المحلل والناشط السياسي في عدن، سعيد بكران، رأى أنّ صالح يخوض حرباً تهدد وجوده، من الطبيعي أن يحارب وبكل ما يملك من أوراق، وهو توعد الحكومة اليمنية وقوات التحالف بجعلهم يحفرون قبوراً كثيرة، وتعهد أكثر من مرة بقتال ليس له مثيل.
وقال بكران لـ"العربي الجديد" إن "تنظيم الدولة أعلن مسؤوليته عن الهجوم، لكن يبدو توقيت الهجوم له علاقه مباشرة بالأحداث في مأرب وحول صنعاء، وكل المؤشرات تقول ذلك، من ضمنها ما تداوله كثير من أتباع صالح منذ يومين عن أخبار سارة، ومنها ما ورد في حساب منسوب لياسر اليماني المقرب من المخلوع".
وأوضح أنه لا يمكن أن يؤثر هذا الهجوم على عمليات التحالف العربي في اليمن، لأن من أهداف التحالف منع تمدّد "الدولة الإسلامية" (داعش).
اقرأ أيضاً: 15 عنصراً من "المقاومة" و"التحالف" سقطوا بعدن ...والحكومة باقية
بدوره، اعتبر المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي أن الهجمات على المقر المؤقت للحكومة في عدن حلقة من حلقات المواجهة المسلحة بين الحكومة والانقلابيين على الرغم من أنها نفذت بأدوات إرهابية.
وقال لـ"العربي الجديد" "لا أعتقد أن هذه الهجمات ستؤثر على أولويات الحكومة، وعلى مهمتها الأساسية في استعادة الدولة، ولن تؤثر على مهمة التحالف وعلى سير المعارك في مأرب أو في تعز".
كذلك أوضح أنّ هذه الهجمات نفذت من ثغرات تسبب فيها الوضع المنفلت في عدن، وعدم وضوح الرؤية بشأن الجهة التي تسيطر على عدن.
وبحسب التميمي فإنّ الهجوم الصاروخي على المقر المؤقت للحكومة في عدن أمر متوقع، لكنه لن يغيّر من أولويات الحكومة ولن يعيدها إلى الرياض، وأضاف "إنّ الشيء الذي يبعث على الاطمئنان، هو أنّ قوات التحالفات كانت متحسبة لعمل إرهابي كهذا، ولهذا نصحت الرئيس هادي بالبقاء فترة إضافية في المملكة".
كذلك، لفت إلى أن الدرس الذي يتعيّن استيعابه هو أن أمن عدن مرهون بالتخلص من التواجد العسكري لمليشيات وقوات المخلوع والعصابات المرتبطة بهما في إقليمي عدن والجند، ناصحاً المقاومة الجنوبية بأن تؤجل مظاهرات الرواتب في عدن إلى أن يتم التأكد من أن ساحة العروض آمنة تماماً.
بدورها، قالت الناشطة اليمنية، توكل كرمان، الحائزة على نوبل للسلام في تعليقها على العملية: "تنظيم "داعش" الإرهابي في اليمن أعلن مسؤوليته عن التفجيرات التي طاولت مقر الحكومة اليمنية والتحالف العربي بعدن".
وأضافت كرمان على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "طالما قلنا إن القاعدة في اليمن صُنِعت واستُنسِخت ومُوِّلت وأُديرَت من قبَل المخلوع صالح وأجهزة أمنه واستخباراته.. ولا تزال".
وكان حزب "المؤتمر الشعبي العام"، والذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، قد كتب في تعليقه على سيطرة قوات الشرعية والتحالف على مضيق باب المندب، السبت، محذراً من سيطرة داعش والتنظيمات الإرهابية وخطرها على أمن وسلامة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب.
وأعلن تنظيم ما يسمى "الدولة الاسلامية" (داعش) ولاية عدن، مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر إقامة حكومة خالد بحاح في مدينة عدن، صباح اليوم الثلاثاء.
اقرأ أيضاً: "داعش" يتبنى هجمات عدن وينشر صور الانتحاريين
إلى ذلك، كان الناطق باسم قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، العميد أحمد عسيري، قد اتهم الرئيس اليمني المخلوع علي صالح ومليشيات الحوثي بإعطاء الفرصة لعناصر "القاعدة" و"داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية للتواجد في اليمن بهدف إسقاط الدولة.
وقال عسيري، في تصريحات، إن سبب تواجد القاعدة جاء نتيجة ممارسات المخلوع علي عبدالله صالح السابقة، والمليشيات الحوثية، بهدف إضعاف الدولة وإسقاط هيبتها وسرقة مقدراتها، مشيراً إلى أنهما أعطيا الفرصة للقاعدة و"داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية للتواجد على الأراضي اليمنية.