19 سبتمبر 2016
تحت النيران الروسية الإيرانية
عبد الله أفتات (المغرب)
بعد ساعات من ضربات الطيران الروسي العدوانية على مواقع داخل الأراضي السورية، ظهرت النيات الحقيقية لهذا العدوان الغاشم الذي تقول وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم بتنسيق مع جيش دولة الكيان الصهيوني، الذي كان على علم بتفاصيل العملية قبل انطلاقتها، حيث تأكد أن القنابل استهدفت مواقع للمعارضة السورية المعتبرة، وفي مقدمتها مواقع الجيش السوري الحر، ما يعني ببساطة إنقاذ نظام بشار الأسد الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من السقوط الذي أجلته إيران مرات عديدة، بسبب الوجود القوي على الميدان لقوات وضباط من الحرس الثوري.
وبدا واضحا عدم اعتراض الكيان اللقيط على هذه العمليات التي أصابت مواقع التنظيمات المسلحة المعارضة التي توصف "معتدلة"، وأوردت لصحف الصهيونية معطيات توضح أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قدم خدماته المتعلقة بالمعطيات والمعلومات التي تتوفر لديه بحكم معرفته بالمنطقة إلى قادة الجيش الروسي، ليتأكد أن المستهدف ليس ما يسمى "داعش"، كما زعمت موسكو، بل المعارضة التي تقاتل من أجل إطاحة الأسد الذي يقتل شعبه الذي يطالب بالديمقراطية والحرية والكرامة، بالبراميل الكيماوية بدعم نوعي من إيران .
بعد هذه الضربات المستمرة، اكتملت الصورة الميدانية التي تعتمد على اقتسام الأدوار بين روسيا القيصرية وإيران الفارسية، فإذا كانت روسيا قد فرض عليها الغطاء والعدوان الجوي، فإن إيران وأدواتها في المنطقة (الحرس الثوري، ميلشيا حزب الله اللبناني، وحديث عن قوات عراقية..) قد عهدت إليها مهمة الوجود البري في محافظة دمشق وبتجهيزات عسكرية نوعية، بل وصلت درجة وجود الحرس الثوري الإيراني إلى قيادة المفاوضات المرحلية مع فصائل إسلامية مسلحة معارضة، كما كشف عنه ذلك تنظيم "أحرار الشام" في منطقة الزبداني الاستراتيجية التي تتيح للمسيطر عليها التحكم في الحدود السورية اللبنانية.
ويجري العدوان الروسي وسط ترحيب كبير وغير مسبوق من المكونات والأطراف الشيعية في المنطقة، إيران، وحكومة العراق، وحزب الله، وبشار الأسد، وميلشيا الحوثي في اليمن.. ليبقى السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح، لماذا تنتقد إيران التدخلات المرفوضة طبعا للولايات المتحدة ولفرنسا، وترحب، بل تطالب، بتدخل عسكري روسي في سورية والعراق؟
بدا العدوان الروسي واضحا أنه جاء بعد أن اشتد الحصار على العاصمة دمشق، وخنقتها التنظيمات المسلحة المعارضة المعتبرة التي تريد إقامة نظام ديمقراطي، من كل الجوانب والمداخل، وأصبحت القوات المتبقية من نظام الأسد على شفا حفرة، كما أن قوات الحرس الثوري لم تعد مستعدة لتكبد خسائر بشرية جديدة، خصوصاً بعد أن تذوقت الصمود الأسطوري لهذه التنظيمات، على الرغم من ضعف إمكاناتها والتكالب غير المعلن للقوى الدولية التي أصبحت ترى في بشار الأسد "رجل المرحلة"، وكلنا تابعنا كيف تغيرت المواقف، بعد الاتفاق النووي الذي كانت القضية السورية أبرز مضامينه .
وعلى الرغم من كل هاته الغارات العدوانية ضد المعارضة المسلحة المعتدلة، وعلى الرغم من زيادة أعداد جنود الجيش الإيراني بكل تشكيلاته، وعلى الرغم من تكالب القوى الدولية المتشدقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وعلى الرغم من أن إيران تعتبر نظام الطاغية الأسد حياة أو موتاً، فإن التنظيمات المعارضة المسلحة قادرة على الصمود، وقادرة على دحر كل هؤلاء الطغاة من العاصمة. والتاريخ يؤكد أن سورية قد تكون مقبرة جديدة لهؤلاء الغزاة، خصوصاً أن قوى إقليمية أعلنت صراحة دعمها المعارضة المسلحة المعتبرة، بالمال والسلاح من جهة، ولأنها تقاتل من أجل قضية عادلة عنوانها الكرامة والحرية من جهة ثانية، عكس الطرف الآخر الذي بدا الارتباك واضحا في سلوك جنوده، أخيراً، كما أن العائلات اللبنانية تطالب ميلشيا حزب الله بسحب أبنائها من سورية وإرجاعهم، مع العلم أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، خصوصاً أن الجثامين بدأت تصل إلى لبنان تباعا، كما أشارت إلى ذلك تقارير إعلامية رصينة، بالإضافة إلى أن الأحداث والمستجدات المتسارعة في اليمن، وتقدم قوات الشرعية نحو العاصمة، أعطتهم دفعة نفسية ومعنوية، أعادت إليهم الأمل لإسقاط الدكتاتور السوري الذي أصبح غير مرغوب فيه، عربياً وكذا إسلامياً، من معظم الدول التي توسعت دائرتها، وشكلت من داخلها تحالفاً لدعم المعارضة السورية، على الرغم من ملاحظاتنا المتعددة عليه، إلا أنه يبقى التحالف الأنسب للمرحلة.
بعد هذه الضربات المستمرة، اكتملت الصورة الميدانية التي تعتمد على اقتسام الأدوار بين روسيا القيصرية وإيران الفارسية، فإذا كانت روسيا قد فرض عليها الغطاء والعدوان الجوي، فإن إيران وأدواتها في المنطقة (الحرس الثوري، ميلشيا حزب الله اللبناني، وحديث عن قوات عراقية..) قد عهدت إليها مهمة الوجود البري في محافظة دمشق وبتجهيزات عسكرية نوعية، بل وصلت درجة وجود الحرس الثوري الإيراني إلى قيادة المفاوضات المرحلية مع فصائل إسلامية مسلحة معارضة، كما كشف عنه ذلك تنظيم "أحرار الشام" في منطقة الزبداني الاستراتيجية التي تتيح للمسيطر عليها التحكم في الحدود السورية اللبنانية.
ويجري العدوان الروسي وسط ترحيب كبير وغير مسبوق من المكونات والأطراف الشيعية في المنطقة، إيران، وحكومة العراق، وحزب الله، وبشار الأسد، وميلشيا الحوثي في اليمن.. ليبقى السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح، لماذا تنتقد إيران التدخلات المرفوضة طبعا للولايات المتحدة ولفرنسا، وترحب، بل تطالب، بتدخل عسكري روسي في سورية والعراق؟
بدا العدوان الروسي واضحا أنه جاء بعد أن اشتد الحصار على العاصمة دمشق، وخنقتها التنظيمات المسلحة المعارضة المعتبرة التي تريد إقامة نظام ديمقراطي، من كل الجوانب والمداخل، وأصبحت القوات المتبقية من نظام الأسد على شفا حفرة، كما أن قوات الحرس الثوري لم تعد مستعدة لتكبد خسائر بشرية جديدة، خصوصاً بعد أن تذوقت الصمود الأسطوري لهذه التنظيمات، على الرغم من ضعف إمكاناتها والتكالب غير المعلن للقوى الدولية التي أصبحت ترى في بشار الأسد "رجل المرحلة"، وكلنا تابعنا كيف تغيرت المواقف، بعد الاتفاق النووي الذي كانت القضية السورية أبرز مضامينه .
وعلى الرغم من كل هاته الغارات العدوانية ضد المعارضة المسلحة المعتدلة، وعلى الرغم من زيادة أعداد جنود الجيش الإيراني بكل تشكيلاته، وعلى الرغم من تكالب القوى الدولية المتشدقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وعلى الرغم من أن إيران تعتبر نظام الطاغية الأسد حياة أو موتاً، فإن التنظيمات المعارضة المسلحة قادرة على الصمود، وقادرة على دحر كل هؤلاء الطغاة من العاصمة. والتاريخ يؤكد أن سورية قد تكون مقبرة جديدة لهؤلاء الغزاة، خصوصاً أن قوى إقليمية أعلنت صراحة دعمها المعارضة المسلحة المعتبرة، بالمال والسلاح من جهة، ولأنها تقاتل من أجل قضية عادلة عنوانها الكرامة والحرية من جهة ثانية، عكس الطرف الآخر الذي بدا الارتباك واضحا في سلوك جنوده، أخيراً، كما أن العائلات اللبنانية تطالب ميلشيا حزب الله بسحب أبنائها من سورية وإرجاعهم، مع العلم أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، خصوصاً أن الجثامين بدأت تصل إلى لبنان تباعا، كما أشارت إلى ذلك تقارير إعلامية رصينة، بالإضافة إلى أن الأحداث والمستجدات المتسارعة في اليمن، وتقدم قوات الشرعية نحو العاصمة، أعطتهم دفعة نفسية ومعنوية، أعادت إليهم الأمل لإسقاط الدكتاتور السوري الذي أصبح غير مرغوب فيه، عربياً وكذا إسلامياً، من معظم الدول التي توسعت دائرتها، وشكلت من داخلها تحالفاً لدعم المعارضة السورية، على الرغم من ملاحظاتنا المتعددة عليه، إلا أنه يبقى التحالف الأنسب للمرحلة.
مقالات أخرى
24 اغسطس 2015
06 اغسطس 2015
01 يوليو 2015