ووصف مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطاب له، المحكمة الجنائية الدولية بأنها "غير فعالة وغير مسؤولة وخطيرة"، مهدداً بفرض عقوبات على قضاتها إذا شرعوا في التحقيق في اتهامات وجهت إلى الجنود الأميركيين في أفغانستان، بارتكاب جرائم حرب.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الابيض جون بولتون في هجوم عنيف على المحكمة: "سنمنع هؤلاء القضاة والمدعين العامين من دخول الولايات المتحدة. سنستهدف أملاكهم بعقوبات في إطار النظام المالي الأميركي، وسنطلق ملاحقات بحقهم عبر نظامنا القضائي".
الهجوم الذي شنّه بولتون على المحكمة الجنائية الدولية جاء خلال كلمة ألقاها اليوم الإثنين، أمام الجمعية الاتحادية، "فدراليست سوسايتي"، وهي جماعة محافظة في واشنطن. وهو أول خطاب رئيسي له، منذ انضمامه إلى فريق ترامب.
وقال بولتون: "اليوم، عشية ذكرى 11 أيلول 2001، أريد أن أوجه رسالة واضحة ولا لبس فيها، من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. إن الولايات المتحدة سوف تستخدم كل الوسائل الضرورية لحماية مواطنيها ومواطني الدول الحليفة لها، من محاكمة غير عادلة من قبل هذه المحكمة غير الشرعية".
Twitter Post
|
وأضاف: "نحن لن نتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، ولن نقدّم أي دعم لها، والأكيد أننا لن ننضم إليها.. سوف نترك هذه المحكمة تموت من تلقاء نفسها، هي ماتت بالفعل بالنسبة إلينا".
وتابع أن "الولايات المتحدة خرجت بهذه السياسة بناء على خمسة أمور تقلقها حيال هذه المحكمة، أهمها شك بفعاليتها. إن المحكمة تهدد، بشكل غير مقبول، السيادة الأميركية، ومصالح الولايات المتحدة الوطنية".
ولم تصادق الولايات المتحدة على معاهدة روما التي أسست المحكمة الجنائية الدولية عام 2002، إذ كان الرئيس آنذاك جورج بوش الابن يعارض المحكمة.
واتخذ الرئيس السابق باراك أوباما بعض الخطوات للتعاون معها. ولكن بولتون قال اليوم، "سندرس اتخاذ خطوات في مجلس الأمن الدولي لتقييد صلاحيات المحكمة الشاملة، بما في ذلك ضمان عدم ممارسة المحكمة الجنائية الدولية أي اختصاص قضائي على الأميركيين ورعايا حلفائنا الذين لم يصدقوا على معاهدة روما".
وكانت المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا قد أعلنت في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أنها ستطلب من القضاة السماح بفتح تحقيق حول جرائم حرب محتملة قد تكون ارتكبت في أفغانستان، خصوصاً من قبل الجيش الأميركي.
وتعليقاً على تهديدات واشنطن للمحكمة الجنائية الدولية، أكدت الأمم المتحدة في بيان أن أمينها العام أنطونيو غوتيريس "مستمر في دعم المحكمة لدورها في أعمال مبدأ المحاسبة".
إغلاق مكتب منظمة التحرير
وفي إطار الهجوم الذي شنه على "الجنائية الدولية"، حذر بولتون أيضاً من أي تحقيقات قد تقوم بها المحكمة تستهدف إسرائيل بناء على طلب من السلطة الفلسطينية.
وقال في هذا الاطار "في حال استهدفتنا هذه المحكمة او استهدفت إسرائيل أو حلفاء آخرين لنا، لن نقف مكتوفي الأيدي".
يذكر أن الولايات المتحدة أعلنت، اليوم الإثنين، رسمياً، أيضاً، إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن هذا القرار "يتفق مع قلق الإدارة الأميركية والكونغرس بشأن المحاولات الفلسطينية الرامية إلى فتح تحقيق ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية".
وفي ما يتعلق بإغلاق مكتب منظمة التحرير، قال بولتون: "سيظل مكتب المنظمة مغلقاً، طالما الفلسطينيون يرفضون البدء بمفاوضات ذات مغزى مع إسرائيل".
وتابع بأن "الولايات المتحدة ستقف دوماً إلى جانب إسرائيل، وبالتالي أعلنا إغلاق مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن".
الرد على "كيميائي" الأسد
وتطرق مستشار ترامب للأمن القومي، كذلك، على هامش خطابه اليوم، إلى المسألة السورية، من بوابة الهجوم الذي يتحضر نظام بشار الأسد وروسيا لشنه على محافظة إدلب.
وقال بولتون في هذا الصدد إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا اتفقت على أن استخدام نظام بشار الأسد للأسلحة الكيميائية مرة أخرى "سيؤدي إلى رد أقوى بكثير" من الضربات الجوية السابقة.
وأوضح أنه "سعينا لتوصيل الرسالة في الأيام القليلة الماضية بأنه إذا تم استخدام الأسلحة الكيميائية للمرة الثالثة، فسيكون الرد أشد بكثير".
وأضاف "يمكنني القول إننا أجرينا تشاورات مع البريطانيين والفرنسيين، الذين انضموا إلينا في الضربة الثانية، واتفقوا معنا أيضاً على أن استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى سيؤدي إلى رد أقوى بكثير".