واصل طيران النظام السوري، صباح اليوم الأحد، قصفه لمدينة الزبداني شمال غربي دمشق، فيما يتصاعد الحديث عن وجود مفاوضات تجري بسرية تامة، ترعاها الأمم المتحدة، للوصول إلى حل في المدينة المحاصرة من قبل النظام و"حزب الله"، وبلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، المحاصرتين من قبل مقاتلي "جيش الفتح".
وأكد ناشطون في الزبداني لـ"العربي الجديد"، أن الطيران الحربي، شن خمس غارات مستهدفاً وسط المدينة التي ما زالت المعارضة تحكم السيطرة عليها بالكامل، بعد فشل جميع محاولات الاقتحام السابقة.
وبعد ثلاثة وعشرين يوماً من بدء حملة قوات النظام و"حزب الله"، على المدينة، زاد الحديث أخيراً عن مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة، حيث كشفت مصادر سورية مطلعة، وهي على اتصال بالأمم المتحدة لـ"العربي الجديد"، عن تواصل التحركات التي تقوم بها المنظمة الدولية، حول إمكانية التوصل إلى حل، يوقف النظام و"حزب الله" بموجبه استهداف الزبداني، مقابل أن تُنهي المعارضة حملة القصف على كفريا والفوعة، التي بدأتها في الخامس عشر من هذا الشهر.
وأوضحت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها، أن الاتصالات تجري بسرية تامة، وأن الأمم المتحدة تحركت بهذا الخصوص، بعد أن بدأ "جيش الفتح" باستهداف كفريا والفوعة بريف إدلب، لافتة إلى الزيارة التي قام بها، المبعوث الأممي الخاص لسورية، ستيفان دي ميستورا إلى دمشق قبل ثلاثة أيام، بعد ساعات من تصريح له، انتقد فيه استخدام النظام للبراميل المتفجرة ضد أهداف مدنية بخاصة في الزبداني.
ولا تُعرف حتى اللحظة على وجه التحديد، البنود أو النقاط التفصيلية التي يجري بحثها في المفاوضات حول المدينة، ولكن يتضح من سياق التطورات، أن قوات النظام و"حزب الله" انكفأت مؤخراً وقلصت محاولات الاقتحام البرية، التي فشلت جميعها بالسابق، ويبدو أن ذلك يأتي، بانتظار ما ستتمخض عنه المحادثات الجارية حالياً برعاية أممية.
لكن مصدراً مقرباً من الأطراف التي تتواصل معها الأمم المتحدة، كشف لـ"العربي الجديد" أن "إيران على ما يبدو تطالب بخروج المقاتلين من الزبداني" وهو ما يرفضه هؤلاء بشدة، بخاصة أنهم أبناء المدينة أساساً.
وكانت مصادر مطلعة في دمشق، أبلغت "العربي الجديد" في وقت سابق، أن مساعي دي ميستورا، في تحقيق اختراق بالمسار السياسي من بوابة التطورات الميدانية (وبخاصة في الزبداني)، لم تلاقِ نجاحاً كبيراً بسبب عدم تحكّم النظام في دمشق بكل مجريات الأمور الميدانية واستحواذ "حزب الله" وإيران على القرار الميداني في معظم المعارك.
وفي وقت سابق، قال المتحدث الرسمي باسم "حركة أحرار الشام الإسلامية"، أحمد قره علي لـ"العربي الجديد"، إن "استهداف بلدتي كفريا والفوعة مستمر"، مشيراً إلى أنه "يوجد تواصل مع الأمم المتحدة" في هذا الخصوص.
وفي هذا السياق، نشر "المجلس المحلي لمدينة الزبداني" أمس الأول الجمعة بياناً قال فيه "إن الجناح السياسي لحركة أحرار الشام هو المفوض من قبلنا للتفاوض باسم المدنيين المحاصرين في الزبداني والفصائل الثورية المسلحة العاملة" مؤكداً وجود "ألف عائلة محاصرة في الزبداني تم قطع المساعدات الإنسانية عنها من قبل نظام بشار الأسد وحلفائه منذ عدة أشهر".
كما أبدى البيان استغرابه لـ" دور الأمم المتحدة الذي وقف عاجزاً عن منع هذه الإبادة الجماعية بالأسلحة المحرمة دولياً بحق الأهالي بالزبداني، في الوقت الذي سارعت فيه الأمم المتحدة إلى التوسط من أجل تسليم المدينة للنظام وحلفائه، وإخراج أهلها المقاتلين والمدافعين عن أرضهم وبيوتهم وعرضهم"، مضيفاً أن "بعض أعضاء فريق دي ميستورا وإن كنا لا نعتبرهم بسكوتهم وتصرفاتهم يمثلون السيد دي ميستورا ولا الأمم المتحدة، قد تجاوزا حدود عملهم وصلاحياتهم ليكونوا مؤثرين في صالح النظام وحلفائه".
وأكد البيان أن "ما يقوم به الثوار في الشمال من استهداف للقوات العسكرية لنظام الأسد والمليشيات الإيرانية في الفوعة وكفريا هو أفضل طريقة لمنع إبادة المدنيين في الزبداني في ظل التواطؤ الدولي ضد الزبداني والشعب السوري بشكل عام".
وبمجمل الأحداث الأخيرة، يبدو أن الأيام المقبلة، قد تشهد تطوراً جديداً، سيكون دبلوماسياً في حال نجحت الجهود الأممية بهذا السياق، أو تصعيداً عسكرياً إذا ما تعثرت المفاوضات، الرامية لإنهاء معركة، باتت تأخذ اهتماماً محلياً وإقليمياً كبيراً.
اقرأ أيضاً الأسد: الجيش يعاني نقصاً وقد يضطر للتخلي عن مواقع