بناء الإنسان مدخلاً لتحقيق النهضة
يورد الكاتب التركي محمد زاهد غول، في كتابه (التجربة النهضوية التركية)، أسباباً للنهضة التي حققها حزب العدالة والتنمية في تركيا، وأحد الأسباب المهمة والمداخل الرئيسية لها بناء الإنسان والتركيز على الناحيتين، التربوية والتعليمية، للإنسان.
أما في الدول العربية، فجيل الشباب من أكثر الأجيال اكتئابا ويأسا من الحياة، ويكدّون في التفكير في المشاركة في النهضة، أو تحقيق الإنجازات، لكنهم مهمشون تماماً، وبعيدون عن صنع القرار!
أفكار الشباب في بلادنا تركز على كيفية الهجرة والخروج من هذا السجن، حسب تعبير شبابٍ كثيرين، يعتبرون الخروج من الوطن عين الوطنية، ويعتبرون البقاء فيه مذلة وإهانة لهم، لما يواجهونه من تهميش وإذلال وعدم مساواة في تطبيق القوانين وعدم توزيع الثروات بعدالة، كما عدم تحقيق الحريات للجميع. وبلا شك، ساهمت أنظمة الحكم في نشوء هذا الفكر لدى الشباب، بل هي سببه الأساسي.
ويضيف غول "عملت الحكومة في ظل حزب العدالة والتنمية على جعل أفراد الشعب يثقون بأنفسهم، وبأنهم قادرون على رسم المستقبل، وأن حقوقهم وحرياتهم تصونها الدولة، وهذا يُشكل توافقا بين الشعب والدولة، وبهذا، يكون قد تحقق أهم عنصر في سبيل نهضة شاملة في المجتمع.
وهذا بعكس ما نراه في حكوماتنا وأنظمة الحكم في بلداننا التي تعمل جاهدةً لنشر الجهل والإحباط بين أفراد الشعب، ليشعروا أنهم مسؤولون عن كل ما يحل بهم من مآسٍ، وأنهم سبب المشكلات التي تهبط فوق رؤوسهم، فتلك سياسة ناجحة للسيطرة على الشعوب.
وهذه السياسة تجعل النظام مستقراً في الحكم، وتزيد جهل الشعب، وتزيد بذلك الانحطاط والتخلف في الدولة، لأن الإبداع ممنوع، وحرية التفكير ممنوعة، فكيف يثق المواطن بنفسه أصلاً! وكيف تنتظر الدولة من هذا الفرد أن يقدم شيئاً مفيداً، وهو مقيد بكل القيود والأغلال الفكرية والجسدية!
ويتحدث الكاتب عن مخاطبة أردوغان شباب حزب العدالة والتنمية، قائلاً: "الهدف عام 2071، هدفنا نحن هو عام 2023، ولكن، أنتم من ستؤسسون مستقبل تركيا حتى عام 2071".
هنا، يشعر الشباب أن ليس تركيا فقط، بل العالم، ينتظر تحقق الإنجازات على أيديهم، وأنهم ليسوا مشاهدين فقط لمشاريع النهضة، بل من أهم المشاركين فيها، وهذا يُسرّع في مسيرة النهضة المطلوبة، ويُقرب تحققها.