"ماراي تابوتابواتيا" هو مجمع معابد كبير في أوبوا على جزيرة راياتيا وسط المثلث البولينيزي في المحيط الهادئ. ويضم الموقع عدداً من المعابد والهياكل الحجرية التي كانت معبودات قديمة أو منصات لتقديم القرابين عليها، وكان هذا المجمع يعد تاريخياً المعبد المركزي في بولينيزيا الشرقية. وقد أضيف الموقع عام 2017 لقائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو.
تأسس موقع ماراي فعليا عام 1000 ميلادي، وزاد توسعه منذ ذلك الحين، وكان مكاناً للتعليم الديني، حيث يجتمع الكهنة والملاحون من جميع أنحاء المحيط الهادئ لتقديم القرابين للآلهة، وتبادل المعارف والعلوم التي اكتسبوها حول أصل الكون والملاحة في أعماق المحيطات.
تسمى المنطقة المقدسة في الموقع "تي بو"، وهي التي يعتقد سكان الجزيرة أن الآلهة تقيم فيها، وكانت ماراي مخصصة لعبادة "أورو ساد" إله الحياة والموت، وفقاً للأسطورة الشعبية المحلية. وكانت الطبول المعروفة باسم "تايموانا" تستخدم للعزف أثناء تقديم التضحيات البشرية على صخرة بيضاء قريبة من الشاطئ.
تأسس تحالف ديني بين تابوتابوتيا مع الجزر المحيطة بها، وشمل هذا التحالف جزر كوك وأوسترالس في هاواي، وأنشِئت المعابد المشابهة لماراي على تلك الجزر. ووضعت على كل جزيرة صخرة تقدم عليها القرابين، لتشبه الموقع الأصلي، ولتكون صلة روحية بين مختلف الكهنة من الجزر المتحالفة، بينما كان الكهنة يجتمعون بصفة دورية في ماراي ليشاركوا في التضحيات البشرية للآلهة.
ويروي المؤرخون أن هذا التحالف الديني تحطم ذات مرة عندما اندلع القتال بين المجتمعين في مراسم دينية، وفيه قُتل كبار الكهنة الذين كانوا يمثلون التحالف. فرّ كثير من الناس من الجزيرة، ولم تنجح الجهود التي بُذلت لتدارك ما حدث وإعادة الشمل. وفي عام 1763 هاجم المقاتلون من جزيرة بورابورا، جزيرة توبايا وهزموا أهلها ونهبوا الجزيرة. ولم يكتفوا بذلك بل امتد الأمر لتدمير بيوت الآلهة في تابوتاباتيا وتدمير المنصة الخاصة بالقرابين وقطع الأشجار التابعة لمقر الإقامة.
في عام 1769 وصل إلى الجزيرة جيمس كوك وجوزيف بانكس والدكتور دانيال سولاندر، على متن السفينة إنديفور مبعوثين من ملك المملكة المتحدة جورج الثالث، واستولوا على الجزر المتجاورة. كان الأمر تحقيقاً لنبوءة كاهن إحدى الجزر أن شعباً جديداً سيصل على متن زوارق، ويستولي على الجزر.
ويكتب السير، بيتر هنري بوك، عام 1929 عن أحوال تابوتاباتيا، بعد أن وجد موقعها مقفراً، فلا قرع طبول في المعابد ولا صراخ من السكان تحية لرؤية الملك، ولا هياج تحية للقرابين البشرية. بل نمت الأعشاب البرية على أفنية المعابد، وتهدمت أحجار المذابح المقدسة. ويقول: "يبدو أن الآلهة قد غادرت مقر إقامتها منذ زمن طويل، واجتاحت المنطقة رياح النسيان القاتمة".
في عام 1994 تشكلت جمعية ثقافية من شعب أوبوا من أجل الحفاظ على الجزيرة، وتمت استعادة البقايا المقدسة الثرية في ماراي تابوتاباتيا. وبفضل جهود الجمعية الشعبية أدرجت الجزيرة على قائمة اليونسكو، وتم إحياء الروابط الثقافية بين مختلف عناصر مجتمعات المثلث البولينيزي القديم وفي جميع أنحاء منطقة المحيط الهادئ.
اقــرأ أيضاً
تأسس موقع ماراي فعليا عام 1000 ميلادي، وزاد توسعه منذ ذلك الحين، وكان مكاناً للتعليم الديني، حيث يجتمع الكهنة والملاحون من جميع أنحاء المحيط الهادئ لتقديم القرابين للآلهة، وتبادل المعارف والعلوم التي اكتسبوها حول أصل الكون والملاحة في أعماق المحيطات.
تسمى المنطقة المقدسة في الموقع "تي بو"، وهي التي يعتقد سكان الجزيرة أن الآلهة تقيم فيها، وكانت ماراي مخصصة لعبادة "أورو ساد" إله الحياة والموت، وفقاً للأسطورة الشعبية المحلية. وكانت الطبول المعروفة باسم "تايموانا" تستخدم للعزف أثناء تقديم التضحيات البشرية على صخرة بيضاء قريبة من الشاطئ.
تأسس تحالف ديني بين تابوتابوتيا مع الجزر المحيطة بها، وشمل هذا التحالف جزر كوك وأوسترالس في هاواي، وأنشِئت المعابد المشابهة لماراي على تلك الجزر. ووضعت على كل جزيرة صخرة تقدم عليها القرابين، لتشبه الموقع الأصلي، ولتكون صلة روحية بين مختلف الكهنة من الجزر المتحالفة، بينما كان الكهنة يجتمعون بصفة دورية في ماراي ليشاركوا في التضحيات البشرية للآلهة.
ويروي المؤرخون أن هذا التحالف الديني تحطم ذات مرة عندما اندلع القتال بين المجتمعين في مراسم دينية، وفيه قُتل كبار الكهنة الذين كانوا يمثلون التحالف. فرّ كثير من الناس من الجزيرة، ولم تنجح الجهود التي بُذلت لتدارك ما حدث وإعادة الشمل. وفي عام 1763 هاجم المقاتلون من جزيرة بورابورا، جزيرة توبايا وهزموا أهلها ونهبوا الجزيرة. ولم يكتفوا بذلك بل امتد الأمر لتدمير بيوت الآلهة في تابوتاباتيا وتدمير المنصة الخاصة بالقرابين وقطع الأشجار التابعة لمقر الإقامة.
في عام 1769 وصل إلى الجزيرة جيمس كوك وجوزيف بانكس والدكتور دانيال سولاندر، على متن السفينة إنديفور مبعوثين من ملك المملكة المتحدة جورج الثالث، واستولوا على الجزر المتجاورة. كان الأمر تحقيقاً لنبوءة كاهن إحدى الجزر أن شعباً جديداً سيصل على متن زوارق، ويستولي على الجزر.
ويكتب السير، بيتر هنري بوك، عام 1929 عن أحوال تابوتاباتيا، بعد أن وجد موقعها مقفراً، فلا قرع طبول في المعابد ولا صراخ من السكان تحية لرؤية الملك، ولا هياج تحية للقرابين البشرية. بل نمت الأعشاب البرية على أفنية المعابد، وتهدمت أحجار المذابح المقدسة. ويقول: "يبدو أن الآلهة قد غادرت مقر إقامتها منذ زمن طويل، واجتاحت المنطقة رياح النسيان القاتمة".
في عام 1994 تشكلت جمعية ثقافية من شعب أوبوا من أجل الحفاظ على الجزيرة، وتمت استعادة البقايا المقدسة الثرية في ماراي تابوتاباتيا. وبفضل جهود الجمعية الشعبية أدرجت الجزيرة على قائمة اليونسكو، وتم إحياء الروابط الثقافية بين مختلف عناصر مجتمعات المثلث البولينيزي القديم وفي جميع أنحاء منطقة المحيط الهادئ.