تتواصل بوادر "حسن النية" بين الكوريتين، بعد القمة التاريخية لزعيمي البلدين، إذ أعلنت كوريا الجنوبية رفع مكبرات الصوت عند الحدود، فيما عادت كوريا الشمالية لاعتماد التوقيت المحلي لجارتها، بينما يزور وزير الخارجية الصيني، بيونغ يانغ، لتعزيز العلاقات، وسط أجواء التقارب.
وأعلنت كوريا الجنوبية، اليوم الإثنين، أنّها سترفع مكبرات الصوت التي تبث دعاية مضادة عند الحدود مع كوريا الشمالية.
وجاء هذا الإعلان بعد ثلاثة أيام من القمة التي جمعت الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في المنطقة منزوعة السلاح، حيث أكدا العمل على استكمال نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية.
كذلك أكد الزعيمان في القمة التزامهما بالتوصل إلى اتفاق سلام دائم، بنهاية العام الحالي، وإجراء محادثات مع الولايات المتحدة، وربما الصين لتحقيق ذلك.
وقالت وزارة الدفاع في سيول، اليوم الإثنين، بحسب ما أوردت "أسوشييتد برس"، إنّها ستقوم برفع العشرات من مكبرات الصوت، يوم غد الثلاثاء، مضيفة أنّه من المتوقع أن تحذو كوريا الشمالية حذو الجنوبية.
وكانت كوريا الجنوبية قد أوقفت عمل مكبرات الصوت، قبل محادثات القمة، يوم الجمعة الماضي، وردّت الشمالية بوقف البث الخاص بها.
وأطلقت كوريا الجنوبية، حملة دعائية وأغاني بوب كورية من مكبرات صوت نصبتها عند الحدود مع الشمالية، منذ التجربة النووية الرابعة لكوريا الشمالية مطلع عام 2016. وسرعان ما قامت الشمالية بعمل الشيء ذاته.
وتوازياً، أعلنت كوريا الشمالية، أنّها ستُقدّم ساعتها ثلاثين دقيقة إلى الأمام، للعودة إلى التوقيت المحلي نفسه الذي تعتمده كوريا الجنوبية، وذلك في بادرة "حسن نية" بعد القمة بين الكوريتين، وفق ما أعلنت الوكالة الكورية الشمالية الرسمية للأنباء، اليوم الإثنين.
ومنذ عام 2015 لا تتشارك الكوريتان التوقيت نفسه، ذلك أنّ الشمال كان أعلن، بشكل مفاجئ وقتذاك، أنّ كل الساعات في البلاد سيتم إرجاع عقاربها إلى الوراء ثلاثين دقيقة.
وأوضحت بيونغ يانغ، في ذلك الوقت، أنّ قرارها جاء ليضع حدا للتوقيت الذي كان المستعمر الياباني قد فرضه منذ أكثر من قرن، ومن أجل الاحتفال بالذكرى السنوية السبعين لتحرير كوريا من سلطة طوكيو.
لكنّ الزعيم الكوري الشمالي وعد بإعادة التوقيت نفسه مع سيول، وذلك خلال القمة التاريخية التي جمعته مع الرئيس الكوري الجنوبي، الجمعة.
وأكدت الوكالة الكورية الشمالية الرسمية للأنباء بذلك تصريحاً كانت أدلت به، الأحد، الرئاسة الكورية الجنوبية التي ذكرت أنّ كيم أعلن، خلال قمة بانمونغوم، عن بادرة حسن نية.
وقد عبّر كيم عن "تصميمه على توحيد الساعتين المحليتَين"، في قرار سيشكل "الخطوة العملية الأولى للمصالحة والوحدة الوطنية"، بحسب الوكالة الكورية الشمالية الرسمية للأنباء.
ونتيجة ذلك، أصدر البرلمان الكوري الشمالي، اليوم الإثنين، مرسوماً بشأن إعادة كوريا الشمالية إلى التوقيت المحلي نفسه مع الجنوب، وذلك ابتداء من السبت 5 مايو/أيار، وفق ما ذكرت الوكالة نفسها.
ورحّب الناطق باسم الرئاسة في كوريا الجنوبية، يون يونغ تشان، وفق ما أوردت "فرانس برس"، بـ"خطوة رمزية" تعكس الرغبة في تحسين العلاقات بين البلدين الجارين.
الصين تتقرّب من الشمال
وفي أعقاب القمة التاريجية التي جمعت بين زعيمي الكوريتين، يزور وزير الخارجية الصيني وانغ يي، العاصمة الكورية الشمالية، هذا الأسبوع، في الوقت الذي تواصل فيه بكين وبيونغ يانغ مساعيهما لإصلاح العلاقات التي شهدت توترات، في السنوات الماضية.
وقال لو كانغ، المتحدث باسم الخارجية الصينية، في بيان، اليوم الإثنين، إنّ زيارة وانغ، لبيونغ يانغ، ستكون يومي الأربعاء والخميس المقبلين.
وتعد الصين الشريك الاقتصادي الرئيسي الوحيد لكوريا الشمالية، لكن التجارة بينهما انخفضت بنحو 90 بالمائة، بعد تنفيذ بكين للعقوبات الاقتصادية المفروضة على كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي والصاروخي.
وأيّدت الصين عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية، لكنها لا تريد أن تكون على هامش الحراك الدبلوماسي الذي أثمر، الجمعة الماضي، القمة التاريخية بين الكوريتين.
وسيصبح وانغ، أعلى مسؤول صيني يزور كوريا الشمالية منذ 11 سنة.
يُذكر أنّ كيم جونغ أون قام بزيارة لبكين، الشهر الماضي، ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الأسابيع المقبلة، على أن يتم تحديد المكان والزمان.
(العربي الجديد)