أظهر استطلاعان للرأي العام أجريا في الولايات المتحدة واليابان، تبايناً واسعاً في آراء الأميركيين واليابانيين، إزاء التهديد النووي الذي تشكله كوريا الشمالية، رغم اتفاق غالبية المستطلعين في البلدين على أن "بيونغ يانغ هي الخطر الأول، الذي يهدد الأمن القومي في واشنطن وطوكيو، على حد سواء".
واللافت في نتائج استطلاع اليابان، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتُبر بالنسبة لأكثر من خمسين في المائة من اليابانيين، ثاني رئيس في العالم يمثل خطراً كبيراً على طوكيو والعالم، بعد الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون.
وفي السياق، ناقشت ندوة نظمها معهد "بروكينغز" للأبحاث في واشنطن، نتائج الاستطلاعين، بالإضافة إلى الخيارات المطروحة في كل من واشنطن وطوكيو، لإنهاء الأزمة في شبه الجزيرة الكورية.
واستعرض الباحث والأستاذ في جامعة ميريلاند، شبلي تلحمي، نتائج الاستطلاعين، فأشار إلى اختلاف كبير بين النظرتين الأميركية واليابانية لاحتمالات الحرب في شبه الجزيرة الكورية، وكيفية التعامل مع التهديد النووي الكوري الشمالي.
وفيما أيد 33% من الأميركيين استخدام الخيار العسكري، في حال استمرت محاولات بيونغ يانغ لحيازة أسلحة نووية، لم تصل نسبة المؤيدين لهذا الخيار بين اليابانيين إلى العشرة في المائة.
من النتائج اللافتة أيضاً في الاستطلاعين، أن الأميركيين أكثر حماسة لامتلاك اليابان سلاحا نوويا، من اليابانيين أنفسهم.
ومع أن نسبة اليابانيين المؤيدين خيار النووي لم تتجاوز 12%، إلا أنها حسب يوشي كودو، مدير مركز الأبحاث الياباني THE GENRON، نسبة عالية، مقارنة بنتائج استطلاعات رأي أجريت في اليابان، خلال السنوات الماضية، حيث لم تتجاوز نسبة المؤيدين للتسلح النووي الخمسة في المائة.
ورأى الباحث الياباني في ذلك تحولا خطيرا في الثقافة السياسية في اليابان المناهضة للحرب، والتي سادت بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، بعد استخدام الولايات المتحدة السلاح النووي ضد مدينتي هيروشيما وناكازاكي.
كذلك لفت إلى صدمة وسط الرأي العام الياباني، الذي تربى على ثقافة السلام ومعاداة الحرب، بالموقف الأميركي الرسمي والشعبي، من مسألة حيازة اليابان سلاحا نوويا.
أربعة خيارات عسكرية مطروحة في واشنطن
بدوره، تحدّث الباحث في مركز بروكينغز، مايكل أوهانلون، عن أربعة خيارات عسكرية محدودة مطروحة في دوائر القرار في واشنطن، منها خيار منع كوريا الشمالية بالقوة من إجراء أي تجربة جديدة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وقيام الولايات المتحدة بتدمير الصواريخ التي تحاول بيونغ إطلاقها خلال التجارب.
والخيار الثاني، هو توجيه ضربات عسكرية محدودة تستهدف المنشآت النووية في كوريا الشمالية.
أما الخيار الثالث، فهو فرض حصار بحري كامل على كوريا الشمالية، تشارك فيه سفن من البحرية الأميركية ومن البحرية الكورية الجنوبية.
في حين كان الخيار الأخير هو اغتيال الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون شخصيا، وشن غارات على الأماكن المحتمل تواجده فيها، على غرار الغارات الأولى التي شنتها الطائرات الأميركية على بغداد في بداية حرب العراق، والتي كان هدفها الأساسي اغتيال الرئيس العراقي السابق صدام حسين.