وفي توقيت لافت بعد يوم واحد من تحقيق حلم 20 عاماً باستضافة بابا الفاتيكان فرانسيس الأول في مبنى "الكابيتول هيل"، وعشية جولة أخرى من معركة تمويل الميزانية الفيدرالية في الكونغرس، قرر بونر (65 عاماً) الاستقالة، قبل انتهاء فترة ولايته رئاسة المجلس، كذلك قرّر مغادرة مقعده لـ35 عاماً عن ولاية أوهايو ابتداء من 30 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
خياره بالاستقالة كان متوقعاً نهاية عام 2014 لكنه قرر تأجيله حينها غداة خسارة زميله في القيادة الجمهورية النائب اريك كانتور في الانتخابات التشريعية، وذلك لتفادي معركة ضارية على خلافته بين الجمهوريين. بيد أن مساعدي بونر صرحوا للإعلام أن "رئيس المجلس يعتقد أن وضع أعضاء الكونغرس في اضطراب قيادي مطوّل سيؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه في المؤسسة"، في إشارة مبطنة إلى الحملة التي يتعرض لها والمعركة المتوقعة لخلافته بين التيار المحافظ والقيادة الجمهورية التقليدية.
وتعرض بونر في الفترة الأخيرة لأكثر من تهديد لإقالته من منصبه من قبل التيار المحافظ الذي يعتبر أن هذا الأخير لا يستخدم رصيد انتصار الجمهوريين ولا يتحدى إدارة الرئيس باراك أوباما بما يكفي. آخر نكسة بارزة لبونر كانت الانتفاضة عليه عشية تصويت مجلس النواب على الاتفاق النووي مع إيران، إذ باغته التيار المحافظ رافضاً عقد جلسة تصويت ما قلب رأساً على عقب الاستراتيجية الجمهورية في الكونغرس حيال الاتفاق النووي. شعر حينها بونر أنه أخطأ في حساباته، في ظل تزايد ملفات أخرى كالهجرة والرعاية الصحية وغيرها، والتي يريدها المحافظون أن تكون منصة لمواجهة أوباما والديمقراطيين.
بونر، المعروف بميله إلى ذرف الدموع خلال المواقف المؤثرة العلنية، صرح للإعلاميين مازحاً ليل أمس الخميس أنه ليس لديه ما ينجزه بعد زيارة البابا إلى مبنى "الكابيتول هيل"، ما يدل أن قراره كان جاهزاً منذ فترة بانتظار نهاية هذه الزيارة.
ووصل بونر إلى رئاسة المجلس النواب عام 2010 خلال ذروة صعود حركة الشاي "تي بارتي"، وبالتالي كانت رئاسته مليئة بالمواجهات بين الجمهوريين في الكونغرس، كذلك شهدت مواجهات علنية بينه وبين أوباما حول قضايا كثيرة، آخرها كان تلويحه برفع دعوى على الرئيس نتيجة عدم تسليمه "الاتفاقات الجانبية السرية" بين إيران ووكالة الطاقة الذرية، في موقف رمزي لبونر لامتصاص غضب المحافظين.
هذا الإعلان عن الاستقالة سيحرر بونر من القيود وسيكون من السهل عليه إدارة معركة الميزانية الأسبوع المقبل. كذلك ستؤدي استقالته إلى معركة على خلافته، يتوقع أن تكون لصالح النائب الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا كيفن مكارثي الذي يتم تحضيره منذ فترة لهذا المنصب، والذي سيواجه سهام المحافظين أيضاً.
اقرأ أيضاً: أوباما يعلن موقفه من سورية وأوكرانيا قبل لقائه بوتين