أبلغت السلطات البلغارية شفوياً، رانية النايف، زوجة القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والأسير المحرر، عمر النايف، أنّ ملف قضية التحقيق بظروف وفاته في حرم السفارة الفلسطينية بصوفيا في شهر شباط /فبراير الماضي، قد تم إغلاقه، وفق ما أكد أحمد النايف شقيق الشهيد عمر لـ"العربي الجديد".
وقال أحمد النايف إن "السلطات البلغارية استدعت زوجة الشهيد عمر وأبلغتها شفوياً بذلك، ولم تعطها أية وثائق بهذا القرار، وأنها خلصت إلى أن ظروف وفاة عمر كانت إقدامه على الانتحار".
واتهم النايف السلطات البلغارية بالمماطلة في قضية التحقيق، ما اضطر العائلة حينها لدفن الجثمان بعد 3 أشهر من وفاته، ولم تعطِ السلطات البلغارية أية وثائق للعائلة.
وحول إمكانية توجه العائلة للمحاكم الأوروبية، أكد أحمد النايف أن ذلك يتطلب وثائق رسمية، والعائلة لا تمتلك تلك الوثائق حتى التقرير الطبي الخاص.
ونفى المزاعم التي يروج لها بأن عمر أقدم على الانتحار، وقال "هناك شخصيات حاولت الترويج لذلك"، مؤكداً أن "عمر سهر مع عائلته قبل ساعات من اغتياله لوقت متأخر".
ووفق أحمد النايف، فقد سبق الحادث وجود عمر بدون أية حراسات، داخل حرم السفارة لمدة 70 يوماً، وأن هناك خطة مدروسة للترويج بأنه انتحر، وأن كل ما يشاع تدحضه كافة الدلائل، وأن الروايات بقضية انتحاره ضعيفة.
كذلك، أكدت عائلة النايف، اليوم السبت، أنها "لن تتخلى عن حقها في السعي الدؤوب حتى محاسبة كل من كان له دور في التآمر على ابنها عمر وبكل الوسائل القانونية، وأنها ستواصل العمل أمام القضاء البلغاري والأوروبي حتى تظهر الحقيقة".
وناشدت في بيان وصل "العربي الجديد" نسخة عنه، كل القوى والفصائل والمنظمات الحقوقية والإنسانية للوقوف معها في وجه هذا الظلم البين الذي تعرض له الشهيد عمر قبل وبعد الاغتيال، وقالت: "نحن على ثقة بأن الحق سيسود وأن الحقيقة ستظهر وسنرى العدالة تتحقق لدماء شهيدنا الطاهرة وللصورة المشرفة لنضالاته ونضالات كل الشرفاء من أبناء شعبنا الفلسطيني في سبيل حقوقه المشروعة".
وأكدت أيضاً أن "استنتاجات السلطات البلغارية لم تفاجئها، إذ أن العائلة قرأت ذلك بوضوح منذ الساعة الأولى للجريمة، وأنها شهدت بأعينها وعلى مرأى ومسمع كل من واكب الحدث بأن محاولات طمس الحقائق وكتم الأصوات وإخفاء الأدلة، وبتوافق تام ما بين السفير وبعض أفراد طاقم سفارته ومن يقف خلفهم، من جهة، ومن الأمن البلغاري من جهة أخرى".
وأضافت "لعل برنامج الجزيرة الوثائقي (ما خفي أعظم) كان قد أماط اللثام عن بعض ما لديه من الأدلة والحقائق والإثباتات، التي تؤكد وبشكل جلي خيوط المؤامرة الدنيئة التي تعرض لها الشهيد داخل مقر السفارة الفلسطينية في صوفيا".
وكانت قناة الجزيرة الفضائية قد عرضت مطلع الشهر الماضي، تحقيقاً بعنوان "سقوط في حرم السفارة" للحلقة الأولى من برنامج "ما خفي أعظم"، بعد ستة أشهر على الحادثة التي سبقتها تهديدات بالتصفية من الموساد الإسرائيلي، ومطالبة الشرطة الدولية (إنتربول) بتسليمه عبر السلطات البلغارية لإسرائيل.
واعتقل عمر النايف عام 1986 بتهمة المشاركة في قتل مستوطن بمدينة القدس وحكم عليه بالسجن المؤبد، وبعد أربع سنوات هرب من السجن واستقر في بلغاريا عام 1994، وظل مطلوباً وملاحقاً وهدفاً لقوات الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن استقر في بلغاريا، حتى تم اغتياله في حرم السفارة الفلسطينية في صوفيا بعد 70 يوماً من لجوئه إليها، بعدما طالبت إسرائيل بلغاريا بضرورة تسليم النايف لها، كونه فاراً من السجن.