تجددت الاشتباكات المتقطعة بين مسلحين من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وآخرين من الموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في صنعاء عصر اليوم الخميس، بالتزامن مع مهرجان نظمه الحوثيون احتفاءً بذكرى "المولد النبوي"، فيما شهدت عدن مهرجاناً نظمه ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، إحياء لذكرى "الاستقلال".
وأفاد سكان، لـ"العربي الجديد"، بأن إطلاق نار سُمع قرب الحي السياسي، من جهة شارع الجزائر في صنعاء، حيث وقعت اشتباكات، أمس، بين مسلحين من الحوثيين وآخرين من الموالين لصالح، ولم يتسن على الفور معرفة مزيد من التفاصيل حول الاشتباكات.
وجاء سماع إطلاق نار، بالتزامن مع تنظيم الحوثيين لمهرجان حاشد في ميدان السبعين بصنعاء، إحياء لذكرى "المولد النبوي"، وهو المهرجان، الذي بدأ الحوثيون بتحضيراته منذ أيام.
وكانت صنعاء قد شهدت، أمس، اشتباكات بين الحوثيين ومسلحين من القوات المولية لصالح، تفجرت بعد اقتحام الحوثيين لـ"جامع الصالح"، الذي تحرسه قوات موالية للأول، وتطورت إلى اشتباكات عند منزل لنجل شقيق صالح، ونقاط أخرى قريبة من "السبعين".
في عدن، نظم ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعوم إماراتياً، والذي يتبنى الدعوة لانفصال جنوب اليمن عن شماله، مهرجاناً حاشداً، بالذكرى الـ50 لاستقلال جنوب البلاد، من الاستعمار البريطاني في الـ30 من نوفمبر/تشرين الثاني1967.
واحتشد المشاركون في ساحة منطقة كريتر في عدن، ورفعوا راية الشطر الجنوبي لليمن قبل الوحدة، ولافتات تؤيد ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي"، الذي تأسس بدعم إماراتي في مايو/أيار الماضي.
وفي وقتٍ سابق اليوم، ألغت الحكومة اليمنية مهرجاناً كان من المقرر أن تقيمه في أحد المعسكرات ويتخلله عرض عسكري، بذكرى "الاستقلال"، وجاء الإلغاء، بعد اعتراض قوات مما يُعرف بـ"الحزام الأمني" لموكب رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، ومنعه من قبلها من الوصول إلى المنطقة المحددة لإقامة المهرجان.
وأكّدت مصادر محلية في عدن، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات الحماية الرئاسية الموالية للحكومة الشرعية وللرئيس عبدربه منصور هادي، نشرت، اليوم الخميس، نقاط تفتيش على شوارع وتقاطعات في عدن، بعد تفجر اشتباكات بينها وبين ما يُعرف بـ"قوات الحزام الأمني"، المدعومة إماراتياً، والتي اعترضت موكب رئيس الحكومة، الأمر الذي تسبب بإلغاء الفعالية التي كان من المقرر أن تنظمها الحكومة في ذكرى الاستقلال.
واندلعت الاشتباكات، صباح اليوم، في منطقة البريقة، التي كان موكب رئيس الحكومة متوجهاً إليها، لحضور حفل رسمي وعرض عسكري يُقام في أحد معسكرات الجيش الموالية للشرعية، قبل أن تتدخل وساطة لإيقاف الاشتباكات. وأعلن بن دغر رسمياً إلغاء الاحتفال، قائلاً "لا نقبل سفك الدماء لكي نحتفل؛ لن نحتفل وهناك من يرى في احتفالنا بالذكرى الـ50 للاستقلال مشكلة".
ووجّه بن دغر، في تغريدة على موقع "تويتر"، القوات الموالية لحكومته بالانسحاب، مضيفاً "لتعود القوات المسلحة إلى مواقعها وعلى المتقطعين أن يدركوا أننا لا نرغب في المواجهة مع أحد أي أحد، شعارنا الحوار ومراعاة الوضع العام، هناك عدو أمامنا وفي أوساطنا عدو آخر، يقتل للقتل فقط"، حسب تعبيره.
Twitter Post
|
وكانت الحكومة الشرعية، وفي ظل الغياب الذي تركته الأزمة التي تمر بها البلاد، قد سعت لتنظيم مهرجان رمزي، في مقابل الاستعدادات والتحضيرات، التي شرع فيها ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، لتصدر واجهة إحياء المناسبة، التي يستثمرها المجلس لإثبات حضوره، على حساب الحكومة وحضورها الهش في المناطق الجنوبية.
وعلى المستوى الرسمي، غابت إلى حد كبير مظاهر الاحتفال بالذكرى الـ50 للاستقلال، أو ما يوصف بـ"عيد الجلاء" ذكرى رحيل آخر جندي للمستعمر البريطاني عن جنوب اليمن في الـ30 من نوفمبر/تشرين الثاني1967، وكان من المفترض أن يتم إحياؤها بصورة استثنائية بوصفها "اليوبيل الذهبي"، لكن الأوضاع التي تمر بها البلاد، أثرت على مستوى الاحتفال بالمناسبة، باستثناء الخطابات الرسمية والتهاني التي تلقاها الرئيس ومسؤولون في الحكومة الشرعية، من الهيئات الرسمية أو الدول الأخرى.