وجاء ذلك، عبر محاولة التعبير عنه أخيراً في تقرير وتوصيات "الرباعية الدولية" الذي ساوى بين الضحية والجلاد، وضرب بعرض الحائط جميع القوانين، والمواثيق، والشرائع الدولية، وأعطى ضوءاً أخضر لإسرائيل لاستباحة كل الأراضي الفلسطينية. حسب المكتب.
وأشار المكتب الوطني في تقرير أسبوعي صادر عنه، إلى تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن حكومته ستبذل جهوداً خاصة لتكثيف الاستيطان في مناطق الضفة الغربية، وأصدر توجيهات للوزراء بالعمل معاً لإيجاد السبل الكفيلة بمساعدة المستوطنات.
كما أكد وزير الأمن في حكومة الاحتلال أفيغدور ليبرمان، أنه يعتزم مواصلة البناء في المستوطنات والحفاظ على أمن المستوطنين، على حد تعبيره.
كما صرح الوزير، أنه لا يكفي اتخاذ إجراءات عسكرية في التعامل مع ما سماه "الإرهاب". بل قال، إنه "يجب قطع رأس الأفعى". وسارع إلى الإعلان عن تجديد مخطط بناء استيطاني في "كريات أربع" المقامة على أراضي الخليل عبر بناء 42 وحدة استيطانية جديدة.
كما أعقب ذلك الإعلان عن المصادقة على خطط لبناء نحو 800 وحدة سكنية للمستوطنين في القدس الشرقية المحتلة وفي محيطها.
ووفقاً للتقارير، فإن 560 منزلاً ستقام في "معاليه أدوميم" المستوطنة الكبيرة في الضفة الغربية قرب القدس، و 140 منزلاً في "راموت"، ونحو 100 في "هار حوما"، وفي "بسجات زئيف". وهي مستوطنات تقع على أطراف القدس المحتلة.
إلى ذلك، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن ما يسمى لجنة البناء والتخطيط في القدس المحتلة، ستقر الأسبوع المقبل بناء 100 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة جيلو.
وفي سياق الدعم الحكومي للمستوطنات والمستوطنين، أشار المكتب الفلسطيني إلى مطالبة وزارة مالية الاحتلال لجنة المالية في "الكنيست" الإسرائيلي بتحويل مبلغ 14.5 مليون شيقل (عملة إسرائيلية) بهدف زيادة حراسة المستوطنين والوحدات الاستيطانية المقامة على أراضي الفلسطينيين في الجزء الشرقي من مدينة القدس المحتلة. وشمل الطلب تحويل ميزانيات أخرى للتعليم الديني اليهودي.
في غضون ذلك، كشفت القناة العبرية السابعة، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي خصصت مبلغ 50 مليون شيقل (نحو 13 مليون دولار) لتعزيز البنية التحتية والأمن و"صمود المستوطنين" في مستوطنة "كريات أربع".
من جانبها، قالت صحيفة هآرتس، إن "إسرائيل قررت رفع الموازنة السنوية المقررة لحماية منازل المستوطنين اليهود في القدس لتصل إلى 24 مليون دولار بشكل سنوي حتى نهاية العام. وإن الحكومة الإسرائيلية تخطط لإضافة 40 مليون شيقل إلى ميزانية الأمن للمستوطنين ومنازلهم في القدس الشرقية المحتلة، حيث طالبت وزارة جيش الاحتلال وزارة المالية بتحويل المبلغ".
في الوقت نفسه، ندد المكتب الوطني، بالتحريض الذي أصدره الحاخام اليهودي الأكبر لمدينة صفد شموئيل الياهو، والذي اعتبر فيه الفلسطينيين مجرد "وحوش"، على حد وصفه. وأن "قتلهم والانتقام منهم فريضة دينية". واعتبر المكتب هذه "الفتوى" بمثابة جنوح رجالات الحاخامات نحو التطرف العنصري، الذي يصل حد التحريض على العنف والإرهاب والقتل.
وفي إطار تنامي العنصرية في المجتمع الإسرائيلي، أظهر استطلاع إسرائيلي أن ثلث الإسرائيليين أعلنوا موافقتهم على قيام الاحتلال بضم الضفة الغربية إلى الحكم الإسرائيلي، بشرط حرمان العرب من الحقوق المدنية.