وكان من المقرر أن يتم تنفيذ عملية إخلاء المدن اليوم، وفق اتفاق بين فصائل من المعارضة السورية المسلحة من جهة وإيران و"حزب الله" اللبناني والنظام السوري من جهة ثانية، ينصّ على إجلاء بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، مقابل إجلاء الراغبين في الخروج من مدينتي الزبداني ومضايا ومحيطهما في ريف دمشق.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن عملية الإخلاء تأجّلت إلى فجر الغد، وقد تتأخر بسبب وجود مشاكل لوجستية، وعدم تأمين طريق الوصول من دمشق إلى إدلب، ومن الفوعة إلى حلب، بشكل كامل إلى الآن.
وذكرت المصادر أيضاً أن "رفض أطراف من المعارضة السورية المسلّحة إتمام عمليّة الإخلاء باعتباره تهجيراً صريحاً وتغييراً ديموغرافياً يهدف إلى تقسيم سورية، قد يتسبب في عدم إتمام العملية في الوقت الحالي".
في غضون ذلك، تظاهر الأهالي في منطقة جنوب دمشق، عصر اليوم الأربعاء، تنديدا بإدخال المنطقة في اتفاق التهجير. وأفاد الناشط، عمار القدسي، لـ"العربي الجديد" بأن الأهالي في مناطق جنوب دمشق في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، خرجوا في مظاهرة تنديداً بإقحام جنوب دمشق في اتفاق تهجير المدن الأربع الفوعة وكفريا والزبداني ومضايا.
وعبّر المتظاهرون عن رفضهم ربط ملف جنوب دمشق التفاوضي باتفاق "المدن الأربع"، والمتضمن وقفاً لإطلاق النار في البلدات الثلاث التي خرجت فيها المظاهرات لمدة تسعة أشهر.
وندّد المتظاهرون بعمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي، مؤكدين أن مصير المنطقة تحدّده اللّجنة السياسية التي تمثل جنوب دمشق، وليس أي طرفٍ آخر لا علاقة له بأهالي المنطقة.
وحمل المتظاهرون لافتات كتبوا عليها "إيران حزب الله جبهة النصرة لا وصاية لكم على مناطقنا"، "الجنوب الدمشقي غير مخصص للبيع" "لا للتهجير والتغيير"، "البلدات الثلاث ليست للبيع"، "أرضنا عرضنا"، "نرفض تنفيذ المشروع الإيراني عبر اتفاقية كفريا والفوعة".
ووصلت فجر اليوم الأربعاء 92 حافلة تابعة للنظام السوري، إلى أطراف بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق الغربي ومدينة الزبداني، من أجل نقل أكثر من 2500 شخص، نحو محافظة إدلب.
وأكدت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أنّ الاتفاق الموقع بين فصائل من المعارضة والنظام وحلفائه ينصّ على إخراج قرابة ثلاثة آلاف شخص من مضايا والزبداني ومحيطهما، مقابل إخلاء كامل للسكان والمليشيات الموجودة في بلدتي الفوعة وكفريا، إضافة لإطلاق سراح 1500 معتقل ومعتقلة من سجون النظام السوري.
وينص الاتفاق أيضاً على خروج مقاتلي "هيئة تحرير الشام" المعارضة للنظام السوري من منطقة جنوب دمشق، وإقامة هدنة في حي مخيم اليرموك وباقي مناطق جنوب دمشق المحاصرة، بالإضافة إلى مدينة إدلب وبلدات وقرى في محيطها.
وجرى توقيع الاتفاق مؤخراً بين ممثل عن فصائل المعارضة المنضوية سابقاً في "غرفة عمليات جيش الفتح" وممثل لإيران، ولا يزال الطرفان يتكتّمان على بنود الاتفاق.