تأهّب الإعلام التركي: معركة على الأرض وأخرى على الهواء

02 مارس 2020
ركز الإعلام على فتح الحدود أمام اللاجئين (Getty)
+ الخط -
بالتزامن مع الحملة العسكرية التركية في محافظة إدلب، شمال غرب سورية، بدأت أنقرة حرباً إعلامية شاملة تواجه فيها ما تسميه البروباغندا الروسية والإيرانية.

وشكل سقوط 34 قتيلاً من الجيش التركي، الخميس الماضي، نقطة الانطلاق في حملة إعلامية كبيرة موجهة إلى الداخل والخارج. وتعتمد هذه الحملة على محاور عدة، بينها التضييق على صحافيين روس في تركيا، بسبب ادعاءات تناولهم أخباراً "تساهم في تأجيج الاحتقان الداخلي".

وبالتالي لجأت الحكومة التركية ممثلة بدائرة الاتصال في رئاسة الجمهورية إلى استراتيجية محددة تمخضت عن اجتماع الأمن القومي الطارئ الذي عقد عشية سقوط العدد الكبير من القتلى في صفوف الجيش التركي.

الاستراتيجية التركية خرجت على جبهتين داخلية وخارجية: ركزت الجبهة الداخلية على حشد المواقف الشعبية المؤيدة للجيش التركي في إدلب، وهو ما كان يلقى معارضة شديدة من أحزاب المعارضة التركية. لكن سقوط قتلى في صفوف الجيش التركي أدى إلى وحدة شبه تامة بين وسائل الإعلام المحلية، التي تبنت ونقلت وجهات النظر الحكومية.


وعلى الجبهة الخارجية، عملت أجهزة الإعلام المملوكة للدولة، خصوصاً تلك التي تملك بثاً للأخبار الدولية باللغات المختلفة، على نقل وجهات النظر التركية حيال ما يجري في إدلب. وهنا برزت بشكل خاص وكالة "الأناضول"، وقناة TRT التلفزيونية، وكلها عملت على نقل التصريحات وتطورات الأحداث وفق منظور الحكومة.

أما التغطية الإعلامية الموجّهة إلى الداخل التركي فتركزت على 3 محاور: الأول مرتبط بنقل تطورات تشييع جثامين قتلى الجيش، وأحوال أهالي القتلى، والتجييش العاطفي لتأييد العمليات التركية في إدلب. المحور الثاني تركز على الانتقام من النظام السوري جراء سقوط عدد كبير من القتلى، من خلال سرد التطورات العسكرية على الأرض والتقدم التركي. وركزت هذه التغطية على أعداد قتلى جنود جيش النظام السوري، وذلك في سياق امتصاص الغضب الشعبي. بينما ركز المحور الثالث على التغطية على استراتيجية البلاد الجديدة حيال المهاجرين. إذ انتقلت الأنظار التركية إلى الحدود اليونانية، وفسح المجال للاجئين بعبور الحدود.

أما في الإعلام الخارجي، فكان التركيز على العمليات العسكرية في إدلب، وعبور اللاجئين الحدود التركية. وترافق ذلك مع تسهيل وجود الإعلاميين في المنطقة الحدودية، فضلاً عن مرافقة اللاجئين في عبورهم للحدود.

وفي ما يتعلق بالإعلام الأجنبي، تعمل معظم القنوات الدولية على الحدود التركية السورية في الولايات الجنوبية، كما يعمل قسم آخر على الحدود التركية اليونانية. لكن تنقل الصحافيين الأجانب على الأراضي التركية واجهته بعض المشاكل. إذ تعرض مكتب وكالة "سبوتنيك" الروسية في تركيا إلى التفتيش والتحقيق مع العاملين واعتقال رئيس تحريرها.