وكانت العملة المشفرة قد بلغت 8500 دولار يوم الثلاثاء، ولكن محللين يعتبرون أن العملة الرقمية تتجه نحو الصعود، بعدما ارتفعت 45% خلال الشهر الماضي.
وتجاوزت "بيتكوين" يوم الثلاثاء سعر 8500 دولار، لأول مرة منذ أكثر من شهرين، على خلفية أنباء بوجود رغبة لدى بعض المؤسسات المالية في الشراء، بالإضافة إلى تزايد التكهنات باتجاه هيئة الأوراق المالية الأميركية والبورصات نحو الموافقة على تشكيل صندوق استثمار في العملة المشفرة يمكن التعامل عليه في البورصة، في ما يعرف باسم Bitcoin ETF بحلول شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، الأمر الذي يسمح بزيادة الطلب من العملاء الأفراد، كونه يسهل بنسبة كبيرة فرص الاستثمار فيها.
وفقدت بيتكوين ثقة كثيرين في يونيو/ حزيران الماضي، عندما تجاوز الانخفاض في قيمتها نسبة 60% من أعلى مستوى وصلت إليه في ديسمبر/ كانون الأول 2017، بعدما تعرّض حساب إحدى منصات تبديل العملات المشفرة الصغيرة في كوريا الجنوبية، وهي "كوينريل"، للقرصنة، وتمت سرقة ما تقرب قيمته من 50 مليون دولار من تلك العملات.
وتزامن الإعلان عن السرقة مع نشر جريدة "وول ستريت جورنال" تقريراً أشارت فيه إلى أن الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة بدأت التحقيق في شبهات تلاعب في سعر العملة بيتكوين من قبل أربع من أكبر منصات تبديل العملات المشفرة، فوصل سعر بيتكوين وقتها إلى أقل من 6650 دولاراً، وهو أقل مستوى له في شهرين.
ودفعت ارتفاعات الأيام الثلاثة الأخيرة، وما صاحبها من تفاؤل مبني على عوامل أساسية وأيضاً فنية، القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة المتاحة للتداول إلى أكثر من 300 مليار دولار، وفقاً لموقع كوين ماركت كاب Coinmarketcap.com المتخصص في تقدير قيم العملات المشفرة السوقية، وهو أعلى مستوى تصل إليه منذ ستة أسابيع.
وعلى الرغم من ارتفاع تلك القيمة، فإن 38% ممن شملهم الاستطلاع أكدوا استحالة أن تصبح بيتكوين إحدى عملات الاحتياطي التي تحتفظ بها البنوك المركزية حول العالم.
وكما كانت أخبار عمليات السطو على العملة المشفرة، بالإضافة إلى تلاعب بعض منصات التداول في تحديد السعر، هي المتسبب الأكبر في انخفاض قيمة العملة قبل شهرين، فمن الواضح أن عودة الروح إلى بيتكوين لم تحدث إلا بعد أن تواردت أنباء عن تزايد العمليات التنظيمية فيما يخص تداولاتها.
وكان آخر التطورات في هذا الخصوص ما أعلنت عنه كوريا الجنوبية في الأسبوع الماضي، وهي إحدى أكبر أسواق العملات المشفرة حول العالم، من إنشاء إدارة حكومية، تهدف إلى وضع مبادرات لسياسات التعامل فيما يخص التقنيات المالية والعملات المشفرة. وتعليقاً على الخطوة الكورية، يقول تشارلز هايتر، الرئيس التنفيذي لموقع مقارنة العملات الرقمية CryptoCompare.com، "إن تنظيم التعاملات يتحرك على نحو متقارب مع دفوع إيجابية من الحكومات، بعد أن أدركوا الفرص والمخاطر، وكيفية ضبط أساليب تعاملهم معها. كوريا الجنوبية هي الأحدث في إعطاء تلك الإشارة".
أما سبنسر بوغارت، المدير المشارك بشركة بلوكتشين كابيتال، شركة رأس مال المخاطر التي تستثمر في صناعة التشفير وتكنولوجيا البلوكتشين، فقد قال يوم الخميس إن سعر بيتكوين يمكنه أن يذهب أعلى من المستويات الحالية بكثير، بتأثير المضاعف للعوامل المحفزة. وقال بوغارت في حوار مع شبكة "سي إن بي سي" إن "أي عدد من العوامل المحفزة قد يذهب بسعر بيتكوين بعيداً".
ومثل العديد من المحللين الآخرين، أرجع بوغارت الارتفاعات الأخيرة في سعر العملة المشفرة إلى الموافقة المتوقعة لهيئة الأوراق المالية والبورصات على إنشاء الصندوق، إلا أنه أضاف أن "التوترات الاقتصادية والجيوسياسية الأخيرة تدفع العديد من المؤسسات الكبيرة، مثل مؤسسة ماستر كارد في يوليو/ تموز الحالي، إلى إدخال طرق تسوية المدفوعات باستخدام تكنولوجيا البلوكتشين.
وأضاف بوغارت: "لقد خرج القط من الحقيبة، وستذهب الابتكارات إلى أي مكان آخر لو تخلفت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية عن اللحاق بالركب".
ولا ينصح كثيرون بشراء بيتكوين أو بيعها، إذ إن التعامل بها يعرّض المتعامل لكثير من المخاطر، مع احتمال أن يفقد كامل استثماره فيها.