صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائه مع المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، اليوم الإثنين، أنه لا يجوز لأحد فرض نظام حكم معين على السوريين من الخارج، وقال: "لا يجوز لأحد فرض أي نظام حكم أو شخصية على الشعب السوري".
وقال بوتين، خلال اللقاء الذي بث التلفزيون الروسي جانباً منه: "لا يجوز لأحد فرض أي نظام حكم أو شخصية على الشعب السوري من الخارج. يجب أن يقرر الشعب السوري ذلك بنفسه فقط".
وأعرب الرئيس الروسي عن أمله في التوصل إلى تسوية للأزمة السورية، ترضي كافة القوى الدينية والإثنية والسياسية.
من جهته، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، إن أي حل للأزمة السورية يجب أن يتم بالتنسيق مع السوريين أنفسهم، مضيفاً أن الدور الروسي إيجابي، وواصفاً العلاقات الإيرانية الروسية بالجدية.
وقال خامنئي إنه لن يفتح أي حوار مع الطرف الأميركي حول سورية، أو حول أية قضايا ثانية، طالما أن سياساتها مزدوجة المعايير وطالما أنها تدعم الإرهاب، حسب تعبيره.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد وصل إلى العاصمة طهران، اليوم الإثنين، للمشاركة في القمة الثالثة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، وسيبقى بوتين في طهران لساعات عدة، للقاء أبرز المسؤولين الإيرانيين، إلا أنه أجرى لقاء مع المرشد الأعلى، علي خامنئي، فور وصوله، وبحث وإياه عددا من القضايا المرتبطة بالعلاقات الثنائية وتطورات المسائل الإقليمية.
وذكرت وسائل إعلام محلية إيرانية أن بوتين سيبحث مع باقي المسؤولين الإيرانيين ملف سبل توسيع دائرة التحالف، بقيادة روسيا، لمحاربة "داعش"، فضلا عن ملف تسليم صواريخ "إس 300" لطهران، واستكمال صفقات تسليحية تشمل الطائرات والمنظومة الصاروخية الدفاعية.
وكان بوتين قبل قدومه إلى إيران قد أصدر قرارا يلغي الحظر المفروض على تزويد إيران بمعدات تخصيب اليورانيوم، فضلا عن التجهيزات التي تستخدم في منشأتي فردو وآراك.
وفي ما يتعلق ببقية اللقاءات الدبلوماسية على هامش قمة الغاز، التقى خامنئي بالرئيس النيجيري، محمد بوهاري، الذي يزور إيران لذات الغرض، وقال إن التعويل على الولايات المتحدة الأميركية والغرب في مواجهة المجموعات الإرهابية، كتنظيم الدولة وجماعة بوكو حرام، تعويل خاطئ وغير عقلاني، حسب تعبيره.
ووصل الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، إلى طهران للمشاركة في القمة ذاتها، وخلال لقائه بخامنئي أكد الطرفان أهمية العلاقات الإيرانية الفنزويلية، وأشار المرشد الأعلى إلى أن دول الاستكبار تعمل على الوقوف في وجه إرادة الشعوب بهدف عرقلة تقدم واستقلال الدول، معتبرا أن فنزويلا جزء من المحور المقاوم لسياسات الاستكبار، كما أن نجاحها وتقدمها نجاح لإيران، حسب تعبيره، فيما أكد مادورو على أن فنزويلا جاهزة لتطوير علاقاتها مع إيران سياسيا واقتصاديا، قائلا إن بلاده جادة في وقوفها ضد ما وصفه بالمؤامرات الأميركية.
وفي الوقت الذي تكثف فيه طهران من لقاءاتها الدبلوماسية لبحث مسائل المنطقة، والحرب على الإرهاب، صرح مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، والموجود في سويسرا للمشاركة في المؤتمر الدولي للسياسات العالمية، أنه تم الاتفاق مع المسؤولين في سويسرا على عقد اجتماع ثلاثي، إيراني سويسري سوري، في العاصمة طهران قريبا، بهدف بحث تطورات الأزمة السورية، والتركيز على إرسال المساعدات للمدنيين هناك، من دون أن يذكر مستوى التمثيل السياسي في هذا الاجتماع.
اقرأ أيضاً: طهران تشرّع أبوابها لبوتين... تحالف الضرورة مع "الرفيق الشمالي"