تجدّدت التظاهرات الشعبية الغاضبة في عدد من محافظات جنوب العراق، احتجاجا على تردي الخدمات، وسط إجراءات أمنية مشدّدة، بينما كثّف رئيس الحكومة حيدر العبادي محاولاته لامتصاص غضب الشارع.
وقالت مصادر متطابقة في البصرة لـ"العربي الجديد"، إنّ "العشرات من أهالي مدينة أبي الخصيب بمحافظة البصرة، خرجوا عصر اليوم، بتظاهرة وسط المدينة احتجاجا على تردي الخدمات"، مبينين أنّ "المتظاهرين الغاضبين تمركزوا وسط المدينة، حاملين شعار لافتات
تطالب بتحسين الخدمات، ورددوا شعارات تطالب الحكومة بتلبية مطالب الشعب المشروعة".
من جهته، أكد أحد قادة تظاهرات البصرة، حاتم السعد، لـ"العربي الجديد"، أنّ "التظاهرات الشعبية في المحافظة ستستمر حتى تحقيق مطالبنا المشروعة"، مبينا أنّ "الحكومة حتى الآن لا تبدو جدية بتنفيذ مطالبنا".
وأكد، أنّ "أهالي البصرة لن يسكتوا بعد اليوم على تجاوز حقوقهم، وأنّ تظاهراتنا السلمية هي سلاحنا لإعادة الحقوق، التي نهبتها أحزاب السلطة"، داعيا الحكومة الى "إبداء جدية أكثر تجاه مطالب المتظاهرين".
وفي الديوانية، خرج المئات من الأهالي بتظاهرة حاشدة أمام مبنى الحكومة المحلية في المحافظة، والذي تحيط به القوات الأمنية من كل الجوانب.
وردد المتظاهرون شعارات "لا للفساد"، و"لا لسرقة أموال الشعب"، و"كفاكم سرقة باسم الدين"، وغيرها من الشعارات.
وتأتي هذه التظاهرات في وقت نشرت فيه الحكومة تعزيزات عسكرية ووحدات من الجيش والشرطة، في عموم محافظات جنوب العراق، لتأمين الدوائر الحكومية، خوفا من اقتحامها من قبل المتظاهرين الغاضبين.
في الأثناء، يواصل رئيس الحكومة حيدر العبادي، مساعيه لاحتواء التظاهرات، وامتصاص غضب الشارع العراقي، حيث ترأس الاجتماع الأول لخلية الأزمة الخدمية والأمنية التي شكّلت أمس، بحضور الوزراء والمسؤولين.
وبحسب بيان لمكتبه، أكد العبادي خلال الاجتماع، "أهمية تنسيق الجهود وأن يكون العمل حقيقيا كي يكون الأداء بشكل صحيح"، مبينا أنّ "الأمن يصب في مصلحة الخدمات والعكس صحيح".
وأضاف أنّ "ضعف المتابعة لم ينجز العديد من المشاريع التي وصلت إلى مراحل متقدمة، وتقدم خدمة كبيرة للمواطنين في مجال الخدمات الأساسية للماء والكهرباء والصحة والمدارس، وتوفير فرص العمل"، ووجه بـ"متابعة المشاريع المتلكئة لإنجازها بأسرع وقت، والتعاون بين الوزارات والحكومات المحلية وجميع المؤسسات ووضع الحلول".
وقرر الاجتماع "إعداد كشوفات سريعة ودقيقة للوقوف على احتياجات المواطنين، والعمل الفوري على إعادة العمل بالمشاريع الخدمية غير المكتملة في ضوء الكشوف المشتركة بين الجهات ذات العلاقة".
ويسعى العبادي من خلال خلية الأزمة التي شكّلها أمس، إلى تلبية مطالب المتظاهرين وامتصاص غضب الشارع العراقي.