قالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، اليوم الأحد، إن الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لتنفيذ الاتفاق الذي توصل إليه زعيما البلدين في المحادثات التي جرت في الأرجنتين.
وقال لو كانغ، المتحدث باسم الوزارة، وفقا لوكالة "رويترز"، إن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة مرت "بعواصف" من قبل، لكن العلاقة المتينة عادت بالنفع على البلدين، فضلا عن تعزيز الاستقرار العالمي.
جاءت تصريحات المتحدث باسم الخارجية بعدما أبلغ الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الأميركي دونالد ترامب، يوم السبت، أنه يأمل في "دعم العلاقات الصينية الأميركية التي تتسم بالتنسيق والتعاون والاستقرار".
وقال جين بينغ، خلال مكالمة هاتفية مع ترامب، السبت، إنّ واشنطن وبكين ترغبان في إحراز "تقدّم ثابت" في العلاقات بينهما.
ونقلت وكالة الصين الجديدة (شينخوا) عن شي قوله إنّ الصين والولايات المتحدة تعملان على تنفيذ شروط الهدنة التي توصّلتا إليها، في وقت سابق من هذا الشهر، لتهدئة الحرب التجارية الدائرة بينهما.
واعتبر الرئيس الصيني أنّ العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم "هي الآن في مرحلة مهمّة". وأكّد أنّ "الصين تعلّق أهمية كبيرة على تطوير العلاقات الثنائية، وتثمّن استعداد الجانب الأميركي لتطوير علاقات ثنائية تعاونية وبنّاءة".
وأعلن ترامب إثر المكالمة مع جين بينغ أمس السبت أنّه تمّ إحراز "تقدّم كبير" على صعيد المحادثات التجارية الجارية بين البلدين، لإنهاء حرب الرسوم الجمركية الدائرة بينهما.
وكتب ترامب على تويتر "لقد أجريت للتوّ مكالمة طويلة وجيّدة جداً مع الرئيس الصيني شي.. والاتفاق يسير على ما يرام. وفي حال التوصّل إلى اتفاق فسيكون شاملاً وسيغطي كل المسائل والمجالات ونقاط الخلاف. لقد تمّ إحراز تقدّم كبير".
وفرضت واشنطن وبكين رسوماً جمركية متبادلة على أكثر من 300 مليار دولار من السلع، في وقت سابق من هذا العام، مما أدخلهما في نزاع أسهم في انخفاض أسواق المال.
وتحسّنت العلاقات بين البلدين منذ اتفاق رئيسيهما، في مطلع كانون الأول/ديسمبر، على هدنة مدتها 90 يوماً للتوصّل إلى اتفاق.
وظهرت مؤشرات صغيرة على التحسن، كما توقف ترامب عن إطلاق تهديدات جديدة، حيث أعلنت إدارة الجمارك الصينية، الجمعة، أنها صادقت على استيراد الأرز الأميركي، بعد أن قالت إدارة تخزين الحبوب المملوكة للحكومة إنها استأنفت شراء حبوب الصويا الأميركية، بينما أعلنت الصين أنها ستعلق فرض مزيد من الرسوم على السيارات وقطع الغيار المصنوعة في الولايات المتحدة، ابتداء من الأول من كانون الثاني/يناير.
وبدأ ترامب الحرب التجارية بسبب ما اعتبره ممارسات تجارية صينية غير منصفة، وتتفق معه في ذلك اليابان والاتحاد الأوروبي وغيرها، حيث يسعى ترامب إلى خفض كبير في عجز الميزان التجاري مع الصين، ويدعو بكين إلى تطبيق إصلاحات لفتح الاقتصاد أمام الشركات الأجنبية.
وأدى دخول ترامب في نزاع تجاري مع الصين والشركاء الاقتصاديين إلى انخفاض أسواق المال، إضافة إلى المخاوف بشأن تباطؤ النمو، والإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية، ورفع الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة، وهجوم ترامب على البنك المركزي.
اتصالات وثيقة
يعتزم مفاوضون تجاريون من الولايات المتحدة والصين عقد لقاء لإجراء محادثات، في كانون الثاني/يناير، بحسب ما أعلنت بكين، الخميس، إلا أنها لم تؤكد موعد المحادثات أو مكانها بالتحديد.
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة، غاو فينغ، في مؤتمر صحافي معتاد، وفقا لوكالة "فرانس برس"، إن "فرق التفاوض الصينية والأميركية حول التجارة والاقتصاد تبقي على اتصالات وثيقة".
وأضاف أنه "في كانون الثاني/يناير، وإضافة إلى مواصلة المشاورات الهاتفية المكثفة، فقد وضع الجانبان ترتيبات محددة لإجراء مشاورات وجها لوجه".
وسيترأس نائب ممثل التجارة الأميركي، جفري غيريش، الفريق الأميركي للمحادثات، خلال الأسبوع الذي يبدأ في السابع من كانون الثاني/يناير، بحسب بلومبرغ، نقلا عن شخصين على اطلاع بالمسألة.
وستكون هذه أول محادثات وجها لوجه منذ اتفاق رئيسي البلدين على المهلة، على هامش قمة مجموعة العشرين التي جرت في بوينس آيرس.
والأحد الماضي، ذكرت وزارة الاقتصاد الصينية أن بكين وواشنطن "أحرزتا تقدما" حول قضايا الميزان التجاري والملكية الفكرية، خلال مكالمة هاتفية بين مسؤولين من البلدين، ومن شأن التوصل إلى حل للخلاف أن يسهم في زيادة الثقة في الاقتصاد الصيني الذي يستعد لتسجيل تباطؤ.
(العربي الجديد)