بين عابد فهد ونادين نسيب نجيم..."طريق"

على الرغم من التباعد الواضح في الاقتباس ما بين مسلسل "طريق"، وفيلم "الشريدة"، قصة الكاتب الراحل نجيب محفوظ، إلا أنّنا نجد أنفسنا أمام سيناريو بسيط جداً. في "طريق"، قد تكون المخرجة رشا شربتجي "المنقذ" لهذا المسلسل، من خلال الأحداث، ولو جاءت بطيئة في الأسبوع الأول. شربتجي تجيد رسم صورٍ حقيقية للشخصيات المطلوبة في القصة.

لا تخرج نادين نسيب نجيم عن خطّها في التمثيل، تعرف "أميرة" هذه المرة، كيف تُمسك بزمام الأمور والدور، وتحرز تقدُّماً إضافياً لمسيرتها. "أميرة بو مصلح" درست الحقوق، وتبحث عن فرصة عملٍ. هي ابنة أسرة صغيرة مؤلفة من أم وابنتيها، ويحاصرها الفقر والعوز.
في الجهة المقابلة، يأتي دور عابد فهد، "جابر" تاجر الأغنام، مُكمّلاً لما يريده المسلسل من مشروع "الثنائي" نادين نسيب نجيم وعابد فهد مرة جديدة. "ثنائي" درجت العادة، في السنوات الأخيرة، على تصنيفه في خانة الدراما المُشتركة. لكن اللافت هذه السنة، هو أن عابد فهد خلع ثوب الجدية الذي بلغه في مسلسلات سابقة "لعبة الموت" أمام سيرين عبد النور (2013) و"لـو" مع شريكته الحالية نادين نسيب نجيم (2014).
اختلاف عابد فهد، هو المُحرك الأساسي في مسلسل "طريق". ثمَّة قدرة دراميَّة هائلة يجسدها في شخصية جابر بعيدة عن الصرامة. الرجل الأميّ كاره التكنولوجيا والتطور، يعيش حياته بعبثية مقبولة مضحكة، أحياناً، ويحاول العبور من حزنه بعد فقدانه زوجته وابنه الوحيد، إلى مساحة أخرى من الهدوء والعيش بسلام. لكن مشاكل كثيرة تعترضه بسبب ثروته، حتى تعارفه بأميرة، ليبدأ "التشويق" والزواج فيما بعد، وتنقلب الظروف والأحداث فتنكر الزوجة فضل زوجها، وتهمله بحسب شريط القصة الأساسية، ما يفتح الباب على تكهنات درامية مُعقدة في الأسبوع الأخير من عرض "طريق".