تزداد أعباء ومتطلبات النازحين السوريين في فصل الشتاء بسبب البرد والأمطار والأوضاع الصعبة داخل المخيمات، إذ يقع على عاتقهم تأمين ملابس لأطفالهم ووقود للتدفئة أو بدائل عنه، إلى جانب تأمين الحصول على المواد الغذائية الضرورية.
في مخيم قرب بلدة دير حسان في الريف الشمالي الغربي لإدلب، تسكن المهجرة من ريف حمص الشمالي مريم أم أحمد (30 عاما) مع أطفالها الأربعة، وهذا فصل الشتاء الثاني لهم في هذا المخيم، كما قالت لـ"العربي الجديد". وتحدثت عن جزء من متطلبات الحياة اليومية قائلة: "في كل صباح عليّ التفكير بطعام اليوم ويجب أن يكون مناسبا لدخلنا، فزوجي لديه بقالية في المخيم بالكاد يكفي منتوجها لسد حاجاتنا، خاصة هذا العام، إذ ارتفعت الأسعار بشكل كبير، فالخبز والأرز والسكر وغيره، ارتفع ضعف سعره عن العام الماضي، من دون إغفال متطلبات تمدرس أطفالي الثلاثة. الحياة تزداد صعوبة وكل يوم يمضي نتوقع الأسوأ".
أما الناشط الإعلامي خضر العبيد، فقد أكد لـ"العربي الجديد" حاجة النازحين، في تجمع مخيمات أطمة وحارم والدانا وبقية تجمعات ريف إدلب الشمالي الغربي، إلى مواد التدفئة، من وقود أو أخشاب وغيرها من البدائل، فغالبية النازحين هناك ونتيجة الظروف الصعبة التي يمرون بها، لا يمكنهم توفير وقود التدفئة أو بدائله، خاصة أن الأسعار في الوقت الحالي مرتفعة جدا، ونسبة استجابة المنظمات المحلية لموضوع التدفئة ضعيفة.
ويزيد انخفاض درجات الحرارة والعواصف المطرية وموجات الصقيع من معاناة النازحين في مخيمات إدلب، التي بلغ عددها 1152 مخيما، بحسب إحصائيات صادرة عن فريق "منسقو استجابة سورية"، إذ تضم هذه المخيمات نحو مليون نازح، وأكثر من نصف هذه المخيمات عشوائي معرض للتدمير بسبب السيول ويفتقر إلى البنى التحتية من شبكات صرف صحي أو مرافق طبية.
ويشترك نازحو مخيم الركبان، في منطقة المثلث الحدودي بين سورية والعراق، بالمعاناة مع نازحي إدلب أيضا، كون النظام استخدم سياسية التجويع، على مدار عام كامل، في التضييق على النازحين الذين اضطر جزء كبير منهم إلى الرضوخ لتسوية معه، ويقطن المخيم حاليا نحو 12 ألفا من النازحين.
في المقابل، أوضح مراسل "العربي الجديد" في الحسكة أن النازحين في مخيم "واشوكاني"، المقام بالقرب من بلدة توينه في ريف محافظة الحسكة الغربي، يفتقرون إلى أدنى سبل العيش من ماء وطبابة وكهرباء ومواد غذائية، وأغلب النازحين في المخيم وصلوا بما يحملون من ملابس فقط، وهم من مناطق رأس العين وتل أبيض وتل تمر.
وأكد أن قاطني المخيم "يعانون من الظروف المناخية السيئة وقلة الدعم، في ظل غياب كلي للمنظمات الدولية الإنسانية والأممية المعنية، التي ترفض العمل وتقديم المساعدة إلا بالتعاون والتنسيق مع الحكومات الشرعية".
وكانت الأمم المتحدة، على لسان المتحدث الرسمي باسم أمينها العام فرحان حق، قد حذرت أمس الخميس، من موجة صقيع وصفت بالصعبة والشديدة قد يتعرض لها السوريون في الوقت الحالي، مؤكدة حاجتها لـ25 مليون دولار لتلبية احتياجات السوريين خلال هذه الموجة.