وقال عيتاني إن "تشجيع الناس على استخدام الدراجات الهوائية أمر ضروري، لكن يجب تأمين سلامتهم، ولهذه الغاية سيتم تجهيز خطين مجهزين بوسائل الحماية للدراجات الهوائية حتى لا تتمكن السيارات من إيذاء راكبي الدراجات، وستوضع عوائق تفصل خط الدراجات عن السيارات".
الخط الأول للدراجات أعلن عيتاني أنه سيتم العمل على إنجازه خلال فصل الصيف المقبل، ويبدأ من محطة شارل الحلو التي يجري ترميمها لتصبح موقف سيارات، مروراً بشارع بلس ورأس بيروت وصولاً إلى ساحة الشهداء، ويبدأ الخط الثاني المتوقع أن يبدأ العمل على إنجازه أواخر العام الحالي، من محطة شارل الحلو أيضا مروراً بشارع غورو وشارع أرمينيا وميدان سباق الخيل والسوديكو وصولاً أيضاً إلى ساحة الشهداء.
وعن سبب اختيار مسار الخطين، أوضح رئيس بلدية بيروت أن استشارياً كلفته البلدية بدراسة الموضوع قرر ذلك، لكنه وعد بالتفكير في خط دراجات بمنطقة الحمرا مروراً بشوارع فرعية، على أن يشمل المشروع تدريجياً كل شوارع بيروت.
ومن المقرر أن تدير المشروع الشركة التي تفوز بالمناقصة، على أن تنشئ 14 محطة للدراجات الهوائية التي سيتم تأجيرها للمواطنين للانتقال من محطة إلى أخرى، ويمكن للأفراد استخدام دراجاتهم الخاصة.
وتحدثت السفيرة السويسرية في لبنان، مونيكا شموتس جوركيس، عن مبادرة استخدام الدراجات، قائلة إنها "تهدف لجعل الهواء الذي نتنفسه أنظف. نريد أن يتمكن الجميع من قيادة الدراجة الهوائية للتوجه إلى العمل، ففي سويسرا لدينا مسؤولون يتوجهون إلى العمل بالدراجة، والمسألة لا تتعلق فقط بمنظمات المجتمع المدني بل بالسياسيين الذين يساعدونهم لتحقيق أهدافهم".
وبعد الإعلان، توجه عيتاني وجوركيس إلى مدخل المبنى، حيث وصل وزير البيئة فادي جريصاتي على متن دراجته الهوائية قادماً من منزله مع مجموعة من الشبان والشابات، ومن ثم انطلق الجميع إلى أماكن عملهم بدراجاتهم الهوائية، فانطلقت السفيرة إلى مبنى السفارة، وانطلق عيتاني إلى مبنى بلدية بيروت، وانطلق جريصاتي إلى مبنى الوزارة، حيث أشاد بالمبادرة وبإعلان رئيس بلدية بيروت.
وقال جريصاتي لـ"العربي الجديد"، إن الطريق التي سلكها من منزله في أنطلياس لا تضم خطاً مخصصاً للدراجات الهوائية، وإذ يعترف بتعرض سائقي الدراجات الهوائية للخطر أثناء السير بين السيارات، تمنى أن تقوم جميع البلديات بتخصيص خطوط لسيرها، مشيرا إلى أن "الأمر ليس صعباً، ولا يتطلب إمكانيات كبيرة، والميزانية ليست حجة في حال توفر الإرادة، وهناك بلديات تملك الإمكانيات للقيام بذلك. على الأقل تبادر كل بلدية ضمن نطاقها في حال لم نتمكن من القيام بخطوة وطنية مع وزارة الأشغال".
وأضاف: "سأطالب البلديات ووزارة الداخلية ووزير الأشغال بالمشاركة، والخطوة الأولى اليوم هي حملة التوعية ليبدأ الناس الاقتناع بأن بإمكانهم التوجه إلى أعمالهم على متن الدراجة الهوائية، وبالطبع على الدولة القيام بخطوات، كما على الناس أن تتشجع".
وقالت العضو المؤسس في جمعية the chain effect، نديدا رعد، لـ"العربي الجديد": "حصلنا على دعم مادي ومعنوي من السفارة السويسرية التي ساعدت في دعوة الشخصيات للمشاركة، وهو ما مكننا من إحداث ضجة أكثر من السنوات السابقة، وأقيم النشاط لأول مرة برعاية وزير البيئة".
وأضافت رعد: "نحاول العمل مع بلدية بيروت، لكن العمل مع مؤسسات الدولة يحتاج إلى وقت ومعاملات طويلة وبطيئة حتى ينجح. الخريطة التي نشرتها الجمعية تظهر مسار الطرق التي زودت بحواجز معدنية مخصصة للدراجات، والتي وضعت استثنائياً اليوم، وستتم إزالتها، كما تظهر الطرق الأكثر أماناً للتنقل بالدراجة، والتي لا تضم خطاً مخصصاً للدراجات".