لزاماً على هذه الدول المرعوبة من الخطر الإيراني، حسب توصيفها له، أن تعلن صراحة أنّ عداءها فقط لإيران وأنّ ما يتعلق بالأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة هو شأنٌ خاص بأصحابه، ومن هنا بدأت الهرولة العلنية في التواصل والعمل مع الدولة العبرية ضد العدو المشترك، وأخذت ثقافة هذا التطبيع تصل لبعض النخب الاجتماعية والإعلامية.
لقد دفع عجز التحالف العربي في اليمن وتكبده خسائر كبيرة ووصول المعارك إلى قلب العربية السعودية وصمود نظام الأسد في سورية وسيطرة الحركات المقربة من إيران في العراق، دول ما يُسمى بالاعتدال العربي، إلى التخلي عن قضايا تعتبر مقدسات قومية، وأهم هذه القضايا هي القضية الفلسطينية التي باتت في أسوأ حالاتها، بعدما استفرد الاحتلال بالشعب الفلسطيني، وقام بخطوات لم يجرؤ على القيام بها منذ خمسين عاماً، حيث أعلن شرقيّ القدس عاصمة له، وقام بضم الأغوار والمناطق المصنفة (C) حسب اتفاقية أوسلو والتي تُقدر بأكثر من نصف الضفة الغربية والتي من المقرر أن تكون عصب الدولة الفلسطينية المستقلة.
لقد اعتبرت غالبية دول الاعتدال العربي المقاومة الفلسطينية جهة غير شرعية في ظل وجود السلطة الفلسطينية، وقامت هذه الدول بوضع العراقيل وغلق كل المداخل التي من شأنها تقديم الدعم أو تسهيل مهمة هذه المقاومة التي اعتبرت أنّ اتفاقية أوسلو انتهت يوم أن اجتاحت الدبابات الإسرائيلية المدن الفلسطينية في عام 2002. بل قامت بعض هذه الدول باعتقال من هم محسوبون على هذه المقاومة أو من قدموا لها دعماً ما من شعوب هذه الدول.
لم تجد الحركات والفصائل الفلسطينية العاملة في ميدان المواجهة سوى إيران التي تشترك معها في أهداف سياسية بحتة وهي مواجهة الاحتلال بكل الطرق، ففتحت أذرعها بالمال والسلاح والتدريب، ما جعل قادة هذه الفصائل يعلنون صراحة ودون مواربة أنّ إيران هي السبب الرئيس في قدرات المقاومة المتطورة وأنّ من حقها أن تشكر على مواقفها وأن تلقى ذلك في الودّ العلنيّ ودون أي اعتبار لتلك الدول التي تخلت عن القضية الفلسطينية ووقفت لا تحرك ساكناً.
تعيش القضية الفلسطينية اليوم أسوأ أوقاتها، فهي إضافة إلى تسارع الأحداث في المنطقة ووجود أولويات عربية ودولية أبعدت الاهتمام بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها الصراع على النفوذ بين دول كبرى.
كذلك فإنّ فشل مشروع منظمة التحرير الفلسطينية، الذي انتهج طريق المفاوضات ربع قرن والمبني على حلّ الدولتين، وما كان ذلك لولا سوء تقدير نتائج هذا المسار إضافة إلى تهاون المحيط العربي في اتخاذ قرارات ضاغطة تلزم الاحتلال على الأقل بالالتزام بالاتفاقيات الدولية الموقعة، كان سبباً مهماً من أسباب تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية، تضاف إلى ذلك حالة الانقسام التي يعيشها الشارع الفلسطيني منذ ثلاثة عشر عاماً، ولكنّ الأهم هو استمرار المراهنة على ما فات من طريق المفاوضات الثنائية التي أثبتت فشلها، مع عدم وجود خطط سياسية بديلة عملية تأخذ زمام المبادرة وتعيد القضية الفلسطينية إلى مكانتها من الاهتمام، في وقت تتسارع فيه قرارات السيطرة الاحتلالية على ما تبقى من أرض بعد ضم القدس والأغوار.