بنكيران: الحكومة مستعدة للاستقالة بسبب حادثة سير في طانطان

أكد رئيس الحكومة المغربية، عبدالإله بنكيران، اليوم، أن حكومته مستعدة لتقديم استقالتها إذا ما أثبتت التحقيقات الجارية مسؤوليتها في حادثة السير المفجعة التي عرفتها ضواحي مدينة طانطان، جنوب المملكة، وأسفرت عن وفاة 35 شخصا حرقا وهم أحياء داخل حافلة اصطدمت بشاحنة.

وقال بنكيران، في مستهل المجلس الحكومي الأسبوعي، إنه "في حالة ما إذا أثبت التحقيق في أسباب الحادثة، والذي دعا إليه العاهل المغربي، أن لوزير مهما كان في هذه الحكومة مسؤولية، وكان يستدعي الأمر أن يقدم استقالته فسيفعل"، مضيفا أنه "إذا تطلب الأمر أن يقدم رئيس الحكومة استقالته أيضا فسيفعل".

وتابع رئيس حكومة المغرب أنه "إذا كان من الواجب أن تقدم الحكومة استقالتها في وفاة مواطن واحد يجب أن تفعل، فبالأحرى أن يصل عدد ضحايا حادثة السير المفجعة تلك إلى 35 شخصا، أغلبهم أطفال في مقتبل العمر، تعرضوا للموت حرقا بتلك الطريقة الشنيعة"، على حد وصفه.

وشدد بنكيران على أن حادثة السير هذه "لا يمكن أن تمر كأن شيئا لم يكن، فلابد أن نتحمل مسؤوليتنا كحكومة، ونتخذ الإجراءات اللازمة، إن لم يكن للحد من مآسي حرب الطرق، فعلى الأقل لأجل التقليل منها"، منتقدا تفاقم حوادث السير التي تحيل إلى "عدم الاطمئنان في طرقات البلاد".

وفي إشارة إلى انتقادات المعارضة للحكومة بعد وقوع حادثة السير المميتة في طانطان، لفت بنكيران إلى أن حديثه عن استعداد حكومته للاستقالة، أو وزير منها للاستقالة إن لزم الأمر، "ليس من باب "المزايدات" السياسية التي يتاجر بها بعض الأشخاص"، دون أن يحدد من يقصد.

وأعرب رئيس الحكومة المغربية عن الحزن الذي يعتريه منذ وقوع "فاجعة طانطان"، كما اصطلح عليها الإعلام المحلي، مبرزا أن التحقيق الذي دعا إليه الملك محمد السادس يتعين أن يبلغ إلى أبعد مدى، وتُنشر نتائجه في أقرب وقت ممكن، ليتحمل كل واحد مسؤوليته فيما وقع".

واسترسل المتحدث بأن مسؤولية حوادث السير القاتلة غالبا ما تكون بسبب تهور بعض السائقين، باعتبار أن كل راكب سيارة أو شاحنة أو حتى دراجة يخاطر بحياته وحياة الآخرين، قبل أن يناشد المغاربة الاجتهاد في احترام قوانين السير، مطالبا السلطات بالصرامة في معاقبة مخالفي قوانين الطرقات.

وكانت حادثة السير المفجعة التي عرفتها الطريق الوطنية رقم 1 بالقرب من طانطان، يوم الجمعة الماضي، قد أثارت حزنا كبيرا عند قطاع عريض من المغاربة، وتابعتها وسائل الإعلام باهتمام بالغ، فيما طالب نشطاء الدولة بإعلان حداد وطني حزنا على الضحايا، كما دعت المعارضة وزير النقل إلى الاستقالة.

اقرأ أيضا: "طريق الموت" تواجه المعارضة بالحكومة في المغرب