على الرغم من أن موعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بات وشيكاً، ولم تعد تفصل الأميركيين عنه سوى بضع ساعات، إلا أن تلك الساعات تمضي طويلة بالنسبة لسلفه الأسبق، جورج بوش الابن، الذي ينتظر بفارغ الصبر تولي ترامب مقاليد الحكم في البيت الأبيض بفارغ الصبر، وفق ما نقل موقع "نيويوركر".
وفي حديث له مع الصحافيين هذا الأسبوع من داخل بيته، قال بوش إنه "لم يعد يقوى على الانتظار" حتى يوم الجمعة، اليوم الذي سيجعله رسمياً خارج تصنيف أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
"عليّ أن أقر بذلك، لم أتوقع أبداً أنني سأعيش لأرى هذا اليوم"، كما جاء على لسان الرئيس الأميركي الأسبق. "حينما تغادر منصبك والبلاد في حالة خراب، فإن تتقبل بشكل أو بآخر أنك ستظل أسوأ رئيس لوقت طويل، طويل جداً".
وبينما اعترف بوش بأن الكثير من الأميركيين ممتعضون من حدث التنصيب غداً الجمعة، أعرب عن أمله في أن يتمكنوا من "الاستيعاب نوعاً ما" الدوافع التي تجعله يرى الأمور بشكل مختلف.
"حتى أكون صريحاً، يبدو لي يوم الجمعة بعيداً جداً"، حسب ما قال. "أنا مثل طفل بانتظار حلول عيد الميلاد".
هذا الجانب من السخرية في استقبال الوافد الجديد إلى البيت الأبيض، سبق أن ذهب إليه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الذي تندر بكون إدارة ترامب، لن تصمد طويلاً وستبقى فقط عاماً أو عامين.
كلمة كيري أدلى بها، يوم الثلاثاء، أمام عدد من الحضور من المشاركين بالمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، الذين تلقفوا ما قاله بالضحك والتصفيق.
وفي معرض رده على إمكانية قيام الإدارة الأميركية، برئاسة ترامب، بالتخلي عن الاتفاق النووي الموقع مع إيران، قال كيري، إن القيام بأمر مماثل قد يضرب مصداقية الولايات المتحدة الأميركية، مضيفاً، أن ذلك "قد يتسبب في أذى قد يمتد عاماً، أو عامين، أو أكثر، خلال مدة وجود الإدارة (إدارة دونالد ترامب)".
وهو ما التقطه الحضور بمؤتمر دافوس على أنه إشارة من كيري إلى استحالة صمود الإدارة الأميركية، تحت رئاسة دونالد ترامب، أكثر من عام أو عامين على أبعد تقدير.
من جهته، علق مدير جلسة النقاش، الكاتب الصحافي الأميركي، توماس فريدمان، بكون الحضور لديهم "أفكار شريرة"، بخصوص مستقبل إدارة ترامب، وهو ما رد عليه كيري بمزحة أخرى: "لقد قلت إني سأكون نشطاً (بعد مغاردته منصب الخارجية). لكنني لم أحدد كيف سأكون نشطاً".
وكان كيري يرد على سؤال لفريدمان طرحه حول قلق يساور بعضهم في دافوس من إمكانية إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وقيام إدارة ترامب بالتخلي عن السياسات والإنجازات الأميركية المهمة، خلال بضعة أيام، بعد توليها مقاليد الحكم في البيت الأبيض.