قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إنه من المؤكد أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي تم اغتياله، ولم تُفرض عقوبات، وبسبب محاولة اغتيال العميل السابق سيرغي سكريبال، الذي ما زال على قيد الحياة، تستمر العقوبات ضد روسيا، فيما علّق على انسحاب واشنطن من سورية، بأن الوجود العسكري الأميركي هناك "غير مشروع".
وأوضح بوتين خلال مؤتمره الصحافي السنوي الكبير أن "العقوبات ضد روسيا مرتبطة بتزايد عظمتها وقدراتها التنافسية"، بحسب وكالة "سبوتنيك" المحلية.
وتابع قائلاً إن "روسيا طوال تاريخها تعيش تحت العقوبات والقيود"، مبيناً أن العقوبات الغربية على روسيا لها إيجابياتها، وأنها دفعت إلى "استخدام عقولنا".
ولفت بوتين، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول"، إلى أن اقتصاد روسيا تكيف مع تداعيات العقوبات الغربية المفروضة علينا.
كما تطرق إلى قضية انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ، قائلاً: "قد يسفر ذلك عن تداعيات خطيرة بالنسبة إلى الأمن العالمي".
وأوضح أن بلاده تقدمت في مجال الدفاع الصاروخي، وذلك في إطار الجهود الرامية لاحتواء سباق التسلح.
وحول الأزمة الروسية - الأوكرانية الحالية، قال بوتين: "سنبحث مصير البحارة الأوكرانيين المحتجزين لدى روسيا بعد انتهاء التحقيق".
وأكد أن العلاقات غير الطبيعية بين البلدين ستستمر، طالما بقي أعداء روسيا على رأس السلطة في كييف.
الوجود العسكري الأميركي بسورية "غير مشروع"
أما في ما يتعلق بقضية الانسحاب الأميركي من سورية، أمس، وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن هزيمة "داعش"، فأكد الرئيس الروسي أنه يتفق مع نظيره الأميركي، "بشكل عام" في تقديره بشأن إلحاق هزيمة بتنظيم "داعش" الإرهابي في سورية، مرحبا بقرار البيت الأبيض سحب القوات الأميركية والتي وصف وجودها في سورية بأنه "غير مشروع".
وقال: "في ما يخص الانتصار على داعش، فبشكل عام، أتفق مع الرئيس الأميركي. حققنا تغييرات كبيرة في مكافحة الإرهاب على هذه الأرض، وألحقنا ضربات كبيرة بداعش في سورية".
ومع ذلك، حذّر بوتين من انتقال المسلحين من سورية إلى دول أخرى، قائلا: "هناك خطر انتقال المجموعات إلى المناطق المجاورة، ومثلا إلى أفغانستان، وأيضا إلى دول أخرى، بما فيها بلدانهم الأصلية. هذا خطر كبير علينا جميعا".
كذلك، رحب الرئيس الروسي بقرار إدارة ترامب سحب القوات الأميركية من سورية، قائلا: "هل وجود القوات الأميركية ضروري هناك؟ لا، ليس ضروريا. يجب ألّا ننسى أن وجود القوات الأميركية في سورية غير شرعي، إذ لم يفوضه قرار لمجلس الأمن الدولي، ولا يجوز وجود قوة عسكرية هناك إلا بموجب قراره أو بدعوة من الحكومة الشرعية السورية. نحن موجودون في سورية بدعوة من الحكومة".
ومع ذلك، أشار بوتين إلى أن روسيا لم ترَ بعدُ مؤشرات لانسحاب القوات الأميركية من سورية، مضيفا: "لا نرى مؤشرات لانسحاب القوات الأميركية حتى الآن، ولكننا لا نستعبد هذا الاحتمال، خاصة وأننا نسير على طريق التسوية السياسية".
وكان ترامب أعلن، مساء أمس الأربعاء، رسمياً انسحاب قوات بلاده من سورية، متحدثا عن إلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش".
وفي ما يتعلق بتشكيل اللجنة الدستورية السورية، أعرب بوتين عن أمله في تشكيلها قبل نهاية العام أو في بداية العام المقبل، لبدء ما قال إنه "المرحلة السياسية من التسوية".
إلى ذلك، تطرق الرئيس الروسي، للمرة الأولى، صراحة إلى نشاط شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة، التي تحدثت تسريبات إعلامية متكررة عن مشاركتها في العمليات البرية في سورية، مؤكدا حقها في العمل أينما تشاء طالما لا تنتهك القانون الروسي، ومعتبرا أن حظر النشاط الأمني الخاص كان سيؤدي إلى موجة من العرائض المطالبة بحماية هذه السوق.
وقال: "في ما يتعلق بـ"فاغنر" وما يفعله هؤلاء الناس، على الجميع أن يبقوا في إطار القانون".
وأضاف أنه "إذا كانت مجموعة "فاغنر" هذه تخالف شيئا، فعلى النيابة العامة إبداء تقييمها القانوني"، مشيرا إلى أن أفراد "فاغنر" من حقهم "العمل والدفاع عن مصالحهم التجارية في أي مكان في العالم طالما لا ينتهكون القانون الروسي".