حذر المركز الإعلامي المتخصص بشؤون القدس "كيوبرس"، اليوم الأربعاء، من سعي قوات الاحتلال الإسرائيلي لتدشين ما سماها بالمرحلة الجديدة في حربها على المسجد الأقصى المبارك والمدافعين عنه، مستغلة موسم الأعياد اليهودية.
وذكر "كيوبرس"، في تقرير صادر عنه حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، أنه تم تطبيق ملامح هذه المرحلة الجديدة خلال عيد "رأس السنة العبري"، والذي تزامن مع الفترة من الأحد الماضي حتى يوم أمس الثلاثاء، إذ رصد أهم مشاهد هذه المرحلة وهي محاولة تفريغ الأقصى وتحويله ومحيطه إلى منطقة عسكرية مغلقة.
ولفت التقرير إلى أنه يتم تأمين اقتحام الأقصى للجماعات والشخصيات اليهودية، بمختلف فئاتها، وتأدية بعض الطقوس والصلوات اليهودية أحياناً، فيما رجح "كيوبرس" أن الموقف سيتصاعد في الأيام المقبلة خلال الأعياد المسماة "الغفران" في الأسبوع المقبل، و"العرش" بعد نحو أسبوعين.
ويتضح أن سيناريو الاحتلال المطروح في الفترة الراهنة هو محاولة تكريس التفريغ كمرحلة من مراحل التهيئة لفرض التقسيم الزماني للمسجد الأقصى بقوة السلاح والبطش، إذ إن ملامح محاولة رسم المرحلة الجديدة تمثلت في الإجراءات الميدانية الأمنية، تنفيذاً لقرارات الجهات السياسة ذات الصلة، والتي تمحورت في الثالوث (نتنياهو - يعلون - أردان)، وذلك بمحاربة مشاهد الرباط في الأقصى، وكانت الأحداث خلال الأيام الثلاثة الماضية واضحة بهذه الاتجاه.
هذا الوضع الميداني، خاصة في ما يتعلق بالجامع القبلي من المسجد الأقصى، كان اقتحامه أمراً استثنائياً قلما يحصل في السابق، وحوّل المسجد الأقصى ومحيطه إلى ما يشبه ساحة حرب بين قوات الاحتلال المدججة بالسلاح، وبين المصلين والمعتكفين الذين يحرمون من دخول مسجدهم الأقصى.
وبين "كيوبرس" أنه في غمرة الأحداث، وفي ظل تفريغ غالبية مناطق المسجد الأقصى من المصلين والحراس، اقتحمت جماعات وشخصيات يهودية خلال الأيام الثلاثة، في الفترتين الصباحية وبعد الظهر، المسار الطويل في الصباح و"مسار الهروب" (باب المغاربة إلى باب السلسلة)، وأدوا صلاة تلمودية ومباركة بعيد رأس السنة العبرية، في منطقة باب الرحمة، بشكل علني، وتم توثيق الاقتحام والصلاة ونشرها بالصوت والصورة، وبلغ عدد المقتحمين نحو 300 يهودي ومئات من السياح الأجانب.
ولفت "كيوبرس" إلى أن التطورات الميدانية وتواجد المصلين والمعتكفين والمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى وحوله، هو المحور الأساس الذي سيقرر وجهة الأحداث، في ما سيكون للحراك الشعبي الفلسطيني في القدس والداخل والضفة الغربية وقطاع غزة، المحور الثاني، والذي قد يدفع إلى حراك دبلوماسي عربي وإسلامي، يمكن له أن يدفع الاحتلال إلى مراجعة حساباته وخطواته في الفترة القريبة.
وأكد المركز المقدسي أن الاحتلال سيفشل بحملته ضد المصلين والمعتكفين وضد المرابطين والمرابطات، لأنهم حتى الآن فشلوا في منع الصلاة والاعتكاف أو الرباط في المسجد الأقصى ومرافقه، بل ازداد مشهد الرباط عند بوابات الأقصى، وبدأت ملامح حراك شعبي غاضب تتجدد، وهو مرشح للتمدد والتصعيد والشمولية أكثر، في ما يشابهه حراكاً آخر على المستوى السياسي الدبلوماسي سواء الإسلامي أو العربي، وإن كان أقل من المستوى المطلوب.