تجددت الاشتباكات، أمس الثلاثاء، بين مسلحين مؤيدين لـ"المؤتمر الوطني" الليبي وبين "قوات الصاعقة" المؤيدة للواء المتقاعد خليفة حفتر، وذلك بعد سيطرة المسلحين على معسكر "36 صاعقة"، والاستيلاء على محتوياته من الأسلحة بمختلف أنواعها والعربات. وفجر اليوم الاربعاء، قصفت قوات تابعة لـ"فجر ليبيا" معسكر النقلية الذي تسيطر عليه ميليشيات "القعقاع" و"الصواعق" في محيط مطار طرابلس الدولي.
وكانت مجموعة من "قوات الصاعقة" قد شنت هجوماً على "المعسكر 36" في محاولة لاسترجاعه، وصد المسلحون الهجوم. فيما انفجرت سيارتان يُعتقد أن بهما انتحاريين ببوابة "الصاعقة" الرئيسة في منطقة بوعطني في بنغازي وسقط عدد من القتلى والجرحى.
وقام المسلحون المؤيدون لـ"المؤتمر الوطني" بتمشيط بعض الجيوب المسلحة المؤيدة لحفتر في بنغازي، صباح الثلاثاء، في خطة قال عنها أحد قادة المسلحين، لـ"العربي الجديد"، إنها تهدف لتطهير بنغازي من كل عناصر الميليشيات المسلحة من عناصر حفتر، تمهيداً للسيطرة على كل المواقع العسكرية التي تُهاجم منها الأحياء السكنية والمدنيين ببنغازي.
وتضررت محطات الكهرباء في منطقة سيدي فرج وبوعطني جراء الاشتباكات في بنغازي، بحسب تصريح مدير دائرة تشغيل محطات الكهرباء الشرقية عوض قطيش، مما ساهم بشكل كبير في قطع التيار الكهربائي عن أحياء ببنغازي لساعات طويلة.
من جهتها، طلبت غرفة عمليات "فجر ليبيا"، من سكان المنطقة الواقعة على طول طريق مطار العاصمة الليبية طرابلس مغادرة منازلهم، واعتبار ذلك الشريط منطقة عمليات عسكرية في خطوة ترمي إلى شن هجوم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة ومنها الدبابات على معسكر النقلية المجاور لمطار طرابلس الدولي وطرد ميليشيات "القعقاع" و"الصواعق" منه.
وقالت غرفة العمليات في بيان، صدر الثلاثاء، إنها تنفي ما رددته قناة "العاصمة" التلفزيونية التابعة لحزب "تحالف القوى الوطنية" برئاسة محمود جبريل، من أنها اشترطت تعطيل مجلس النواب المنتخب مقابل إيقاف العمليات العسكرية.
وأضافت الغرفة أن غاية عملية "فجر ليبيا" هي "تفكيك قوة الثورة المضادة التي عاثت في اﻷرض فساداً وروعت المواطنين وانتهكت الكثير من مؤسسات الدولة بدليل عشرات المكالمات والتسجيلات المنشورة التي استمع إليها كل الليبيين، والوقوف في وجه محاولات حفتر، بنقل عملياته التي تقتل الليبيين إلى العاصمة بعد اندحارها في بنغازي الثورة".
هذا وقد أعلنت حكومة تسيير الأعمال برئاسة عبد الله الثني، عن تشكيل لجنة مكونة من وزارات الصحة، الاقتصاد، الشؤون الاجتماعية، الحكم المحلي، والإسكان والمرافق، بالتعاون مع عميد بلدية قصر بن غشير، لتقييم الأضرار الناتجة عن العمليات العسكرية في طرابلس والتي تسببت بسقوط صواريخ على المنطقة، وتقديم المساعدات الطبية وإمكانية تعويض الأهالي عن الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم.
على صعيد آخر، لا تزال مشاورات دول جوار ليبيا مستمرة، في ظل تجنب الحديث عن التدخل العسكري. إذ أعلن بيان للحكومة الجزائرية أن رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة التقى، الثلاثاء، رئيس الوزراء الجزائري عبد الملك سلال، للتباحث في الوضع الأمني المشترك بين البلدين وتعزيز قواتهما المشتركة على حدودهما مع ليبيا.
فيما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الثلاثاء، في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري، إن بلاده غير مسؤولة عن الأحداث الجارية في ليبيا وخصوصاً الوضع الأمني المتردي، مشيراً إلى أن بلاده تعمل ضمن إطار إقليمي ودولي لمساعدة ليبيا على حفظ الاستقرار والأمن فيها.
فيما رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بإعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات النتائج النهائية لانتخابات مجلس النواب، ودعت البعثة، البرلمان الجديد إلى تحسين ظروف الانتقال السلمي للسلطة من "المؤتمر الوطني" العام في أقرب فرصة. وجددت بعثة الأمم المتحدة التزامها دعم المؤسسات الشرعية في تأدية مهامها وتحمل مسؤولياتها الوطنية في بناء دولة القانون وصون الوحدة الوطنية وتحقيق الاستقرار.